هو فنان كبير، يتمتع بموهبة واضحة لا تخطئها العين. كذلك يتمتع بحضور قوي إلى درجة أنه يشد الانتباه إليه، بلغة أهل المهنة "يسرق الكاميرا" ويتمتع بحس كوميدي مدهش بحيث ينتزع الضحكات من الجمهور بنعومة ورقي دونما إسفاف أو لزوجة، أو لي عنق اللحظة الدرامية كما يفعل البعض؛ لانتزاع ضحكات الناس رغما عنهم.
مع كل ما ذكرنا عن هذا الفنان المدهش نجد أنه تعثر في مسيرته
الفنية برغم بدايته المبشرة والمهمة، وتبني رجالات السينما المهمين له في ذاك الوقت، كالمنتج الكبير جمال الليثي، حيث كان فاروق يوسف القاسمَ المشترك الأعظم في معظم إنتاجه. كذلك المخرج الكبير حسين كمال؛ الذي أسند إليه دور صديق عبد الحليم حافظ في أبي فوق الشجرة. كذلك دوره الذي لا ينسى في فيلم الكرنك أمام سعاد حسني ونور الشريف، وإخراج علي بدرخان.
لكن لأسباب كثيرة، منها المفهوم وغير المفهوم لهذا الفنان الرائع، جرى تهميشه وإقصاؤه وتحجيمه، وحرمان جمهورنا الكبير من موهبة كبيرة بحجم موهبة فاروق يوسف؛ الذي ولسوء حظه أيضاً توقف المنتج الكبير جمال الليثي عن الإنتاج، ثم رحيله، بذلك فقد فاروق يوسف الداعم الرئيس له ولموهبته.
كما تخلى عنه صديقه الصدوق الفنان الكبير محمود ياسين الذي كان من أشد المتحمسين لموهبته الكبيرة، ومن المؤمنين بها، إلا أن المغرضين تسببوا في وقيعة بينهم؛ فظل فاروق يوسف وحيدا يقاوم ويحاول، ولكن برغم صموده الذي يحسد عليه، لم يتمكن من تسجيل نجوميته التي يستحقها.
عانى فاروق ما عانى من الجحود ونكران الجميل، إلى أن انتهت حياته بحادثة عبثية تشبه تفاصيل حياته المأساوية؛ فقد صدمته سيارة وهو في طريقه إلى منزله بعد خروجه من استديو التصوير.
بذلك تنتهي حياة فنان كبير ومهم لم يأخذ حقه من الشهرة أو الاحتفاء أو
نجومية كان يستحقها عن جدارة. يبدو أن حاجز الحقد والحسد والغيرة والخوف من موهبة كبيرة من أن تسرق الأضواء من
ممثلين آخرين؛ أهم الأسباب الرئيسة التي ساهمت في حرمان الجمهور من موهبة فاروق يوسف.
كم من مواهب نادرة ضاعت أو حُجبت لأنها لم تجد الدعم الكافي أو الرعاية الكافية لتقدم فنها للجماهير!
سلام لروحك.. فاروق يوسف.