سياسة عربية

مصدر لـ"عربي21": وساطات لمنع التصعيد العسكري في غزة

تسعى الأطراف العربية والدولية إلى احتواء التصعيد بقطاع غزة- جيتي

كشف قيادي فلسطيني عن بذل العديد من الأطراف العربية والدولية، جهود حثيثة من أجل الحفاظ على التهدئة وعدم الدخول في تصعيد جديد بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. 


وأكد القيادي الفلسطيني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "مصر تقود جهود الوساطة، وقد نجحت أمس باحتواء تصعيد كان متوقعا على خلفية الصاروخين اللذين أطلقا باتجاه تل أبيب". 


ولفت إلى أن "مصادر قريبة من المقاومة ألمحت إلى أن هاذين الصاروخين، كانا بمثابة رسالة من المقاومة، أو على الأقل تجربة صاروخية في إطار سعي المقاومة لاختبار بعض الأعمال التطويرية التي أدخلتها على الصواريخ لتلافي منظومة القبة الحديدية". 


وأوضح القيادي أن "الفصائل وتحديدا حماس والجهاد الإسلامي، أوصلوا رسائل عديدة عبر قنوات مختلفة، أن إسرائيل تتحمل المسؤولية عن حياة الأسير هشام أبو هواش، وأنه ما من وسيلة لمنع الانفجار في حال استشهاده"، منوها إلى أن "الفصائل طالبت بتدخل جدي لإنقاذ حياته".  


وأفاد بأن "مصر تبذل جهودا مضاعفة، من أجل إنقاذ حياة الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش"، المضرب عن الطعام منذ 139 يوما، والذي وصل إلى وضع صحي حرج للغاية، وهناك احتمال بوفاته، مضيفا أن "المصريين يمارسون ضغوط شديدة لإنهاء معاناته". 


وأضاف لـ"عربي21": "الوسطاء المصريون والقطريون وأيضا المبعوث الخاص للأمم المتحدة، يحرصون على ألا يتزايد حجم التوتر لدرجة الانفجار والتصعيد، ولذلك فهم يركزون الآن على إغلاق قضية الأسير هشام أبو هواش، التي باتت أحد أقوى الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد كبير في حال استشهاده، خاصة بعد أن هددت سرايا القدس وفصائل المقاومة الأخرى بأنها ستتعامل مع استشهاده كجريمة اغتيال". 


وعن مطالب الفصائل، ذكر أنها تتمثل في "السماح بنقل الأسير أبو هواش إلى مستشفى فلسطيني لإكمال علاجه الذي قد يستغرق وقتا طويلا وفق تقديرات الأطباء". 


واعتبرت الفصائل أن "بقاء أبو هواش في مستشفى إسرائيلي يعني أنه رهن الاعتقال، وهذا ما يرفضه الأسير ولن يقبل بإنهاء إضرابه طالما بقي رهن الاعتقال". 


وقام جيش الاحتلال الليلة الماضية بقصف العديد من المواقع والأهداف الخاصة بالمقاومة في قطاع غزة، فيما استخدمت المقاومة صاروخين "سام-7" ضد طائرات الاحتلال العسكرية في أجواء القطاع. 


ودخل الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة المتواصل عامه الـ16 على التوالي، وفاقم هذا الحصار حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع البالغة مساحته 365 كيلومترا مربعا.  

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يقصف غزة.. واستهداف مروحياته بالصواريخ (فيديو)

ويعاني القطاع المحاصر، من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية جراء الحصار البري والبحري والجوي المتواصل، إضافة إلى العقوبات التي فرضتها السلطة على القطاع، ما تسبب في تفاقم الفقر والبطالة واستمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي تزيد من معاناة مختلف الفئات، وتردّ كبير في جميع نواحي الحياة؛ بما فيها الصحية والإنسانية والبيئية. 


وقد ساهمت الحروب الإسرائيلية المتعددة ضد القطاع، وتفشي وباء كورونا، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، في زيادة معاناة سكان غزة.


وفي يوم 10 أيار/ مايو 2021، قام الاحتلال بشن عدوان واسع على القطاع المحاصر استمر 11 يوما، مخلفا دمارا واسعا في البنيات السكانية والبنية التحتية والعديد من المرافق والمنشآت العامة. 


وأدى عدوان جيش الاحتلال إلى ارتكاب 19 مجزرة بحق 19 عائلة فلسطينية، حيث ارتقى 91 شهيدا بينهم 41 طفلا من تلك العائلات، والتي كان أكثرها فقدا عائلة "الكولك" التي قتل جيش الاحتلال منها 21 شهيدا. 


وبحسب إحصائية وصلت إلى "عربي21"، من وزارة الصحة الفلسطينية، فإنه وصل عدد الشهداء إلى 254، بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، والجرحى إلى أكثر من 1948 مصابا بجروح مختلفة. 


وتسبب القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع، في تدمير المئات من المنازل والأبراج والشقق السكنية والطرق الرئيسية والأماكن العامة وشبكات المياه والاتصالات والإنترنت، إضافة إلى تدمير العديد من المؤسسات الحكومية المختلفة، وتشريد الآلاف من بيوتهم، وترك المئات من الصواريخ والقذائف والقنابل التي لم تنفجر. 


وفجر 21 أيار/ مايو 2021، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين المقاومة وبين الاحتلال بوساطة مصرية، بعد عدوان إسرائيلي عنيف، ورد رادع من قبل المقاومة الفلسطينية، وصل إلى حد ضرب العمق الإسرائيلي.