افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، جسر "جناق قلعة 1915" الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا فوق مضيق الدردنيل.
وقال أردوغان، في كلمة خلال مراسم افتتاح الجسر وطريق "مالقارا" السريع في ولاية جناق قلعة (غرب)، إن تركيا تخطت اليابان في امتلاك أطول جسر معلق بالعالم، بحسب وكالة الأناضول.
وأوضح أن الجسر سيوفر على تركيا 415 مليون يورو سنويا من الوقت والوقود، ويقلص انبعاث الكربون.
وبيّن أن تاريخ 1915 الموجود في اسم الجسر، هو عام الانتصار البحري في جناق قلعة التي كانت مسرحا لأشد المعارك دموية وشراسة خلال الحرب العالمية الأولى.
وشدد الرئيس التركي على أن مشروع الجسر سيدعم الإنتاج الاقتصادي بنحو 5.3 مليارات يورو، ويوفر 118 ألف فرصة عمل، ويضيف قرابة 2.4 مليار يورو على الدخل القومي.
وأشار إلى أن الشركات التركية بالتعاون مع نظيراتها الكورية الجنوبية وعبر 5 آلاف موظف و740 آلة، عملوا ليل نهار من أجل افتتاح الجسر في تاريخه المحدد.
وأردف: "كان يتم التنقل بين منطقتي لابسكي وغاليبولي بالعبارات البحرية، حيث يتم الانتظار لساعات على دور العبارات جراء الازحام، وبعدها هناك مسير لمدة ساعة ونصف، أما الآن نفس الرحلة تستغرق 6 دقائق عبر الجسر".
معلومات ومواصفات الجسر
وفي مقابلة على قناة "سي أن أن" التركية، قال وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو، إن "المشروع الذي استمر أربع سنوات بلغت قيمته الاستثمارية 2 مليار و545 مليون يورو"، موضحا أنه "لم يخرج من خزانة الدولة قرشا واحدا".
ويبلغ طول الجسر أربعة آلاف و608 أمتار، ويبلغ ارتفاع أبراجه 318 مترا، ويمتد بين الشاطئين، ويعد أطول جسر معلق بالعالم، ويربط بين بحري مرمرة وإيجه بحسب الوزير.
ويربط الجسر قارة أوروبا بآسيا من قضاء لابسكي (الشق الآسيوي لولاية جناق قلعة) وقضاء غاليبولي (الشق الأوروبي من الولاية).
ويعد الجسر أحد أهم أقسام مشروع الطريق السريع، الذي يربط بين منطقة مالكارا في ولاية تكيرداغ، ولابسكي في ولاية جناق قلعة.
وذكر وزير النقل التركي، أن الجسر يختصر المسافة بين طرفي المضيق إلى ست دقائق فقط، بدلا من ساعة ونصف كان يستغرقها عبور السفن سابقا مع وقت الانتظار الذي قد يبلغ ساعات في أوقات الازدحام.
يرتكز الجسر على قاعدتين بطول 334 مترا في كل ضفة، بينما يبلغ ارتفاع أبراجه 318 مترا، مع 16 مترا على شكل قذيفة، وتمتد المسافة بين قاعدتيه 2023 مترا.
ويرمز ارتفاع البرج 318 إلى 18 من آذار/ مارس المتمثل بتاريخ الانتصار في معركة جناق قلعة.
أما المسافة بين البرجين البالغة 3023 مترا، فترمز إلى عام 2023 الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
وتمثل هياكل المدفع البالغ ارتفاعها 16 مترا، تقديرا للعريف سيد تشابوك، الذي كان يحمل القذائف على ظهره في المعركة، أما الألوان الأحمر والأبيض فهي ترمز للعلم التركي.
وبحسب الوزير التركي، فإنه مع افتتاح الجسر، سيتم توفير 382 مليون يورو سنويا نتيجة اختصار الوقت، وتوفير ما يعادل 31 مليون يورو من استهلاك الوقود، وسيتم توفير مليون و900 ألف يورو في قطاع البيئة مع تقليل انبعاثات الكربون.
معركة جناق قلعة:
خلال الحرب العالمية الأولى شنت قوات التحالف حملة عسكرية بهدف احتلال عاصمة الإمبراطورية العثمانية إسطنبول والسيطرة على المضيق، ودارت المعارك على الدردنيل عام 1915 في منطقة غاليبولي.
في صباح 18 أذار/ مارس 1915، بدأ أسطول الحلفاء المكون من 18 سفينة حربية مع مجموعة من الطرادات والمدمرات، الهجوم الرئيسي على أضيق نقطة في الدردنيل، وبعد معارك شديدة أجبر الجيش التركي قوات التحالف على التراجع.
وتكبدت بحرية التحالف خسائر فادحة بسبب الألغام التي زرعها الجيش العثماني في المضيق كاستراتيجية حرب ضد هذه الهجمات.
ما إمكانية تنفيذ مشروع نقل غاز الاحتلال عبر تركيا إلى أوروبا؟
هل تنجح الوساطة التركية بوقف الحرب الروسية على أوكرانيا؟
احتجاجات بتركيا ضد زيارة "هرتسوغ".. وأردوغان يعلق بعد لقائه