قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الجمعة، إن محاصرة الغرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو سلاح ذو حدين، مشيرة إلى أن بوتين عندما يحاصر يصبح رجلا خطيرا.
وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب ديفيد إغناتيوس، ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الأسبوع كان أسبوع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موضحة أن العالم كله عرف حقيقة تحذير نابليون الذي قال فيه: "المعنويات في الحرب تعني في الواقع أن شخصا يمكن أن يواجه ثلاثة".
وأوضح الكاتب أن زيلينسكي تمكن من الحصول على دعم الغرب بشكل عاطفي، مشددا على "ضرورة إلقاء نظرة غير عاطفية على أزمة أوكرانيا، قبل أن يلحق الضرر بالعالم بشكل لا يمكن إصلاحه".
وقال: "حتى عندما نحاول دعم زيلينسكي ومعركته النبيلة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يجب أن نفهم المخاطر التي تنتظرنا"، مشددا على "ضرورة معرفة المخاطر الخفية للأزمة في أوكرانيا، بخلاف الدمار المروع لأوكرانيا وشعبها".
وأفاد بأنه أجرى محادثات مع أشخاص مطلعين عن قرب على مجريات الحرب بين أوكرانيا وروسيا، منوها إلى أن الجميع حذر من المخاطر الخفية لهذه الحرب.
وقال أحد الأشخاص: "كلما طالت مدة هذه الحرب، ازدادت خطورتها، ستنزف روسيا وسيدمر اقتصادها، إلا أنه ومع استمرار هذه العملية، قد يصبح بوتين اليائس أكثر عرضة لتصعيد هذه الأزمة نحو حرب عالمية، المزيج من الضغط العسكري والدبلوماسية نحو التسوية هو في مصلحة الجميع، بالطبع ستكون التنازلات مؤلمة لكنها ضرورية".
وأضاف: "إخفاقات بوتين العسكرية مثيرة للمشاهدة حيث يبدو أن الشرير يخسر، لكن لا يجب أن نخدع أنفسنا، فخطر بوتين يتزايد عندما يكون محاصرا، ويجب على أجهزة الاستخبارات في كل دولة عقلانية على هذا الكوكب أن تدرس طرقا لتقليل سلطة بوتين غير المقيدة قبل أن ينتقل من شخص شرير إلى قاتل جماعي".
اقرأ أيضا: WP: الدعم العسكري أفضل خطة ستجلب السلام لأوكرانيا
وفي سياق متصل، أفاد شخص آخر بأن الناتو لن يتدخل بشكل مباشر في هذه الحرب؛ لأن روسيا تمتلك 4000 رأس نووي، مشيرا إلى أن بوتين لم يكن ليجرؤ على غزو أوكرانيا لو كانت الأخيرة قد احتفظت بترسانتها النووية عام 1994.
وقال: "لن يضيع الدرس على إيران والسعودية وكوريا الشمالية وبقية القائمة، وقد تكون هذه الحرب أكبر محفز للانتشار النووي في التاريخ، لقد أظهر الغزو الروسي أيضا أن القوة النووية يمكن أن تنخرط في عدوان إقليمي شرس دون دفع الثمن، يجب على الدول كلها إيجاد حل سريع لهذا الأمر".
وشدد على ضرورة بدء القوى الغربية في التخطيط لنهاية هذه الحرب، مؤكدا أن روسيا والدول الغربية المعادية لها لا تملك حتى الآن خطة واضحة من أجل ذلك.
وأضاف: "ما نحتاجه هو بنية أمنية بحيث لا تشعر روسيا ولا أوكرانيا بالتهديد، لقد ظل بوتين يخبرنا لمدة 15 عاما أن هناك مشاكل ستقع في المستقبل بسبب النظام العالمي".
وأكد أن العالم سيعاد بناؤه بعد هذه الحرب، مشيرا إلى أن إعادة الإعمار هذه تحتاج إلى مساهمة روسية وصينية أو ستفشل.
واستدرك بالقول: "روسيا ستكون في حالة فوضى بعد هذه الحرب سياسيا واقتصاديا، وسيكون من المغري ترك تلك الفوضى تتفاقم، خاصة إذا استمرت روسيا في احتلال أجزاء من أوكرانيا، لكن يجب الحذر من بوتين، روسيا في حالة انحدار جذري، نحن نشاهد، في الواقع، سقوط الاتحاد السوفياتي الثاني. ويجب الحذر من المخاطر المصاحبة لانهيار روسيا".
وأردف: "قد تكون حرب أوكرانيا مجرد بروفة لصراع أكثر تدميرا، كما حصل هذا خلال الحرب الروسية اليابانية في 1904-1905؛ حين افترض العالم أن روسيا ستكتسح نصرا سريعا، لكن أداءها السيئ كان بمثابة تنبؤ مسبق بسقوط الملكية القيصرية وكان من نواحٍ عديدة مقدمة للحرب العالمية الأولى".
وختم: "قد تبدو الدبلوماسية غير مهمة في الوقت الذي تسقط فيه القنابل الروسية على مستشفيات الولادة ودور الأوبرا الأوكرانية، لكن ينبغي على حلفاء أوكرانيا أن يفكروا جيدا في كيفية إعادة تجميع الأجزاء معا عندما تنتهي هذه الحرب".
إندبندنت: هل يكون الخليج الرابح الأكبر من غزو روسيا لأوكرانيا؟
WP: بمديحه لغزو بوتين لأوكرانيا.. ترامب يجعل أنصاره "حمقى"
NYT: هذه حرب بوتين.. ومواقف أمريكا والناتو ليست بريئة