انطلقت السبت في العاصمة القطرية، فعاليات النسخة العشرين من منتدى الدوحة تحت عنوان "التحول إلى عصر جديد" لمناقشة التحديات الحرجة التي تواجه العالم، بمشاركة نخب رؤساء الدول والحكومات والسياسيين والبرلمانيين والمفكرين.
وافتتح المنتدى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي انتقد خلال كلمته ما وصفه بظاهرة "عسكرة الحلول" التي تنامت لتصل إلى واحدة من أصعب ذرواتها في العقود الأربعة الأخيرة في الحرب الأوكرانية، بحسب تعبيره.
وقال أمير قطر خلال كلمته الافتتاحية لمنتدى الدوحة 2022: "نؤكد موقفنا الثابت على رفض العنف وترويع المدنيين والاعتداء على سيادة الدول وكل خرق للقيم الإنسانية والقوانين الدولية".
وشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في المنتدى عبر كلمة تم بثها خلال الجلسة الافتتاحية، طالب خلالها بضمان سيادة بلاده في المفاوضات مع موسكو.
وطالب زيلينسكي في كلمته الدول المنتجة للطاقة بزيادة انتاجها لضمان عدم احتكار روسيا للإنتاج، داعيا إلى "ضخ مصادر الطاقة المختلفة للحد من هيمنة روسيا".
وأضاف: "على العالم مواجهة احتمال أزمة غذائية بسبب حرب روسيا على بلاده، موضحا أن "الغزو الروسي يؤدي لحرمان دول العالم من الغذاء".
وأردف: "نحتاج إلى إصلاحات حقيقية بالمنظمات الدولية لضمان ألا تقوم الدول الكبرى بأعمال عداونية ضد دول آخرى"، لافتا إلى أن 4 آلاف مسلم يعيشون في ماريوبول التي تقصفها القوات الروسية بشكل عنيف".
ويعقد المنتدى في نسخته العشرين على مدار يومين متتالين حضوريا للمرة الأولى منذ بداية جائحة كورونا، وسط تغيرات سياسية واقتصادية كبيرة شهدها العالم منذ آخر نسخة للمؤتمر التي عقدت قبل الجائحة عام 2019.
وتتمحور مناقشات المنتدى وجلساته حول عدد من المجالات الأساسية، من بينها: التحالفات الجيوسياسية والعلاقات الدولية، والنظام المالي والتنمية الاقتصادية، والدفاع، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، بالإضافة إلى الاستدامة وتغير المناخ.
ومن بين العناوين التي سيناقشها منتدى الدوحة هذا العام الإصلاحات التي يجب إجراؤها لمواجهة التحديات المتصاعدة بالعالم، وإعادة تصور نماذج الأعمال في عصر ما بعد الجائحة، والمعلومات المضللة والتطرف عبر الإنترنت وأفريقيا ما بعد الجائحة، ودور المجتمع الدولي في إدارة تدفقات اللاجئين: سوريا وما بعدها، وظهور قطاع "الفضاء الجديد"، والمخاوف المصاحبة، ووعود ومخاطر الذكاء الاصطناعي والتحليلات التي تغذي عمليات اتخاذ القرار.
وتتضمن مناقشات المنتدى أيضا استنفار سيادة القانون للاستجابة لأزمة المناخ، والانتقال بسلاسة لتلبية الطلب على الطاقة أثناء التحول إلى البدائل الخضراء، ومستقبل نظيف للغاز الطبيعي، وأفغانستان ودور الغرب ومجالات النفوذ في عصر عدم السلام، وحقيقة المنافسة الأمريكية الصينية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والثورة الصناعية الرابعة: التحديات والفرص في عصر جديد.
وتشمل جلسات منتدى الدوحة في نسخته العشرين تسليط الضوء على كيفية تغطية وسائل الإعلام لتطورات القضية الفلسطينية ونقل الحقائق على الأرض بشكل أدق، وقدرتها على التأثير وتوفير طريق سياسي واعد للمضي قدما، وكيفية توزيع اللقاح بشكل عادل، والسلام والازدهار بمنطقة الهندي-الهادئ، ودور المرأة في تغيير بيئات الصراع، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتحقيق النمو المستدام بمنطقة الخليج العربي مع تقدم العالم نحو الانبعاثات الصفرية.
وعقدت آخر نسخة حضورية للمنتدى في كانون الأول/ ديسمبر 2019، والتي ضمت 243 متحدثا و142 جنسية و300 إعلامي، إلى جانب أكثر من 100 لقاء ثنائي و40 مقابلة "وجهة نظر"، والتي تعد منصة المقابلات الخاصة بمنتدى الدوحة، وتتيح الفرصة لتوجيه أهم الأسئلة المتداولة إلى أبرز الشخصيات السياسية والصناعية من جميع أنحاء العالم.
وخلال العامين 2020 و2021، واصل منتدى الدوحة أعماله افتراضيا من خلال سلسلة من الجلسات التي ضمت مجموعة من كبار صانعي السياسات والخبراء والباحثين لمناقشة عدد من القضايا العالمية الملحة.
ووفقا لجدول أعمال المنتدى، فسوف تشارك نخبة من المسؤولين رفيعي المستوى وبينهم وزراء خارجية دول مهمة، منها السعودية والجزائر والعراق وليبيا وتركيا ورومانيا والمكسيك، ومقدونيا الشمالية وكازاخستان وإندونيسيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك وسلوفاكيا.
ويشارك في جانب من المنتدى قادة في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومسؤولون رفيعو المستوى من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها.
ويشارك كذلك بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام وجون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق والمبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ، والناشطة الأفغانية مالالا يوسف زاي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، وديفيد بيكهام سفير اليونيسف.
غضب أمريكي من حضور الحرس الثوري معرضا قطريا "دون دعوة"
الحرب في أوكرانيا تفتح آفاقا دبلوماسية وتجارية لقطر
الولايات المتحدة تصنف قطر حليفا رئيسيا من خارج الناتو رسميا