قالت
مجلة تريبيون، إن حوادث غرق
المهاجرين، عبر القنال الإنجليزي
"المانش"، دفعت لتصاعد الدعوات في
بريطانيا، لتشديد قواعد اللجوء،
واللجوء لوسائل قاسية ووحشية استخدمها الآخرون، وخاصة
اليونان، لصد موجات الهجرة.
وأوضحت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" أن يأس
الاستراتيجيين في حزب المحافظين، بالحصول على حل سحري دائم لرحلات الهجرة، عبر
القنال، دفعت البعض للنظر إلى وسائل حكومة يمين الوسط اليونانية كنموذج محتمل.
وأضافت: "خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء اليوناني
كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، أجرى مقابلات مع عدد من
الصحف، ونشرت عقب ذلك قصص عن خطط وزارة الداخلية لإجراءات قمع على النمط اليوناني
ضد المهاجرين".
وقالت الصحف إن اليونان والمملكة المتحدة،
تشاركتا الرؤى حول كيفية التعامل مع المهاجرين.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الأحاديث ظهرت، بعد
يوم من خضوع 24 عامل إغاثة، للمحاكمة في أثينا، "تحت تهم ملفقة وصفتها منظمة
العفو الدولية بالعبثية، بسبب مساعدتهم وإنقاذ حياة المهاجرين.
وأوضحت أن عمال الإغاثة لا زالوا يخضعون
للمحاكمة التي أجلت، وفي حال إدانتهم يمكن أن يسجنوا لأكثر من 8 سنوات، بتهم
التجسس والتزوير واعتراض إشارات الراديو، فضلا عن تهم فردية مثل تهريب
الأشخاص".
ومن بين الذين تجري محاكمتهم، شون بيندر وهو طالب قانون إيرلندي، وهو
غواص ومدرب إنقاذ، بالإضافة إلى سارة مارديني وهي سباحة سورية دولية، أنقذت 19
شخصا من الغرق في البحر، وقضى الاثنان أكثر من 100 يوم رهن الاعتقال.
ولفتت المجلة إلى أن هذا العدد الكبير من عمال الإغاثة الذين يحاكمون،
لا يقلق الحكومة البريطانية، لكن أكثر ما يثير اهتمامها، هو الكيفية التي تمكنت عبرها
اليونان من تقليص عدد طالبي اللجوء، بعد عبور أكثر من مليون مهاجر، في أزمة
اللاجئين الشهيرة عام 2016.
وقال فاسيليس باباستيرغيو، الخبير القانوني
في المجلس اليوناني للاجئين: "قد يبدو الأمر وكأنه نموذج للدول الأوروبية
الأخرى، لكنه انتهاك كامل لقانون حقوق الإنسان". ويوضح أن منع الوصول، والظروف
المعيشية المروعة في المخيمات، ووقف جميع المساعدات المالية لطالبي اللجوء منذ تشرين
أول/ أكتوبر، كلها عوامل رئيسية في انخفاض الأعداد.
وأشارت المجلة إلى أن الحكومة اليونانية، "لم
تبذل سوى القليل من الجهد للحفاظ على سرية جوانب أساليب الوقاية الخاصة بها: فقد
لفتت الانتباه بفخر إلى الجدار الجديد الذي يبلغ طوله 40 كيلومترًا على طول حدودها
مع تركيا ومخيمات المهاجرين الخمسة الجديدة المغلقة التي يمولها الاتحاد الأوروبي".
وقالت إن اليونان لم تنف استخدام مدافع الصوت
التي تصم الآذان، لكن هناك تقارير تتحدث عن عمليات صد قاسية وعنيفة للمهاجرين عبر
الحدود بصورة تثير القلق.