مع الانسجام اللحظي القائم في العلاقة اليوم بين الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت والإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، يستذكر الإسرائيليون تلك العلاقة الخاصة التي ربطت رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو مع الرئيس السابق دونالد ترامب، ومدى ما شكلته هذه العلاقة من ردود فعل واسعة النطاق، أمريكية وإسرائيلية، والأهم مواقف اليهود الأمريكيين، الذين لم يظهروا إعجابهم بعلاقة الثنائي ترامب-نتنياهو.
أورلي أزولاي الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكرت في مقالها الذي ترجمته "عربي21" أن "تحليلات التصويت في انتخابات عام 2020، تؤكد أن اليهود هم من أخذوا الرئاسة من ترامب، ولم يسمحوا له بولاية ثانية، وهو ما كان يتطلع إليه كثيرا، وساهموا كثيرا في قلب الموازين لصالح المرشح الديمقراطي بايدن، حيث صوت اليهود في المدن الكبرى بأعداد كبيرة لصالح بايدن".
وأضافت أن "تأثير اليهود الأمريكيين هذه المرة بدا أكثر وضوحا من أي وقت مضى لصالح الديمقراطيين، مع العلم أن إجمالي عددهم يبلغ 2٪ من سكان الولايات المتحدة، لكن قوتهم السياسية أكبر بكثير من حصتهم الديموغرافية، ومن الناحية التاريخية لم يفز مرشح جمهوري بأغلبية أصواتهم، باستثناء رونالد ريغان الذي فاز في انتخابات عام 1980 بحصوله على 39٪ من أصوات اليهود؛ لأن بعضهم غضب من الضغط القاسي الذي مارسه جيمي كارتر على رئيس الوزراء مناحيم بيغن للوصول إلى اتفاق السلام مع مصر".
اقرأ أيضا: الغارديان: أمريكا تشهد حركة فاشية فاقمها استبداد ترامب
وبالعودة إلى العلاقات الأمريكية في عهد ترامب مع إسرائيل، فقد بذل رئيس الوزراء السابق نتنياهو، الذي استضافه في القدس المحتلة قبل فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية، جهودا كبيرة في إنجاح فرصه بالفوز، وكان يردد في لقاءاته الخاصة أنه يسعى لتحقيق استراتيجيته المعنونة باسم "Jexodus"، مزيج من كلمتي يهودي ونزوح، تمهيدا لأن يترك اليهود الحزب الديمقراطي لصالح الجمهوري، وأبدى ترامب فخره بصهره اليهودي جاريد كوشنر، والعديد من أصدقائه اليهود، الذين قلدهم مناصب عليا، واشترى ولاءهم، مثل المحامين ديفيد فريدمان وجيسون جرينبلات ومايك كوهين.
في الوقت ذاته، تحاول المحافل السياسية الإسرائيلية التكيف مع إدارة بايدن، التي لا تبدي ذات التماهي الذي أظهرته إدارة ترامب، لكنها لا تظهر يأسها وإحباطها من ذلك، خاصة في ضوء جملة من القواسم المشتركة بينهما المتعلقة بالموقف من السلاح النووي الإيراني، وفي الوقت ذاته، تظهر بعض أوجه الخلافات التي لا تخطئها العين، خاصة في الملف الفلسطيني.
توقعات إسرائيلية بتغير الموقف مع إيران بعد زيارة سوليفان
تقدير إسرائيلي يرجح التوصل لاتفاق مؤقت مع إيران حول النووي
"معاريف": إسرائيل تعزز تعاونها مع الصين رغم غضب أمريكا