تتواصل
الاشتباكات داخل سجن "غويران" في مدينة الحسكة شمال سوريا، بين مقاتلي
تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" لليوم الرابع على التوالي،
دون أن تتمكن القوات المدعومة من التحالف الدولي ضد "داعش" والقوات
الأمريكية من فرض سيطرتها على السجن.
وانعكست
الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، على حياة المدنيين السوريين، إذ شهدت الأحياء
المحيطة بسجن "غويران" حالات نزوح جماعي، كما حذرت منظمة الأمم المتحدة
للطفولة "يونيسف"، من أن ما يقرب من 850 طفلا في خطر محدق مع استمرار
العنف في شمال شرقي سوريا.
وأعلن
المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، مقتل نحو 123 شخصا خلال الاشتباكات المستمرة،
بينهم 77 عنصرا من مقاتلي تنظيم الدولة، و39 من "قسد" إضافة إلى 7
مدنيين.
وكثفت
طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، طلعاتها على مواقع وتجمعات عناصر التنظيم
داخل سجن الصناعة ومحيطه بحي غويران، فيما وصلت تعزيزات وحشود عسكرية كبيرة تابعة
لقوات سوريا الديمقراطية، تمهيدا لاقتحام السجن.
وكشفت
"قسد" عن وجود 700 طفل من أبناء عناصر تنظيم الدولة داخل سجن
"غويران"، إلا أنها اتهمت التنظيم باستخدام الأطفال كدروع بشرية، ما
تسبب بوقف تقدم قواتها، وفق تعبيرها.
هجوم منظم ومنسق
وأكد
الخبير العسكري، العميد أحمد رحال، أن العمل نوعي ومنسق ويرتقي إلى خطط عسكرية
كبيرة، ولم يكن ليتم من تنظيم الدولة بدون جهد خارجي، مرجحا أن يكون النظام
السوري قد ساعد بدخول عناصر التنظيم عن طريق المربع الأمني التابع للنظام في
الحسكة.
وقال
في تصريحات لـ"عربي21"، إن "فشل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية،
يرجع لوجود فساد داخل "قسد" وداخل السجون الخاضعة لسيطرتها، كما أن
تنظيم داعش يبرع في تكتيكات قتال الشوارع وهو ما يحصل في الحسكة خلال
الأيام الماضية".
وحذّر
الخبير العسكري من عناصر تنظيم الدولة الفارين من سجن "غويران"، ما
سيعطي التنظيم ذخيرة بشرية، لا تحتاج إلى تدريبات كونها كانت جزءا من التنظيم
سابقا.
واستبعد
الاتهامات الموجه إلى تركيا وقادة الجيش الوطني السوري في التعاون مع تنظيم
الدولة، مؤكدا أن علاقة الحكومة التركية سيئة جدا مع التنظيم، مشيرا إلى أن
الولايات التركية تعرضت لهجمات عديدة من خلايا "داعش"، كما أن تركيا
حاربت التنظيم في عدد من المناطق.
ورأى
أن "نظام الأسد يستثمر ما يحصل في الحسكة لصالحه، لإيصال رسالة إلى المجتمع
الدولي مفادها بأن قوات النظام ما تزال في حالة حرب على الإرهاب، ولا يوجد داع
للمفاوضات السياسية، ويجب التركيز على محاربة الإرهاب".
وأضاف:
"النظام يستفيد من شماعة محاربة الإرهاب".
اقرأ أيضا: ماذا وراء هجوم تنظيم الدولة على سجن "غويران" بالحسكة؟
التنظيم لم ينته
بدوره، رأى الكاتب والصحفي السوري، فراس علاوي، أن تنظيم الدولة لم ينته رغم تسابق الدول
وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، لإعلان هزيمة التنظيم عام 2019، مشيرا إلى أن
"داعش" يشن عمليات بشكل يومي تقريبا في سوريا والعراق.
ولفت
إلى أن السبب الأساس لقدرة التنظيم على شن الهجمات كما يحصل في سجن "غويران"،
هو عدم تفكيك منظومة "داعش"، مؤكدا أن الفساد الإداري والأمني لدى
"قسد" هو أحد الأسباب لبقاء التنظيم.
ونبّه
إلى أن عناصر تنظيم الدولة خارج السجن لديها تواصل مع المحتجزين في "غويران"،
إضافة إلى تنسيق العمليات مع خلايا التنظيم في العراق، معتبرا أن الهجمات على السجن
تكشف عن عدم التنسيق الجيد بين "قسد" والتحالف الدولي.
ووفق
إحصائية صادرة عن إدارة السجون التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، فإنه يوجد نحو
12 ألف شخص كانوا ينتمون إلى صفوف التنظيم، بينهم 800 مسلح ينحدرون من 54
جنسية غربية، و1000 مقاتل أجنبي من بلدان أخرى، بالإضافة إلى 1200 مسلح ينحدرون من
دول عربية.
استمرار الاشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات "قسد" بالحسكة
سوريا.. ارتفاع حصيلة قتلى "سجن غويران" ومصير مجهول للعشرات
"الدولة" يواصل مهاجمة سجن الحسكة.. و"قسد" تشير لصده