رغم ما تحوزه دولة الاحتلال من قوة عسكرية، وقدرات عملياتية متنامية، تهدد بها من حولها من الدول العربية، فإنها في الوقت ذاته تواجه جملة تحديات أمنية وعسكرية تجعلها في حالة قلق وعدم استقرار على مدار الساعة.
ورغم أن الاحتلال قد يبالغ في الكثير من الأحيان في إظهار هذه التهديدات للاستمرار في ابتزاز الولايات المتحدة، فإن الأمر لا يخلو من الحقيقة، ولو بصورة نسبية.
يمكن الحديث عن سلسلة من التهديدات العسكرية والتحديات الأمنية التي تقف ماثلة أمام إسرائيل، وتثير بين حين وآخر نقاشات قوية بين المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية بسبب عدم جاهزية الاحتلال لمواجهتها، وإمكانية أن تباغته فجأة، ودون سابق إنذار.
وذكر الكاتب الإسرائيلي يتسحاق بن نير في مقال بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل تعترضها مجموعة من الإشكاليات التي تقترب من كونها تحديات وجودية، لا سيما في مثل هذه الفترة العالمية من إعلانات حالات الطوارئ، ما يتطلب التوقف عن استمرار الصراعات السياسية الداخلية بين الإسرائيليين أنفسهم، وما يمكن وصفه بالحروب الأهلية التي تقسم إسرائيل، والتعامل فقط مع التحديات الوجودية التي تواجه إسرائيل".
وأضاف أن "التهديدات التي تنشأ ضد إسرائيل توصف بأنها تهديدات وجودية لم تعرفها الدولة من قبل، أهمها التهديد النووي الإيراني الذي يقترب من ذروته، رغم أن السنوات العشر الماضية شهدت تصديا من إسرائيل لهذا التهديد من خلال ما قام به بنيامين نتنياهو ويوسي كوهين من ألعاب نارية وعروض متغطرسة، لم تقم بصياغة وتنفيذ استراتيجية حاسمة لوقفه، مقابل تهميش هذه القضية في العقود الأخيرة في الأولويات المحلية والعالمية".
وبجانب التحدي الإيراني، تعبر محافل إسرائيلية عن قلقها مما تعتبره استيقاظا متأخرا على الأزمة العالمية، رغم التحذيرات المتتالية الموجهة لها، لكنها ما زالت "غارقة في النوم"، لا سيما بالتزامن مع ظهور التهديد المتمثل في استمرار وباء الكورونا، الذي ألقى بظلاله السلبية على جميع المتغيرات الإسرائيلية، حتى نشأ علم "التعايش مع الهالة"، على أمل اتباع روتين منضبط، للحد من توسيع نطاق الضرر الجماعي، بحسب الصحيفة.
ويتحدث الإسرائيليون عن ما يعتبرونه الكارثة الظاهرة في السياسة الدولية نتيجة تحالفات خطيرة، كما هو بين الصين وإيران، وربما مع روسيا وتركيا وكوريا الشمالية، وقد يستغل أعضاء هذا التحالف ضعف الولايات المتحدة في عهد بايدن، التي تصر على استخدام الوسائل الدبلوماسية والتصالحية فقط، رغم أنها لا تتوافق مع الواقع، بحسب المآخذ الإسرائيلية.
ومن شأن هذا الأمر أن يعيد "ترامب اليميني المتطرف والغبي" إلى السلطة، ما يعني عودة الحروب الإقليمية والهجمات المعادية، بحسب "معاريف".
اقرأ أيضا: هآرتس: هرتسوغ "رئيس المستوطنات" أظهر بشاعة الاحتلال
من جهة أخرى، تبرز أمام إسرائيل تحديات الهيمنة والصراعات؛ وسياسة الصين تجاه تايوان، وبوتين تجاه أوكرانيا والدول المجاورة الأخرى، في حلمه بتجديد الاتحاد السوفييتي. أما على الصعيد المحلي، فتظهر حماس والضفة الغربية و"فتيان التلال" من المستوطنين الذين يرتكبون أعمال العنف ضد الفلسطينيين.
وتتوقع المحافل الإسرائيلية أنه في إطار العقد المقبل فسوف تزداد "الأهوال" المتوقعة التي تحاول الحكومة الإسرائيلية الحالية الاستعداد لها، لكنها تتصدى لها وسط حالة من استمرار الصراعات السياسية الداخلية والشخصية الإسرائيلية والحروب الصغيرة "الغبية" التي تقسم إسرائيل، لأنه يسفر عنها أجواء من الاستفزاز والتحريض والكذب، الهادف إلى قلب الائتلاف الحالي، وترهيب قضاة المحكمة العليا، واحتجاز الكنيست كرهينة لبعض التوجهات الحزبية المتشددة.
كاتب إسرائيلي: الجيش يمنح غطاء للمستوطنين لمهاجمة الفلسطينيين
قراءة إسرائيلية في موقف روسيا من القصف الأخير بسوريا
تلميح إسرائيلي بإمكانية استئناف المفاوضات مع السلطة