عبرت شخصيات سياسية وحقوقية تونسية عن تضامنها الواسع مع المحامي والسياسي ونائب رئيس حركة النهضة، نور الدين البحيري المختفي منذ ثلاثة أيام، الذي أدخل المستشفى العسكري عقب تردي وضعه الصحي، في حين حمّلت زوجته، الرئيس قيس سعيد المسؤولية عن حياته.
وتتالت المطالب بضرورة الكشف فورا عن مصير البحيري والتحقيق في أسباب الاختفاء، الذي تعتبره حركة النهضة "اختطافا" وخاصة من قبل المحامين، الذين يعتبرون أن المحامي البحري في حالة اختفاء قسري.
وحمل هؤلاء، الرئيس قيس سعيد المسؤولية كاملة عن ما يتهدد حياة وزير العدل السابق البحيري، في الوقت الذي رفض فيه سعيد التواصل مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، ولم يجب على اتصاله الهاتفي وفق ما أكده مستشاره السياسي رياض الشعيبي.
اقرأ أيضا: النهضة لـ"عربي21": نقل البحيري للمشفى العسكري وحالته خطرة
من جهتها، قالت زوجة نور الدين البحيري؛ إنها لم تدخل لزيارته في المستشفى العسكري، ذلك لأن السلطات المختصة طلبت منها الإمضاء قبل الدخول "وهي لا تعرف على أي وثيقة ستمضي"، حسب قولها.
وتابعت: "أعتبر أن زوجي في ذمة الله، والورقة التي يريدون أن أمضي عليها يمكن تكون شهادة وفاته، وأحمّل المسؤولية لقيس سعيد".
وحذرت تدوينات صادرة عن أسماء معروفة بكرهها الشديد لحركة النهضة، من أن ما يحصل للبحيري سببه صراع كبير بين مقربين من الرئيس، وهم في حالة اختلاف كبيرة، ويحاولون توريطه لاستبعاده من الحكم.
وقالت الصحفية شهرزاد عكاشة (من أشد خصوم النهضة) في تدوينات على صفحتها الرسمية؛ إن هناك جهات أجنبية دفعت بالرئيس لاختطاف البحيري.
وتابعت عكاشة: "قولوا له إن محيطه سيقضي عليه، وأتمنى ألا يطلع علينا في قادم الأيام في خطاب قريب يبكي، كما فعل في يوم حرق مقر النهضة".
وفي منشور آخر لها، قالت الصحفية عكاشة؛ إن نور الدين البحيري حي يرزق، ولكن هناك صفحات تروج لخبر وفاته حتى تنفلت الأمور ويتم إضعاف الرئيس سعيد، وتعويضه بآخر لم تسمه ووصفته "بالرت".
من جهته توجه السياسي ماهر العباسي برسالة إلى راشد الغنوشي قائلا: "في صورة وفاة البحيري حافظوا على الهدوء، كل كلمة تقال يجب أن تكون من ميزان ذهب؛ لأن كل حرف في غير مكانه سيكون ذريعة للإرهاب".
وحذر العباسي قائلا: "سيضربونكم ويلبسكوم التهمة، ومن هناك بداية نفق طويل من الدموع والدماء في البلاد.. والنار".
بدوره استنكر الأمين العام لحزب " التيار الديمقراطي" (خصم للنهضة ) حادثة اختطاف نور الدين البحيري، معتبرا أن الحكومة مارقة وخارجة عن الدستور، وهي تمارس القمع والاستبداد.
فيما حذر الحقوقي أنور الغربي من أن "الانقلاب يسعى لتوتير الأجواء أكثر والدفع بالأمور إلى حالة من الفوضى، تجعله يواصل اختطاف البلد تحت غطاء حالة الطوارئ العامة، خاصة أنه معزول وطنيا وخارجيا".
واعتبر الغربي أن الرئيس "يدفع نحو الخراب"، داعيا "العقلاء إلى النضال السلمي".
2021 الأسوأ سياسيا بتونس.. وقيس سعيّد يتصدر المشهد
البرلمان التونسي يشكو اختطاف البحيري لاتحاد البرلمان الدولي
"مواطنون ضد الانقلاب" تستعد لجمع الفرقاء السياسيين بتونس