قال المتحدث باسم خارجية بولندا لوكاش ياسينا، إن وزير خارجية
بلاده زبيغنيو راو، الذي يترأس حاليا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، سيزور موسكو
في أواسط شباط/ فبراير المقبل.
وأضاف المتحدث أنه "في منتصف الشهر المقبل -على الأرجح في
15 شباط/ فبراير- سيلتقي رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مع وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف".
وتابع: "تعتبر زيارة موسكو، من التدابير الطبيعية المعتادة،
لرئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلال فترة الرئاسة، نظرا لكون
روسيا من أهم
الدول الأعضاء في هذه المنظمة".
والجمعة، اتهمت الولايات المتحدة روسيا بإرسال عناصر إلى
أوكرانيا لتنفيذ عمليات "تخريب" تهدف إلى إيجاد "ذريعة" لعملية
غزو، وهو ما زاد من حدة التوتر في وقت أنحت فيه كييف باللائمة على موسكو في هجوم إلكتروني
على وزاراتها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي خلال شرحها معلومات
استخبارية تؤكد واشنطن أنها حصلت عليها: "لدينا معلومات تشير إلى أن روسيا جهزت
بالفعل مجموعة عناصر لتنفيذ عملية مموهة في شرق أوكرانيا".
وأضافت: "العناصر مدرّبون على حرب المدن واستخدام المتفجرات
لشن عمليات تخريب" ضد قوات تعمل بالوكالة لصالح روسيا.
وتابعت ساكي بأن المخابرات الأمريكية تعتقد أن روسيا يمكن
أن تبدأ تلك العمليات قبل أسابيع من الغزو العسكري الذي قد يبدأ بين منتصف كانون الثاني/
يناير وشباط/ فبراير.
وسبق لروسيا أن نفت وجود أي خطط لغزو أوكرانيا وسرعان ما
نفت التصريحات الأمريكية الأخيرة التي وصفها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأنه
"لا أساس لها من الصحة".
وتزامنا مع ذلك قال مسؤولان أمريكيان، الجمعة، إنه إذا اختارت روسيا
تصعيد
الأزمة في شأن أوكرانيا، فيمكن للولايات المتحدة أن تلجأ إلى مجلس الأمن الدولي،
مؤكدين أن واشنطن لا تزال تفضل تسوية الملف دبلوماسيا.
اتفاق مع "الأطلسي"
وأعلن حلف شمال الأطلسي، الجمعة، نيّته توقيع اتفاق مع أوكرانيا
لتعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الهجمات السيبرانية، بعد ساعات على تعرّض مواقع إلكترونية
حكومية في أوكرانيا إلى هجوم معلوماتي كبير.
ويتمحور الاتفاق الذي سيُوقّع "في الأيام المقبلة"
حول منح "أوكرانيا حقّ الوصول إلى منصّة تابعة للأطلسي لمشاركة معلومات بشأن البرامج
الخبيثة"، بحسب ما قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في بيان.
وأوضح ستولتنبرغ أن خبراء من الأطلسي موجودين في أوكرانيا
يقدّمون "دعمًا ميدانيًا للسلطات الأوكرانية".
ويأتي ذلك بعدما كشفت أوكرانيا، الجمعة، أن هجومًا معلوماتيًا
كبيرًا استهدف عددًا من المواقع الإلكترونية الحكومية.
وما زالت ملابسات هذا الهجوم مجهولة.
وأعلنت أوكرانيا، الجمعة، أن لديها "مؤشرات أولية"
إلى تورط محتمل لأجهزة الاستخبارات الروسية في الهجوم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية وليغ نيكولينكو عبر
"تويتر": "حصل جهاز الأمن الأوكراني على مؤشرات أولية إلى أن مجموعات
من القراصنة المرتبطين بالاستخبارات الروسية قد تكون وراء الهجوم الإلكتروني الكبير
الذي وقع اليوم".
وبحسب بيان صادر عن جهاز الأمن (أس بي يو)، فقد استهدفت الهجمات
التي نُفذت ليل الخميس الجمعة 70 موقعا إلكترونيا حكوميا.
"تحضّروا للأعظم"
سارع الاتحاد الأوروبي إلى إدانة الهجوم في ظلّ أجواء متوتّرة
بين روسيا والدول الغربية التي تخشى أن تغزو القوات الروسية أوكرانيا.
وصرّح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب
بوريل، بأن كلّ الإمكانات حشِدت لمساعدة كييف، قائلًا: "لكم أن تتصوّروا من قام
بالأمر"، من دون مزيد من التوضيحات.
وقال أندري إيرماك رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية من جهته
إن الاستخبارات الغربية والأوكرانية ترجّح أن تكون الهجمات المعلوماتية جزءًا من مخطّط
يرمي إلى "زعزعة الاستقرار في أوكرانيا".
ونشر مدبّرو هذا الهجوم رسالة تهديد بالأوكرانية والروسية
والبولندية على الصفحة الرئيسية لموقع وزارة الخارجية الأوكرانية.
وجاء في الرسالة المرفقة برموز عدة، بينها علم أوكراني مشطوبا:
"أيها الأوكرانيون، تهيّبوا وتحضّروا للأعظم. فكلّ بياناتكم الشخصية قد حمّلت
من الشبكة".
ونفت السلطات من جهتها أيّ سرقة للبيانات.