تتسارع الجهود من أجل ضم أوكرانيا التي تواجه حربا من روسيا، إلى الاتحاد الأوروبي، ما قد يسهم في التأثير على مسار التصعيد الجاري بين موسكو ودول الغرب.
والاثنين الماضي، وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.
وكان رؤساء ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي هي التشيك ولاتفيا وليتوانيا وبلغاريا وإستونيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا، دعوا إلى بدء محادثات انضمام أوكرانيا "بشكل فوري".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال مقابلة مع "قناة يورونيوز": "إنهم منا، ونحن نريد أن يكونوا في الداخل".
الأكاديمي التركي كورشات زورلو، ذكر في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، أن قرار ضم أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، قد يسهم في تغيير ديناميكيات الحرب والمفاوضات، كما أنه قد يؤثر على مستقبل الاتحاد.
وتابع بأن عضوية أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سبب جذري لما يجري اليوم، وفي عام 2013، تم الاتفاق على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، ولكن تحت ضغط شديد من موسكو، رفض الرئيس آنذاك فيكتور يانوكوفيتش التوقيع عليها.
وأضاف أنه بعد ذلك تدحرجت الأحداث ووصلت إلى حد احتلال شبه جزيرة القرم عام 2014.
اقرأ أيضا: الرئيس الأوكراني يوقع طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي (شاهد)
وتساءل الكاتب: "مثل هذا الانضمام هل يعد تفكيرا جيدا من أجل إنهاء الحرب على أوكرانيا؟"، مشيرا إلى أن روسيا تحاصر كييف، وعندما تنجح فمن الواضح أنها ستفرض إدارة جديدة عليها، وهذا أحد الأسباب.
وأضاف أنه عندما يتم تقييم الاتجاه العام والآلية الداخلية للاتحاد الأوروبي، تجدر الإشارة إلى أن هذا سيقتصر على أنها ستكون دولة مرشحة في هذه المرحلة.
وتابع بأن المجلس الأوروبي إذا وافق، فإنه سيطلب من المفوضية الأوروبية إبداء الرأي إزاء ذلك، واعتماد العضوية يتطلب إجماع كافة دول الاتحاد.
وحتى مساء أمس، كانت 10 دول أعضاء، بما في ذلك بولندا ولاتفيا وأيرلندا واليونان، تدعو إلى منح أوكرانيا وضع المرشح على الفور.
وأضاف الخبير التركي، أن هناك دولا أخرى قد تفكر بشكل مختلف في مسألة ترشح أوكرانيا، وعلى سبيل المثال، قال رئيس الوزراء البلجيكي دي كرو، بعد تصريحات زيلينسكي مباشرة إن "عضوية الاتحاد الأوروبي شيء مختلف تماما، والآليات (للانضمام) تطول إجراءاتها".
وذكر الكاتب التركي أن زيلينسكي، كان أكثر حذرا في خطابه أمام النواب بعد خطابه في برلمان الاتحاد الأوروبي قائلا: "أمامنا طريق طويل لنقطعه، علينا إنهاء هذه الحرب، ونحن بحاجة إلى التحدث عن الخطوات التالية".
وأضاف: "يبدو أنه سيتم منح أوكرانيا وضع "البلد المرشح" للعضوية خلال المباحثات التي سيجريها الزعماء لمناقشة هذا الموضوع في 10 و11 آذار/ مارس الجاري".
وتابع بأنه في هذه الحالة، سوف تصبح أوكرانيا واحدة من الدول المرشحة للاتحاد الأوروبي، تماما مثل تركيا وألبانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود وصربيا.
العضوية الكاملة، من ناحية أخرى، هي عملية يمكن أن تستغرق سنوات عدة وتتضمن مفاوضات في 35 مجالا، وكانت كرواتيا آخر دولة انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2013، واستغرقت عملية ما بعد تقديم الطلب 10 سنوات.
اقرأ أيضا: توماس فريدمان: 3 سيناريوهات لانتهاء الحرب على أوكرانيا
وذكر الكاتب أن هناك عوائق أخرى عندما نأخذ بعين الاعتبار بنود العقد الملزمة للاتحاد الأوروبي، وعلى سبيل المثال يجب ألا يقبل الاتحاد البلدان التي لديها نزاعات حدودية لم يتم حلها.
وتابع بأن هناك حقيقة أخرى، هي أن أوكرانيا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 40 مليون نسمة، لديها القدرة على تغيير ميزان القوى في الاتحاد الأوروبي الذي يشكل نحو 450 مليون نسمة، لافتا إلى أن مسألة النسمة السكانية أحد العوائق الكبرى بالنسبة لتركيا والتي يتحجج بها الأوروبيون بشأن انضمامها للاتحاد.
وتستعد أوكرانيا الآن لتصبح دولة مرشحة في خضم الحرب، وسط إجراءات متسارعة، وسبب قبول هذا الطلب كما يقول الكاتب، هو التأثير على نتائج الحرب وتداعياتها لصالح أوكرانيا.
وأضاف أن هناك اختلافا ما بين محاربة أوكرانيا وحدها، أو أوكرانيا العضو في الاتحاد الأوروبي ما يسهم في زيادة العقوبات، والتي تعد أحد البنود الملزمة للاتحاد من أجل دولة عضو فيه.
ويذكر جورج ريكليس من مركز السياسة الأوروبية، بأن الاتحاد الأوروبي لديه بند يشترط مساعدة أي دولة عضو إذا تعرضت لهجوم، ويسأل: "ماذا لو كانت أوكرانيا عضوا بالاتحاد الأوروبي، وبدأت الأحداث في دونباس.. ماذا سيحدث؟".
يجري حاليا مناقشة أربع حزم من العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، وستستهدف "الأوليغارشية" الروسية، حسبما ما صرح به وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبيرغ.
لم يتم التعرف على أسماء رجال الأعمال الروس بعد، ولكن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا خاصا مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن يوم غد الجمعة.
وقال الكاتب التركي إن الإقرار رسميا بأن المستقبل السياسي لأوكرانيا سيستمر مع الاتحاد الأوروبي يعد مكسبا قد يريح أوكرانيا على طاولة المفاوضات من جهة، ولكن قد يؤدي إلى تقديم تنازلات لروسيا عسكريا من ناحية أخرى.
وتابع بأنه على أقل تقدير، يمكن استخدام عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، ضد الرغبات الصارمة لروسيا، ولكن العضوية في الاتحاد لا تعني بالضرورة عضوية بحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي، بأن روسيا سبق أن حذرت الغرب من مسألة انضمام أوكرانيا إلى الناتو، مشيرا إلى أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي تعد أمرا يصعب تصوره.
وذكر الكاتب التركي أن أوكرانيا قد تفضل خيار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على تحالف شمال الأطلسي "الناتو".
هل تنجح مفاوضات روسيا وأوكرانيا ببيلاروسيا في وقف الحرب؟
تركيا تلوح بإغلاق مضائقها وفق "مونترو" إذا أقرت بوجود "حرب"