أكد أكاديمي إسرائيلي بارز، أن انعدام الفعل الإسرائيلي وخاصة في مواجهة إيران، سيجعل من إنجازات اتفاقيات التطبيع مع بعض الدول العربية، بما في ذلك العلاقات مع المغرب "هباء منثورا".
وأوضح رئيس "معهد القدس
للأمن والاستراتيجية"، البروفيسور الإسرائيلي أفرايم عنبر، أن المغرب كان الدولة
العربية الرابعة بعد كل من؛ الإمارات والبحرين والسودان، التي "تقيم علاقات دبلوماسية
كاملة مع إسرائيل، مقابل الاعتراف الأمريكي بأن الصحراء الغربية جزء من المغرب".
حوار عسكري
ولفت في مقالة بصحيفة
"إسرائيل اليوم"، إلى أن "المغرب رغم أنه بعث بقواته لتقاتل ضد إسرائيل
في 1967 وفي 1973، إلا أنه اتخذ على مدى السنين صورة الدولة العربية المعتدلة في موقفها
من إسرائيل، وأدار معها اتصالات في مجالات مختلفة، ولا سيما في مواضيع الأمن والاستخبارات".
وأضاف: "كان موقف المغرب
العملي شبيها بقدر كبير بسلوك الأردن، بل إن المغرب شكل وسيطا في الطريق لاتفاق السلام
مع مصر"، منوها أن اتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب الذي أعلن عنه يوم 10 كانون
الأول/ديسمبر 2020، "تضمن قرارا بفتح ممثليات دبلوماسية في الرباط وتل أبيب، والتعاون
الاقتصادي والطيران المباشر بين الطرفين".
وذكر عنبر أن المغرب والاحتلال
"أقاما علاقات دبلوماسية منذ 1995، قطعت إبان الانتفاضة الثانية، ورغم هذا سمح
المغرب للسياح الإسرائيليين بمواصلة زيارته، وبعض من العلاقات الثنائية تواصل بعيدا
جدا عن الأضواء، وبعد اتفاق التطبيع، فتحت مجالات عديدة للتعاون".
وزعم أنه "يمكن للمغرب
أن يتمتع بالعلم الإسرائيلي في كل هذه المجالات، وإجمالا لكون إسرائيل حجمها صغير،
فهي أقل تهديدا على شركائها في مشاريع من هذا النوع".
ورأى أن زيارة وزير الحرب الإسرائيلي
بيني غانتس مؤخرا للمغرب، "فتحت فصلا جديدا في منظومة العلاقات طويلة السنين،
ومن المتوقع، أن اتفاق التعاون الأمني بين الجانبين، سيسمح بإجراء حوار عسكري جارٍ،
والدفع قدما بمشتريات أمنية وبالطبع تبادل المعلومات الاستخبارية، وهذه الزيارة هي
دليل على توثيق العلاقات".
اقرأ أيضا: مفكر مغربي: التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي "استعمار جديد"
وأكد رئيس "معهد القدس
للأمن والاستراتيجية" الإسرائيلي، أن "المغرب هام في المنظومة الدولية الفرعية
للشرق الأوسط، وكذا في أفريقيا"، لافتا أن "لسلالته الملكية يوجد نسب للنبي
محمد (صلى الله عليه وسـلم)، مما يكسبها هالة ونفوذا في أوساط الدول العربية، كما أن
تقارب الرباط مع تل أبيب، كفيل بأن يؤدي بمزيد من الدول العربية نحو مسار التطبيع".
المستقبل القريب
وأشار إلى أن "المغرب يدفع
ضريبة لفظية لحل الدولتين، ولكن سلوكه يثبت أن المسألة الفلسطينية بالتأكيد لا تمنع
انخراطا أكبر لإسرائيل في المجال الشرق أوسطي، للمغرب؛ عضو الشرف في الاتحاد الأفريقي،
تأثير على الدول الإسلامية التي بجنوب الصحراء وكل هذا يمكن أن يفيد إسرائيل في المستقبل
القريب".
وتابع: "كما يعزو المغرب
لنفسه دورا خاصا في موضوع القدس، والعلاقات المتطورة معه، تمنح عمليا شرعية للوضع الراهن
في المدينة (القدس المحتلة)، الذي يحفظ السيطرة الإسرائيلية في الحرم (المسجد الأقصى
المبارك) وفي الشطر الشرقي للقدس"، زاعما أن "المغرب لا يرى بعين الرضا الادعاءات
الفلسطينية للسيطرة على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس"، بحسب قوله.
ورأى البروفيسور الإسرائيلي،
أن "المغرب شريك إسرائيل في صد النفوذ الإيراني في أفريقيا والأحلام الكبرى للزعامة
السياسية والعسكرية في طهران، التي تتحدث عن تواجد بحري في البحر المتوسط وفي المحيط
الأطلسي"، منوها أن "العلاقات مع المغرب تبدو ناضجة للتأطر والازدهار، ولكن
يجب أن نتذكر بأن هذه العلاقات تتعرض لانتقاد دوائر دينية وقومية في المغرب، والتغييرات
السياسية الداخلية كفيلة بأن تضع حدا لشهر العسل".
وقال: "محظور أن ننسى بأن
انعدام الاستقرار يميز دوما مثل هذه العلاقات، فإذا كانت مساعي إسرائيل لصد التقدم
الإيراني نحو القنبلة النووية ستفشل، فإن التغيير الكبير في صالح إسرائيل في الشرق
الأوسط في أعقاب اتفاقيات التطبيع سيتبدد".
واعتبر عنبر، أن "التهديد
الإيراني هو جزء من النسق الاستراتيجي الذي أدى بدول عربية لأن تقيم علنا علاقات مع
إسرائيل، أما انعدام الفعل الإسرائيلي، سيجعل إنجازات اتفاقات التطبيع، بما في ذلك
العلاقات مع المغرب هباء منثورا".
احتفاء إسرائيلي بالاتفاق الدفاعي مع المغرب.. "يقوينا عسكريا"
ماذا وراء اتفاق الاحتلال الأمني "الاستراتيجي" مع المغرب؟
إعلام عبري: طائرة خاصة من الرياض وصلت مطار بن غوريون