سياسة عربية

استمرار العصيان المدني بالسودان.. ومطالب برفع الطوارئ

الخرطوم تشهد عصيانا مدنيا لليوم الثالث على التوالي- الأناضول

دعت قوى سياسية وناشطون سودانيون إلى التظاهر، الخميس، في جولة احتجاجات جديدة تحت شعار "الوفاء للشهداء"، في وقت تشهد فيه الخرطوم عصيانا مدنيا لليوم الثالث على التوالي، يتزامن مع دعوات أطلقها حزب الأمة، لرفع حالة الطوارئ في البلاد، قبل بدء المشاورات التي دعت إليها الأمم المتحدة.

وهذه أول دعوة للمظاهرات عقب أخرى وقعت الاثنين الماضي، وأسفرت عن سقوط 7 قتلى وإصابة عشرات آخرين، ما دفع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، إلى إصدار قرار بتشكيل لجنة تقصي حقائق في تلك الأحداث.


وقالت "تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم شرق" (تجمع لناشطين في الاحتجاجات) في بيان، إن "استمرار العمل الثوري السلمي الجماهيري يشكل ضامنا حقيقيا لإسقاط الانقلاب وحلفائه".

 

اقرأ أيضا: مظاهرات ليلية في السودان واستعداد لليوم الثاني من العصيان

وأضاف البيان: "بناء على ذلك نعلن عن مليونية الوفاء للشهداء يوم (الخميس) 20 يناير (كانون الثاني الجاري) في شارع الستين بالخرطوم".


وتابع: "ندعو كل الثوار للمشاركة الفاعلة وفاءً لأرواح الشهداء، ولا نعرف وفاءً للشهداء إلا باستكمال طريق الثورة (...) وإقامة السلطة المدنية الكاملة".

 

 

 


وفي وقت لاحق، أعلنت "قوى إعلان الحرية والتغيير" (التحالف الحاكم سابقا) مشاركتها في مظاهرات "الوفاء للشهداء".


وقالت في بيان: "ندعم دعوة لجان الخرطوم شرق إلى مليونية الشهداء الخميس، ونقول لهم إنكم لن تسيروا وحدكم، فمعركة الحرية هي شأننا جميعا، ولن نتخلف عن أي جبهة من جبهاتها".

 


في ذات السياق، دعت "الحرية والتغيير" إلى إحياء ذكرى الشهداء عبر يوم "جمعة الشهيد" يوم 21 يناير، "ليكون يوماً لتخليد ذكراهم عبر مواكب تسير من المساجد عقب صلاة الجمعة، وتتوجه المواكب إلى منازل الشهداء".


عصيان مدني متواصل


وتأتي هذه الدعوات في وقت تشهد فيه الخرطوم لليوم الثاني على التوالي عصيانًا مدنيًا، دعت إليه قوى إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين ولجان المقاومة، وكيانات أخرى.


والأربعاء، أغلق محتجون بالحواجز والمتاريس شوارع عديدة في الخرطوم، كما أنهم أحرقوا الإطارات رفضا لمقتل متظاهرين الاثنين، وللمطالبة بالحكم المدني الكامل.


رفض المشاورات في ظل الطورائ


اعتبر حزب "الأمة القومي" السوداني، الأربعاء أن مشاورات المبادرة الأممية لحل الأزمة السياسية، لا يمكن إجراؤها في ظل حالة الطوارئ السائدة في البلاد.


جاء ذلك في لقاء، عقد عبر الفيديو، بين وفد من الحزب ضم رئيسه فضل الله برمة ناصر، ونائبته مريم المهدي، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في البلاد "يونيتامس"، فولكر بيرتس.


وذكر بيان صادر عن الحزب، أن الوفد سلم خطاباً للبعثة بشأن "المشاورات حول العملية السياسية في السودان".

 

اقرأ أيضا: عصيان مدني بالسودان عقب قمع المظاهرات.. وتنديد دولي

وأوضح أن اللقاء تناول تفاصيل موقف الحزب ورؤاه حول المشاورات (..)، ومتطلبات تهيئة المناخ الملائم لها.


وقال الحزب إنه "لا يمكن إجراء المشاورات في ظل قانون (حالة) الطوارئ والقتل والاعتقالات ومهاجمة المستشفيات وتكميم الإعلام وغيرها من ممارسات انقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر".

 


وفي 8 كانون الثاني/ الثاني الجاري، أعلنت البعثة الأممية في السودان عن إطلاق مشاورات "أولية" لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية لحل أزمة البلاد، وأجرت لقاءات مع "قوى إعلان الحرية والتغيير" و"الحزب الشيوعي" وحزب "المؤتمر السوداني" و"تنسيقية لجان المقاومة" (مجموعات شعبية منظمة للاحتجاجات) ومجموعات نسائية وقوى المجتمع المدني.

ومنذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات، ردا على إجراءات "استثنائية" اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابا عسكريا"، في مقابل نفي الجيش.


وقبل هذه الإجراءات كان السودان يعيش منذ 21 آب/ أغسطس 2019 مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية (ائتلاف قوى إعلان الحرية والتغيير) وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.