نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن قمة جو بايدن من أجل الديمقراطية التي استهدف فيها الصين بشكل مقصود وسعى من خلالها إلى حشد العواصم الديمقراطية ضد "الأنظمة الاستبدادية".
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الصين تابعت مستجدات قمة جو بايدن للديمقراطية عن كثب وكان من الواضح أنها تستهدفها. وقد رفض النظام الاستبدادي الذي يحكمه الحزب الشيوعي الصيني بقبضة من حديد منذ سنة 1949 بشكل صريح دروس الرئيس الأمريكي، من خلال الإشادة بالديمقراطية الصينية وكفاءة نظامها.
في ورقة بيضاء نُشرت قبل أيام قليلة من القمة الافتراضية التي دعا إليها بايدن يومي 9 و10 كانون الأول/ ديسمبر، والتي تهدف إلى حشد العواصم الديمقراطية ضد الأنظمة الاستبدادية ودُعي إليها ممثلون عن تايوان، اعتبرت الصين نفسها "ديمقراطية فاعلة".
وقد تصدر عنوان "اليوم ينير نور الديمقراطية كل التراب الصيني" صحيفة الشعب اليومية الصينية. أما في الواقع، شدد الرئيس شي جين بينغ قبضته على الدولة بعد جلسة مكتملة النصاب عقدت خلال الشهر الماضي حول "تجسيد الماركسية في القرن الحادي والعشرين".
وذكرت الصحيفة أن شي جين بينغ فرض حكما استبداديًا على المجتمع الصيني منذ سنة 2013 من خلال الدفاع عن القومية غير المقيّدة. ولم تعد الصين تتبنى سياسة الانحناء والتنازل أمام الخصم الأمريكي، بل أصبحت تعتمد على الرد الهجومي على الجبهة الأيديولوجية العالمية وتقديم بديل للدول النامية التي سئمت الدروس الغربية.
ونقلت الصحيفة عن جيانغ جين تشيوان، مدير مكتب بحوث السياسات باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن "الديمقراطية ليست حكرا على الدول الغربية، حيث تكون في خدمة الأغنياء. يجب أن تتوقف هذه الدول عن إملاء رؤيتها على الأمم الأخرى".
تحاول السلطات أن تثبت أن 95 بالمئة من الصينيين "راضون" عن النظام الحاكم في بلد محروم من انتخابات حرة وحيث تخضع كل وسائل الإعلام لرقابة صارمة. ونقلت صحيفة الشعب اليومية عن أحد المسؤولين قوله إن "الديمقراطية الصينية أكثر أصالة وفعالية من أمريكا" في إشارة إلى أن النظام الأمريكي تحركه جماعات المصالح الخاصة.
وأوردت الصحيفة أن النظام الصيني، تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، يبرر سياسته بأن "قيادة الحزب هي الضمان الأساسي للديمقراطية من قبل الشعب. وليس من السهل على مثل هذا البلد الكبير أن يلبي تطلعات 1.4 مليار نسمة. لذلك، يجب أن يكون لها قيادة مركزية قوية".
يشير هذا الرد الغاضب إلى مدى انزعاج النظام الصيني الذي يطارده شبح انهيار الاتحاد السوفيتي، ويسعى حاليا إلى الاستفادة من طريقة مكافحته لجائحة كورونا من أجل تعزيز شرعيته، في وقت يتراجع فيه النمو الاقتصادي. وفي هذا الصدد، دائما ما تذكّر الصحافة الرسمية بالخسائر البشرية للوباء، الذي أودى بحياة أكثر من 700 ألف شخص في الولايات المتحدة مقابل 4636 في الصين، وفقًا للإحصاءات الرسمية.
نقلت الصحيفة عن نيكولاس توماس، الباحث في جامعة مدينة هونغ كونغ، إن "نجاح الصين في التعامل مع كورونا أدى إلى دعم شعبي أقوى للحكومة. ويتمثّل الخطاب السائد في البلاد في أن النموذج الصيني في مواجهة الوباء كان الأكثر فاعلية، وذلك لأن الحكومات الأخرى لم ترغب في التعلم من تجربة الفيروس الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص".
لكن يبدو أن هذه الفكرة لا تلقى قبولا من قبل كل الشعب الصيني، حيث دوّن أحد المستخدمين مازحا على موقع سينا ويبو: "أصبحت بلادنا بين عشية وضحاها مهد أنجح ديمقراطية. تأتي السعادة فجأة".
على الصعيد الخارجي، صعدت بكين من هجماتها على الديمقراطية الأمريكية "المريضة" في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى التراجع التاريخي للغرب.
وقد نشرت وكالة أنباء "شينخوا" الرسمية تقريرا بعنوان "من العراق إلى أفغانستان، ومما يسمى بالديمقراطية في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية إلى الربيع العربي، ومن أعمال الشغب في الكابيتول إلى الأرقام القياسية لوفيات كورونا، يشهد العالم كوارث إنسانية تنشرها الولايات المتحدة باسم تصدير نموذجها الديمقراطي".
NYT: سياسة ترامب مع إيران تحولت إلى كارثة لأمريكا وإسرائيل
أدلة جديدة على أوامر بكين بملاحقة الإيغور وإبادتهم
WSJ: أمريكا ترصد موقعا صينيا سريا في ميناء إماراتي