أعلنت شخصيات تونسية بارزة الخميس، من بينها أكاديميون ونشطاء بالمجتمع المدني ووزراء سابقون وحقوقيون وسياسيون ونواب برلمانيون، إصدار عريضة وطنية ضد "الانقلاب على الدستور والانتقال الديمقراطي" من طرف الرئيس قيس سعيد.
وطالب معارضو الرئيس
سعيد "بالتوقف الفوري عن الخرق غير المسبوق للقانون والدستور والاستخفاف
بمؤسسات الدولة، والتوجه غير المحمود لزرع فتائل الكراهية بين المواطنين واستعداء
بعضهم على بعض".
ودعت العريض سعيّد إلى العودة للشرعية الدستورية والانتخابية، التي عبرت جماهير الشعب في إطارها عن إرادتها الحرة.
وقال صاحب المبادرة أستاذ القانون شاكر
الحوكي، في تصريح خاص لـ"عربي21" إن "الهدف من العريضة هو التصدي
لإجراءات الرئيس سعيد المنقلب على الدستور، والتي يتخذها بشكل يومي ومستمر منذ
الخامس والعشرين من يوليو والمتمثلة في الإجراءات الاستثنائية، التعيينات،
الخطاب المتشنج".
وشدد الحوكي على
أن العريضة الوطنية تتضمن توقيع شخصيات بارزة ما يعد معارضة حقيقية.
وأضاف أن "العريضة
تأتي في سياق أحداث متلاحقة قبل ساعات من خروج مظاهرات رافضة للانقلاب تزامنا مع
ذكرى اندلاع ثورة 17 كانون الأول /ديسمبر".
وتابع أنها "تأتي
عقب تسريب وثائق صادرة عن المخابرات المصرية تفيد بالتخطيط للانقلاب على تونس
(وثائق تم تداولها الأربعاء عن موقع وكيليكس عربي)، وما راج عن سعي الحكومة
للتقليص في أجور الموظفين بنسبة 10 بالمائة".
عريضة رفض
الشعبوية
من جانبه، قال
عضو وفد الاتحاد الدولي للحقوقيين وأحد الموقعين على العريضة، أنور الغربي، في
تصريح خاص لـ"عربي21" إن "العريضة تذكر بالمشترك الوطني
بعيدا عن منطق الاصطفاف والضدية والسلبية فهي تنحاز للدولة والمؤسسات بعيدا عن
الشعبويات والتعالي على أبناء الوطن الواحد".
وتابع الغربي
متحدثا عن فحوى العريضة بأنها "تتمايز مع منطق التسيير الأحادي للدولة ومنطق
الشخص المنقذ في كل المجالات والاختصاصات، وتذكر بأسس المشترك وتعطي خارطة طريق".
وأكد أنه "بإمكان
العريضة أن تلتقي مع عديد المبادرات على الساحة التونسية وأن تساهم في إيجاد حل
يخرج البلاد من العدمية والتيهان ويعيد الدولة للساحة الدولية ولمكانها المتميز
بين البلدان الديمقراطية الساعية للبناء والإصلاح".
من جهته قال
الأستاذ والكاتب أحمد غيلوفي في حديث خاص لـ"عربي21" إن "هذه
العريضة تعبر عن أن جزءا كبيرا من الشعب والمثقفين ليسوا مع انقلاب قيس سعيد، وهي
أيضا تعد خطوة كبيرة لأنه منذ 2010 لم تنخرط النخب الثقافية في بناء الديمقراطية
بصفة حقيقية".
وأضاف: "هذه العريضة تعاقد جديد بين النخبة والشارع لمواجهة الانقلاب على المؤسسات الدستورية والقضاء والتفرد بالسلطات وإرساء نظام جديد".
وشدد غيلوفي على
أن العريضة تعد رسالة للداخل والخارج كما أنها تؤكد على رفض الانقلاب.
مظاهرات مرتقبة
ودعا الموقعون على العريضة "جميع التونسيات والتونسيين من التنظيمات الحزبية وغير الحزبية
والجمعيات الثقافية والاجتماعية والحقوقية لتحمّل مسؤوليتهم الوطنية والتاريخية
بالتصدي جميعًا للمسار الانقلابي اللاديمقراطي والاستبدادي الذي يسعى الرئيس قيس
سعيد ومؤيدوه بوضوح إلى زج البلاد والعباد فيه".
هذا وأعلنت أحزاب تونسية، الخميس، عن مشاركتها رسميا في المظاهرات المرتقبة الجمعة بالعاصمة رفضا
للانقلاب ودفاعا عن الشرعية والديمقراطية.
هل تنجح المعارضة في إحباط "انقلاب سعيد" بصفوف منقسمة؟
أحزاب تونسية تدعو للتظاهر احتجاجا على قرارات سعيّد
تصاعد الرفض لـ"انقلاب سعيّد" بتونس.. هل يتراجع أم يستمر؟