سلطت صحيفة عبرية الضوء على اللقاء الثلاثي المشترك الذي جمع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد الإمارات محمد بن زايد، ورئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، صباح الاثنين في مصر.
وذكرت "هآرتس" في تقرير أعده كل من يونتان ليس وجاكي خوري، أن "هذا اللقاء هو جزء من محاولة تشكيل تحالف من مصر والأردن ودول الخليج وتركيا وإسرائيل، بدعم أمريكي بالأساس ضد إيران".
وأكدت أنه "جرى تنسيق اللقاء بشكل سري، حيث يحاول بينيت المساعدة في إزالة التوتر الذي نشأ مؤخرا بين أمريكا والإمارات، بعد أن رفضت دول الخليج زيادة إنتاج النفط، إضافة لزيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لدبي الأسبوع الماضي، حيث ظهر عدم رضى واشنطن عن تلك الزيارة".
وفي المقابل، "الإمارات كإسرائيل، قلقة من نية واشنطن رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية"، وفق الصحيفة التي أضافت: "هدف آخر للقاء، هو الدفع قدما بحل مسألتين اقتصاديتين، الاعتماد على النفط الروسي والنقص في القمح، وتل أبيب تعمل على إقناع الرياض وأبو ظبي بزيادة إنتاج النفط، رغم أنهما تريدان فعل ذلك بهدف تقليص الاعتماد العالمي على نفط روسيا وإيران".
عامل استقرار
وزعمت أن "إسرائيل تريد مساعدة مصر في العثور على مصادر تزويد بديلة للقمح، علما بأن أوكرانيا وروسيا هما المزودتان الأساسيتان للقمح لمصر بنسبة تصل لنحو 85 بالمئة من استهلاكها، حيث أضرت الحرب بالتزويد وأدت إلى ارتفاع الأسعار"، معتبرة أن "اللقاء الثلاثي، يضع إسرائيل في موقع عامل الاستقرار الإقليمي".
وأفادت "هآرتس" نقلا عن "مصدر سياسي مصري"، أن "اللقاء سيركز على ثلاث قضايا: الأولى؛ التقدم في المحادثات النووية والحاجة لتشكيل جبهة مشتركة تشمل إسرائيل ومصر والإمارات، بشأن معارضة الاتفاق، الأمر الذي يرسل رسالة هامة لواشنطن".
والثانية؛ هي "خطوات سوريا على خلفية اللقاء بين ابن زايد والأسد خلال الأسبوع الماضي، حيث توجد محاولة لإعادة رسم خارطة مصالح لعدد من دول الشرق الأوسط. والسؤال الكبير؛ هل توجد لسوريا القدرة على الابتعاد عن إيران والتقرب من دول مثل الإمارات ومصر، الأمر الذي ستكون له تداعيات على إسرائيل؟ والقضية الثالثة؛ الحرب في أوكرانيا وتداعياتها، وخاصة في مجال تزويد الطاقة".
توفير الخبز
وتابعت: "بالنسبة لمصر التي اعتادت على استيراد نحو 3 ملايين طن من القمح من أوكرانيا حتى الغزو، و9 ملايين طن من روسيا؛ الضرر تمثل في زيادة ميزانية استيراد القمح بـ 760 مليون دولار في أعقاب ارتفاع الأسعار، والآن يقدرون في مصر، أن هناك حاجة لزيادة بـ 3 مليارات دولار لملء المخازن، وهذا ينعكس على رفع أسعار القمح والخبز، علما بأن الارتفاع الدراماتيكي في سعر الخبز، يمكن أن يكون له تداعيات سياسية على نظام السيسي".
وأشارت الصحيفة إلى أن بينيت التقى السيسي في أيلول/سبتمبر 2021، في زيارة رسمية وعلنية هي الأولى لرئيس حكومة إسرائيلي لمصر في العقد الماضي، وجرى اللقاء في شرم الشيخ على خلفية إطلاق الصواريخ من غزة نحو المناطق الإسرائيلية.
وبحسب مصدر سياسي، "تم في اللقاء، نقاش النووي الإيراني والعدوان الإقليمي لإيران، إضافة إلى تهدئة الوضع في غزة ومنع زيادة قوة حماس، من خلال تعزيز الرقابة في معبر رفح البري".
وبينت أن مكتب بينيت أعلن قبل أسبوع أن "خط طيران أول من مطار بن غوريون إلى شرم الشيخ في مصر، سيدشن في الشهر القادم؛ طبقا لتفاهمات بين القاهرة وتل أبيب، حول توسيع الرحلات الجوية المباشرة".
اقرأ أيضا: بينيت يستعد لزيارة كييف من أجل استكمال "الوساطة"
واعتبر بينيت، أن "هذه خطوة أخرى في تسخين اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، والتعاون بين الطرفين يتسع في مجالات كثيرة، وهذا يساعد في استقرار المنطقة"، بحسب زعمه.
رئيس وزراء الاحتلال: التوصل لاتفاق مع إيران أمر لا يلزمنا
كاتبة إسرائيلية: غزو روسيا لأوكرانيا أعاق خطتنا ضد إيران
تقدير إسرائيلي: وقف تقدم إيران النووي يحتاج لهجوم متنوع