تحدث شهود عيان لـ"عربي21" عن أحداث مجزرة حلفايا، التي ارتكبتها قوات النظام السوري في ريف حماة الشمالي، بمناسبة ذكراها التاسعة.
وشهدت المدينة بتاريخ 23 كانون الأول/ ديسمبر مجزرة
مروعة ارتكبها سلاح الجو التابع لقوات النظام بعد أن استهدف تجمع مدنيين على باب
أحد أفران المدينة، بعد مدة قصيرة من سيطرة فصائل المعارضة السورية عليها، ما أسفر
عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
ما قبل المجزرة
قال الناشط السوري بشار دياب
لـ"عربي21" إن المدينة "شهدت بعد سيطرة الثوار عليها أزمة خبز حادة
امتدت لثلاثة أيام متواصلة، ما دفع المدنيين إلى التجمع على أبواب أحد الأفران
الرئيسية، وكان عددهم قرابة 300 شخص على أقل تقدير".
اقرأ أيضا: جيش النظام السوري وحلفاؤه يستردون أراضيا شمالي حماة
وأضاف دياب: "بدأ الأهالي يتخوفون من التحليق المكثف لطيران النظام الحربي، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تم استهداف الفرن، كنت أنا أول الواصلين إلى مكان المجزرة، وكان الموقف صعبا للغاية والمشهد مرعبا، شاهدت جثثا تحترق، والأشلاء كانت في كل مكان، ولا صوت يعلو على صراخ واستغاثة المصابين".
إسعاف بدائي وإمكانيات محدودة
ويروي دياب تفاصيل اللحظات الأولى بعد الاستهداف الجوي،
حيث كانت أعداد المصابين كثيرة، ولا وجود لسيارات الإسعاف مع "ضعف كبير
للنقطة الطبية الموجودة في المدينة، والتي كانت مهامها تقتصر على تقديم الإسعافات
الأولية فقط، وغير مخصصة لاستقبال هكذا أعداد من الإصابات الخطرة".
وتابع: "عملنا على نقل المصابين بسيارات محلية الصنع يطلق عليها اسم (الحلفاوية)، لعدم وجود سيارات إسعاف، قمت برفع ما وثقته بكمرتي على الإنترنت، كانت مشاهد قاسية ممزوجة بكثير من البكاء".
ذكريات قاسية
يقول غياث الرجب، أحد الناجين من المجزرة
لـ"عربي21" إن "رائحة اللحم المحروق لا تفارق ذاكرته إلى اليوم،
الصاروخ استهدف وسط تجمع المدنيين على باب الفرن، كان المشهد قاسيا جدا، بعض الجثث
تبخرت، وكثير من الجثث تفحمت وتحولت إلى أشلاء، وكان عدد القتلى يتزايد، وعدد
الجرحى يتناقص بسبب الوفاة نتيجة ضعف الإمكانيات الطبية"، مشيرا إلى توثيقه سقوط 93 قتيلا وعشرات الجرحى.
وأوضح الرجب أن سبب التجمع الكبير للأهالي يعود إلى أزمة الخبز التي شهدتها المدينة عقب سيطرة فصائل المعارضة عليها، لذلك "اتبع النظام سياسة التجويع كعقاب جماعي للسكان، تمكنت الجهات المسؤولة من تأمين بعض الطحين لتشغيل الفرن الآلي الرئيسي، وفي تمام الساعة الثالثة عصرا تم استهداف الجموع بصاروخ يحوي قنابل عنقودية شديدة الانفجار".
مضيفا: "لن
ننسى المجزرة ولن نسامح النظام المجرم".
تفاعل مع إحياء الذكرى
ويتفاعل السوريون في 23 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام مع
ذكرى مجزرة حلفايا، والتي تصنف كواحدة من أكبر حوادث القتل الجماعي التي نفذها
سلاح الجو التابع للنظام على المدنيين.
وانتقد الائتلاف الوطني السوري المعارض، عبر تويتر، غياب
أي تقدم دولي نحو إنصاف الضحايا، أو انتقال سياسي "ينهي حكم نظام الاستبداد والقتل".
وأسفرت المجزرة بحسب إحصائيات غير رسمية عن مقتل نحو 100 شخص وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، ووثقت لجان التنسيق المحلية منها 30 حالة بتر للأعضاء العلوية والسفلية.
النظام يروج لإجراء "تسويات" في حلب على غرار درعا ودير الزور
لماذا تصر الجزائر على إعادة النظام السوري لـ"الجامعة"؟