تعمل وكالة
الفضاء الأمريكية على استكشاف أعماق المحيطات على كوكب الأرض للمساعدة في فهم
الكون أكثر.
وبحسب تقرير نشرته هيئة البث البريطانية "بي بي سي" فإن ناسا تبحث عن
أدلة لما يمكن أن تبدو عليه المحيطات على الكواكب الأخرى، ودفع حدود العلم
والتكنولوجيا في واحدة من أكثر البيئات قسوة على كوكبنا، "حيث تعتبر مهمة
مليئة بالمخاطر، لا سيما خطر الانفجار الداخلي الذي لا يجب الاستهانة به على
الإطلاق بسبب الضغط الهائل في هذه الأعماق السحيقة".
وهناك أمل في
أن تساعد الاكتشافات تحت الماء في حل بعض الألغاز في الفضاء الخارجي، مع اختبار
بعض المعدات والتجارب اللازمة للبعثات في أماكن أخرى من النظام الشمسي.
اقرأ أيضا: ناسا تبدأ بتمكين تيلسكوب جيمس ويب لـ"رصد الكون"
وتشبه أعماق محيطات الأرض بعض الظروف التي تتوقع وكالة ناسا العثور عليها في عوالم أخرى في نظامنا الشمسي، كما يمكن للمحيطات حتى أن تقدم أدلة حول المكان الذي يجب أن يبحث فيه العلماء عن حياة في الكواكب الأخرى.
ويحاول علماء
ناسا، بالشراكة مع معهد وودز هول لعلوم المحيطات في ماساتشوستس، استكشاف حدود
الحياة على الأرض، وحتى اللغة التي يستخدمها العلماء في بعثاتهم إلى هذه المنطقة
تشترك في الكثير من المصطلحات المستخدمة في عملية استكشاف الفضاء.
وأرسل علماء
الأحياء البحرية في السنوات الأخيرة العديد من "مركبات الهبوط" المجهزة
بأجهزة استشعار وكاميرات للهبوط على أرضية منطقة هادال (أعمق منطقة على سطح الأرض)
والحصول على بعض القياسات.
وباستخدام
تقنية ملاحة مرئية مماثلة لمركبة "برسفيرنس مارس روفر"، تستخدم مركبة
"أورفيوس" كاميرات حساسة للغاية لتحديد التكوينات الصخرية والأصداف
والأشياء الأخرى في قاع المحيط لإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد عليها نقاط لبعض
المعالم الواضحة تميزها.
ولفترة طويلة،
كان علماء الأحياء البحرية يعتقدون أن الحياة في منطقة هادال مستحيلة، لكن عندما
بدأت الغواصات في أعماق البحار تغامر بدخول المنطقة في النصف الأول من القرن
العشرين، أصبح من الواضح أنه يمكن لبعض الكائنات البحرية أن تعيش هناك.
ويعتبر اكتشاف
الكائنات الحية التي لا تستطيع البقاء على قيد الحياة فحسب، بل تزدهر في مثل هذه
البيئة القاسية أيضا، يثير أسئلة مهمة لعلماء الأحياء الذين ينظرون إلى ما وراء
عوالم كوكبنا - ربما يوجد أيضًا في عوالم المحيطات الأخرى.
وتحت السطح
الجليدي لقمر كوكب المشتري، ويحمل هذا القمر اسم "أوروبا"، يوجد محيط من
المياه المالحة يُعتقد أن عمقه يتراوح بين 40 و100 ميل (من 60 إلى 150 كيلومترًا)
ويحتوي على ضعف كمية المياه التي تحتويها جميع محيطات الأرض مجتمعة، ولا يخترق ضوء
الشمس أسفل الغطاء الجليدي السميك للقمر "أوروبا"، والذي تتقاطع فيه
الشقوق والكسور. وتحت القشرة الجليدية، يكون الضغط مشابها للضغط على منطقة هادال.
واعتبر المهندس
من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، راسل سميث والذي كان أحد أفراد الفريق الذي
بنى مركبة "أورفيوس" أن قاع المحيط يمثل "اختبارا رائعا لنا لتطوير
التكنولوجيا التي نحتاجها من أجل تحقيق مهمة ناجحة في أحد عوالم المحيطات
هذه".
ناسا تبدأ بتمكين تيلسكوب جيمس ويب لـ"رصد الكون"
ناسا: كويكب عملاق يقترب من الأرض بسرعة كبيرة
10 علماء تركوا بصمة بارزة في تطوير العلوم خلال 2021