دعا
خبير عسكري
إسرائيلي إلى أن تحل تل أبيب محل واشنطن كحام لدول
الخليج.
ويرى يوآف ليمور أن الفرصة سانحة لذلك؛ فهناك
انسحاب أمريكي من المنطقة، وهناك صواريخ حوثية باتت تقض مضاجع الإماراتيين
والسعوديين، وهناك اتفاق نووي مع إيران على الأبواب. كل هذا يجعل الفرصة سانحة لأن
تتقدم تل أبيب وتملأ الفراغ.
ويضيف
ليمور في مقال بصحيفة "
إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21" أن
"هذا السلوك الأمريكي تجاه الخليج قد يشكل فرصة سانحة لتل أبيب للحلول محلها،
من خلال تجسيد نظرية المخاطر والفرص، رغم أن ضعف الأمريكيين يشكل ضررا لإسرائيل، ويسر
أعداءها، ويزيد من فرص إغراء دول مختلفة للتعاون مع إيران حتى لا تتعرض للهجوم من قبلها،
ورغم ذلك فإن هذا التطور يفتح الباب لزيادة النفوذ الإسرائيلي في المنطقة، ويخلق تحالفات
مهمة تضع جدارًا قويًا على الإيرانيين".
وأضاف
أن "السلوك الخليجي المتوقع إزاء زيادة الهجمات الإيرانية والحوثية عليها هو أن
تحذو حذو مصر التي تستفيد من مئات الهجمات التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي في السنوات
الأخيرة ضد عناصر داعش في سيناء، فالدول الخليجية تحتاج لأنظمة عسكرية إسرائيلية، كي
تعمل على تطوير قدراتها في الدفاع عن أنفسهم، وهناك عدد غير قليل منها، أبرزها القبة
الحديدية، رغم أن امتناع إسرائيل عن بيعها للإمارات خطأ كبير، بالنظر للمكاسب السياسية
والأمنية والاقتصادية الهائلة المترتبة عليها أمام الخوف الصغير نسبيًا من انتشار المعرفة
والتكنولوجيا العسكرية".
من
جهة أخرى تعتقد الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن تعميم منتجاتها العملياتية في المنطقة
عموما، وإلى دول الخليج خصوصا، ستشكل فرصة للمؤسسة العسكرية للتعامل بشكل أفضل مع أحدث
الأسلحة الإيرانية في ما يتعلق بتطوراتها المختلفة، خاصة صواريخ كروز والطائرات بدون
طيار وغيرها، التي توزعها إيران بشكل جماعي على أذرعها في المنطقة، وقد تتصدى لها
تل أبيب في وقت ما قريب، بجانب فرصتها المتوقعة لبيع المزيد من قدراتها السيبرانية
الهجومية على دول الخليج، رغم أن ذلك قد يغضب الأمريكيين.
ويشير
الخبير العسكري إلى أن الشغل الشاغل أمام المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يتمثل في أن
عدم بيعها لهذه المنتجات القتالية لدول الخليج، ليس في كونه فقط سيتسبب في انهيار بعض
شركات السلاح الإسرائيلية، بل انتقال الخليج من الاعتماد شبه الكامل على التكنولوجيا
الإسرائيلية إلى نظيرتها الصينية، والمثير للدهشة الإسرائيلية أن واشنطن في الوقت الحالي
أقل انزعاجًا من ذلك؛ لكنها قد تستيقظ على ذلك متأخرة جدا، وفق الزعم الإسرائيلي.
في الوقت
ذاته، تخشى تل أبيب من إقدام الولايات المتحدة على إبرام الاتفاق النووي مع إيران،
وفي هذه الحالة قد يشكل ذلك فرصة أمام تل أبيب للتقارب مع دول الخليج التي تتخذ ذات
الموقف الإسرائيلي من الملف النووي الإيراني، ما يفسح المجال أمام دولة الاحتلال لتحسين
موقفها بشكل كبير في المنطقة، سواء في مواجهة إيران، أو التقارب مع دول الخليج.