سياسة تركية

تركيا تدعو لدعم أوكرانيا.. وتطالب بالاستماع إلى روسيا

كالين: تركيا تسعى للمحافظة على علاقات شاملة وجيدة مع روسيا وأوكرانيا- عربي21

دعا المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، الأحد، إلى ضرورة دعم أوكرانيا بكل السبل للحفاظ على استقلالها.

 

وقال كالين خلال مشاركته في جلسة حوارية تحت عنوان "تداعيات الحرب على الشرق الأوسط" على هامش فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الدوحة الذي انطلقت فعالياته السبت بالعاصمة القطرية، إن كييف بحاجة إلى مزيد من الدعم للدفاع عن نفسها.

 

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن بلاده تسعى للمحافظة على علاقات شاملة وجيدة مع روسيا وأوكرانيا، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة الاستماع إلى روسيا.

 

وأضاف: "على تركيا والدول الأخرى التحدث مع روسيا للمساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا"، لافتا إلى أن الأسباب الأمنية التي تقول روسيا إنها دفعتها للحرب يجب أن تفهم لا أن تبرر.

 

وأشار كالين إلى أن تركيا ما زالت تعامل بطريقة غير عادلة من حلفائها الغربيين ولا تزال تتعرض لعقوبات من بعض الحلفاء بسبب تدخل تركيا العسكري في شمال سوريا.

 

اقرأ أيضا: انطلاق فعاليات منتدى الدوحة.. والرئيس الأوكراني يشارك- شاهد
 

والسبت نفى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في كلمة له خلال اليوم الأول لمنتدى الدوحة، تقارير تناقلتها وسائل إعلام أمريكية حول مقترحات لإرسال تركيا منظومات "إس 400" التي اشترتها من روسيا إلى الجانب الأوكراني.

وقال في هذا الصدد: "هذا الأمر غير مطروح إطلاقا على الطاولة، ولم ندرسه بأي شكل من الأشكال"، وفقا للأناضول.

وأكد أن قطاع الصناعات الدفاعية في تركيا يغطي بمنتجاته ما يزيد على 70 في المئة من احتياجات البلاد للأسلحة.

ولفت إلى أن تركيا لديها أيضا تحركات بشأن أنظمة الدفاع الجوي، وهي تعمل على تقييم البدائل لتلبية احتياجاتها في هذا المجال.

وردا على سؤال عن آخر التطورات في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، قال تشاووش أوغلو إن تركيا عملت ما في وسعها لمنع الحرب بين البلدين.

وأشار إلى ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطًا على روسيا باعتبارها "الطرف المعتدي"، مشددا على أنه لا يمكن قبول الهجوم على سيادة أوكرانيا.

ولفت تشاووش أوغلو إلى ضرورة مساعدة الطرفين المتحاربين على الخروج من هذه الأزمة مع حفظ ماء الوجه.

وذكر أن هناك حاجة إلى تحقيق تفاهم مشترك بين البلدين لكن يجب اتخاذ قرار لوقف إطلاق النار على وجه السرعة بسبب التطورات التي تهدد حياة المدنيين.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يرد على عرض أمريكا الأخير.. "لن يوقفنا أحد"

وعن حظوظ أوكرانيا في الانضمام إلى "الناتو"، قال تشاووش أوغلو إن كييف أدركت أنها لن تكون عضوا في الحلف.

وأضاف: "لم تكن ستنضم بأي شكل من الأشكال، والعديد من حلفائها في أوروبا كانوا يرفضون أيضًا عضويتها في الناتو. كانوا يعارضون عضوية أوكرانيا وجورجيا".

وتابع: "أوكرانيا تفهم ذلك بشكل جيد جدا (...) ولا يسعها الاختيار بين الغرب والشرق، ولا بين روسيا وأوروبا، أو بين روسيا وتركيا".

وأردف في السياق ذاته: "يجب عليكم انتهاج سياسة التوازن مع الجميع في منطقتكم".

ولفت إلى أن تركيا عضو في "الناتو" لكنها تتعاون مع روسيا رغم جميع الصعوبات التي تواجهها، فهناك ملفات صعبة جدًا مثل سوريا وليبيا.

وزاد: "يجب أن تكون لأوكرانيا سياسة خارجية متوازنة أقوى، خاصة مع روسيا والدول الأوروبية".

وعن تأثير الحرب على الاقتصاد التركي، قال تشاووش أوغلو إن بلاده نجحت في تحقيق التوازن بتقلبات سعر الصرف رغم ارتفاع أسعار الطاقة.

وأوضح أن معدل النمو في تركيا بلغ 11 في المئة عام 2021، والوضع الاقتصادي يبعث على الأمل في الربع الأول من 2022.

وأكد تشاووش أوغلو أن هناك ارتفاعا قياسيا في الصادرات التركية خلال الفترة الأخيرة.

وبشأن احتمال مجيء الأثرياء الروس أو من يسمون "الأوليغارشيين" إلى تركيا، قال إن موقف بلاده في هذا الصدد هو السماح لجميع الأنشطة القانونية، وحظر كل ما هو مخالف للقانون.

وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده تطبق العقوبات المفروضة بموجب قرار صادر عن منظمة الأمم المتحدة.

وتابع: "بإمكان أي مواطن روسي بالطبع زيارة تركيا إذا أراد ذلك، ويستطيع الروس حاليا القدوم إلى تركيا كسائحين دون أي مشاكل".

وكشف تشاووش أوغلو عن أن عدد السياح القادمين من أوكرانيا بلغ حاليًا نحو 60 ألفًا (منذ مطلع العام).

وأوضح أنه إذا كانت أعمال الأوليغارشيين الروس التي سيمارسونها في تركيا لا تنتهك القانون الدولي، فإن أنقرة ستقوم بدراستها، ولكن إذا كان الأمر عكس ذلك، فهذه مسألة أخرى.

وفي 24 شباط الماضي/ فبراير، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".