فيما نشر آخرون، القول المشهور للرئيس
الراحل محمد مرسي: "استعدوا واوعوا الثورة تتسرق منكم بأي حجة، الحجج كتير
والسحر كتير".
"حالة الشارع"
دعوات الحشد تلك تأتي وسط حالة غضب تعم
الشارع المصري، إثر قرارات النظام بمواصلة رفع أسعار الوقود والكهرباء والغاز
والمحررات والضرائب، بجانب تقليص الدعم وحرمان المتزوجين حديثا من إصدار بطاقات
التموين لهم، مع رفع أسعار أغلب السلع الرئيسية.
وتأتي الدعوات أيضا في ظل حالة غضب
متصاعدة داخل مبنى "ماسبيرو" بالقاهرة لآلاف العاملين في تليفزيون
الدولة الرسمي، بسبب تأخر رواتبهم وضياع حقوقهم المالية منذ شهور.
وتتزامن دعوات الحشد مع إعلان
"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، الاثنين، تجميد نشاطها والتوقف
عن العمل كمؤسسة حقوقية في مصر، بسبب انتهاكات النظام الحقوقية بحق المصريين وبحق
المنظمة الحقوقية التي عملت لمدة 18 عاما في البلاد.
"احتمالات غير متوقعة"
وفي تقديره لإمكانية أن تدفع مؤشرات
غضب المصريين الحالية من النظام بهم للنزول ضده، قال السياسي المصري والبرلماني
السابق الدكتور جمال حشمت: "الأمل في حراك الأحرار من شعب مصر".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد
أن حملات الحشد عبر مواقع التواصل الاجتماعي لخروج المصريين ربما تؤتي ثمارها،
"على أن تكون الدعوة من داخل مصر في بدايتها، وأن يكون هناك عمل منظم يقودها،
وإلا فإن أي حراك عشوائي يمكن السيطرة عليه".
القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، أضاف:
"وطبعا هناك احتمالات لا نتوقعها قد تحدث؛ خاصة من أطراف الصراع داخل الجيش،
الذي يورطه السيسي وفريقه في عداء مع شعب مصر".
لكنه جزم بأن "الداخل هو الأصل،
والخارج داعم له، ومؤشرات الغضب تعلو يوما بعد يوم".
وفي رؤيته قال رئيس المكتب السياسي بالمجلس
الثوري المصري، الدكتور عمرو عادل، إن "الدعوات المتتالية للخروج للشارع منذ 2013
تشير إلى أمور، أولها أن كثيرا من النشطاء والمعارضين يتخذون 25 يناير نموذجا وحيدا
للثورة، بمعنى أن التظاهر أقوى فعل ثوري وهو الحاسم والنهائي".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21":
"قد يكون التظاهر المليوني أعلى مخرجات العمل الثوري ولكنه لا يمكن أن يحسم
ثورة حقيقية".
ولفت إلى أنه "وبالرغم مما حدث بعد ذلك من
انهيار تام لنتائج موجة 25 يناير، إلا أن هناك إصرارا كبيرا على التكرار، فالتظاهر
المليوني آخر فعل ثوري بعد نزول الجماهير وليس الفعل الثوري الوحيد".
وثانيا، أضاف السياسي المصري، أنه
"مع تكرار الدعوات للتظاهر بالسنوات السابقة ومع تكرار عدم قدرتها على
الحشد؛ تظهر صعوبة شديدة لاستجابة الجماهير لها وخاصة مع القمع والاستبداد العسكري
الكبير بمصر".
وتابع: "ثالثا: كثير من النشطاء والمعارضين
لا يملكون الكثير من الأدوات الميدانية ولا يريدون إلا استخدام وسيلة واحدة وهي
التظاهر بالرغم من النتائج الكارثية التي نتجت عن استخدام تلك الوسيلة الوحيدة،
والتي أثبتت عدم قدرتها على إحداث تغيير حقيقي بالنظام المصري".
وأشار عادل رابعا، إلى أن "استمرار ربط الغضب
الشعبي واعتباره متناسبا طرديا مع احتمال نزول غفير للجماهير خطأ منهجي في التفكير،
وربما لا توجد علاقة حتمية بينهما بالأساس لأن خروج الجماهير للشارع له عدة مقدمات
واحد منها الإحساس بالغضب ولكنه ليس وحيدا".
وأكد أن "أهم تلك الشروط أن لا تكون
تكلفة الخروج للشارع مدمرة على الجمهور".
وتحدث خامسا عن أن "من يؤمن
بالثورة كونها كتلة صلبة شديدة التماسك موجود بكل شعوب العالم وهي من تعمل ضد
النظام، ونحاول بالمجلس الثوري برسائل متتالية للقطاعات الفئوية والجغرافية
تشجيعها لبناء تلك الكتلة، وعندما تشعر الجماهير الغاضبة بدرجة من توازن القوة تبدأ بدعم الكتل الصلبة بكل قوة".
اقرأ أيضا: أحكام بالسجن على نشطاء مصريين من "رموز" ثورة يناير
واستدرك المعارض المصري: "أما أن يطلب
البعض من الجماهير القيام بدور الكتلة الصلبة في التضحية والصمود والكفاح، فهذا
كما أعتقد خطأ كبير ولن ينجح".
وتوقع أن تستمر المعارضة "في هذه
الدوائر إلى أن تدرك الفارق بين الجمهور والكتلة الصلبة للثورة، وأن ندرك أن
التظاهر لا يساوي ثورة، وأن نخرج نفسيا وبدنيا من ميدان التحرير كمعيار نهائي ووحيد لنجاح الثورة".
"الأمل بالجماهير الغاضبة"
ولكن؛ هل الشعب المصري ما زال يؤمن
بالثورة ضد نظام يملك من أدوات البطش أشدها، ونجح في إفشال محاولات شعبية غاضبة
سابقة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 و2020؟
من جهته يرى السياسي والبرلماني السابق
الدكتور محمد عماد الدين، أن "الشعب المصري لا يزال يؤمن بالثورة كوسيلة
لإحداث التغيير، وما زال الأمل برياح التغيير يلوح بالآفاق".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف:
"بلا شك الشعب الذي قام بثورة 25 يناير 2011، وقدم التضحيات للتحرر من نظام
حسني مبارك الدكتاتوري، قادر على إسقاط أي نظام وحكم لا يلبي الإرادة
الشعبية".
ويعتقد أن "إحياء الشعب المصري
لذكرى الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يعكس حالة الغضب المستشرية بسبب تردي
الأوضاع الاقتصادية، وتهميش المواطنين، وإقصاء المعارضين".
"كما يعكس أيضا روح الأمل التي
ما زالت منبعثة في قلوب المعارضين أملا بالعودة إلى البلاد والإفراج عن المعتقلين
الذين يبلغ عددهم بحسب إحصاءات دولية قرابة 60 ألفا".
ولفت عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس
الشعب 2012، إلى أن "من أهم عوامل نشوب الثورات وجود استياء شعبي، ومن ثم
وجود حملات أمنية لضرب حالات التذمر والتعامل مع الشعب بأساليب عنيفة، وتخلي
النخبة وأصحاب النفوذ عن النظام الحاكم".
"لذلك فالثورة في مصر آتية لا محالة، نظرا لتوفر كل الأسباب (السياسية والاقتصادية والقمعية..) التي تدعو لحراك
الشعب، لكنها ستحدث عندما لا يتوقعها أحد، لا نحن ولا النظام، وتلك طبيعة الثورات
الشعبية"، وفق رؤية عماد الدين.
وأكد أن "الثورة حتمية لا بد
منها، ونزول الشعب مهم لجذب انتباه الإعلام والرأي العام العالمي، ولكن يجب
التخطيط لهذا، مع ضغط اقتصادي وإعلامي منظم يوضح للشعب الهدف المحدد من
الثورة".
وفي اعتقاده فإن "الثورة الناجحة
هي التي تتمتع بخطة دقيقة ومحكمة تحفظها من الفوضى أو السرقة، وأي عمل ثوري لا بد
له من متطلبات ومستلزمات تتطلب بيئة مواتية لاستكماله، مع فهم الواقع الدولي
والإقليمي والداخلي كشرط أساسي لاستئناف الحالة الثورية ببيئة مضطربة".
ويعتقد السياسي المصري، أن
"استمرار ثورة الشعب التونسي والسوداني والجزائري أنموذج في إعادة روح الثورة
لبقية الدول العربية التي شهدت ثورات وحراكا شعبيا لم يحقق الأهداف رغم تضحيات
الشعوب".
وعن دور داعمي الثورة من الخارج قال إن
"الثورة حدث عشوائي مفاجئ وينتج عن
تراكم أسباب وعوامل تؤدي إليه، ومعارضة الخارج تمثل عاملا مساعدا حيث تشجع على
حركة الرفض والاحتجاج على الظلم".
وختم حديثه مؤكدا بأن "العامل
الرئيسي والجوهري هو أرض الواقع واللاعبون على هذه الأرض وهم الجماهير الغاضبة،
التي نأمل أن تنهض للدفاع عن حقوقها ضد الاستبداد".
تقرير: دول عربية رعت محاولات الانقلاب في أفريقيا
ما سر اختفاء المعارضة من المشهد السياسي بمصر في 2021؟
الشريف يقدم بلاغا للنائب المصري حول "التسريبات" (شاهد)