كنا نقرأ ونسمع عن شيء اسمه تزوير التاريخ والأحداث لأغراض سياسية.. الآن نشاهد ذلك بأنفسنا.. مسلسل الاختيار 1 و2 و3 نموذجا.. بدون شك الذين في صف الحق، لن يتأثروا بأكاذيب مسلسل الاختيار 3، كيف، وهم أنفسهم ضحايا الانقلاب وشهود على الأحداث!.
إن الدراما المخابراتية تهدف إلى خلق تصورات في وعي المشاهد، تصبح مع الوقت مسلمات!! في هذا السياق ينزل مسلسل الاختيار 3 لتشويه صورة الشهيد مرسي وهو عند مليك مقتدر.. ليشاء الله أن تتنزل عليه الرحمات والدعاء في هذا الشهر المبارك "رمضان" من ملايين القلوب الصادقة.. فاللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك.
من كان يظن أن انقلاب السيسي هو مجرد انقلاب على السلطة فحسب، فهو واهم، إنه انقلاب شامل: انقلاب على الحقيقة.. على التاريخ.. على منظومة القيم والأخلاق.. على العادات والتقاليد المجتمعية، انقلاب على الوعي الجمعي للشعب.. انقلاب على كل ما هو حسن.. انقلاب على ما ينفع الناس. وتلك خطورة الانقلاب.. ولكن "هيهات هيهات" فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..
لقد فُرض علينا طيلة عصر الانحطاط وعصر الاستعمار المباشر وغير المباشر وكلاء من الدكتاتوريات العسكرية، التي صَوّرت نفسها قيادات إصلاح ثوري لأوضاع الأمة، بينما كانوا رمزاً لعدم النظافة وعدم الأمانة وعدم الكفاءة وعدم العزم وعدم المعرفة بحاجات العصر الحديث، لأنهم كانوا جميعا من جنس السيسي، يعانون من مرض فى التفكير، وسوء فى التصرف، وخلل في العقل.. قيادات.. آسف، "شبه قيادات" أخرجت الأمّة من كل دور في المنطقة والعالم، وهبطت بها إلى أسفل سافلين، بعد أن باتت الكلمة العليا فيها لأسفل السفلة عملاء الغرب وأذرعه إسرائيل وإيران، وكأن الانحطاط هو القانون المطلق في التاريخ الإنساني!..
الغريب والعجيب.. يعتقد هؤلاء المستبدون أن القمع والبطش يحفظ ملكهم، وأن الناس على دين ملوكهم، تزين لهم بطانتُهم أعمالَهم حتى ينقطع مابينهم وبين الشعب، يحسبون الهدوء خضوعاً ورضاً، فلا يقدِّرون عزيمة الناس على الحشد ضد من يخون شعبه وأمته، حتى تأتيهم الأيامُ بما غفلوا عنه وحينها لا ينفع الندم.
" اغتالوا الجسد والآن محاولات اغتيال النموذج الذي يرمز له"
إمكانية وجود الحاكم الذي يحمل الفضائل ويجمع بين قيم الأصالة وقيم الحداثة.. لقد كان الشهيد والرئيس الدكتور محمد مرسي رحمه الله نموذجاً ذا دلالةٍ رمزيةٍ كامنةٍ في نفوس وأذهان شعوب الأمّة ألا وهي إرادة التخلص من الانحطاط تحقيقاً لأهداف الربيع العربي. فكان الشهيد مرسي مثالاً لنظافة اليد والأمانة وكفاءة التكوين والحرص على الوطن، والدِّراية بضرورة المُصالحة بين قيم الأصالة وقيم الحَدَاثة، تلك الصِّفات لم تعهدها منظومة طراطير العرب الحاكمة بأمر الأعداء..
لقد كان الشهيد مرسي نموذجاً للإصلاح السّاعي إلى تحقيق حرية الإنسان وكرامته ليكون الإنسان جديراً بالاستخلاف والمسؤولية اللذين كرّمه الله بهما.. فكان رمزاً لعودة المُثُل العليا في حياتنا الجماعية بفضل الربيع العربي الذي هو ثورة للتحرير من الوُكَلَاء وتحررٍ من الكُفَلَاء. لكنّ المُطَبِّلين والمُرَقِّعين وأدْعياء الثقافة والمُرْتَزِقة من الإعلاميين عديمي الذِّمة وشهود الزُّور غير ذلك، فيُضْفُون على حُكَّام العرب اليوم أوْصافاً ليست فيهم، ثم يتحدثون عن فشل "مُرْسي" لحكم عام، فيما يروْن أنّ ثماني سنوات للسيسي لا تصلح للحكم عليه!..
من كان يظن أن انقلاب السيسي هو مجرد انقلاب على السلطة فحسب، فهو واهم، إنه انقلاب شامل: انقلاب على الحقيقة.. على التاريخ.. على منظومة القيم والأخلاق.. على العادات والتقاليد المجتمعية، انقلاب على الوعي الجمعي للشعب.. انقلاب على كل ما هو حسن.. انقلاب على ما ينفع الناس.
أمّا بعض أدْعياء المعارضة فيُقَدِّمون تشكيكاً مَهيناً في نموذج الشهيد "مُرْسي" في محاولاتٍ لتشويهه واغتياله مرة أخرى بعد أنْ رحل عن عالمناَ.. لذلك تراهم يحاولون فرض هذا التشويه فيزول الفرق بين السيسي ومرسي ويصبح كلاهما دكتاتوراً عند أدعياء المعارضة.. إنه الدّوْر المشبوه لشهود الزُّور خدمةً لمشروعات الاستعمار والدّمار بالتَّشكيك والتشويه للرُّموز السّامية في هذه الأمّة التي جمعت بين قيم الأصالة وقيم الحَدَاثة.. إنّها المواقف المُسبقة والأهواء، ولا صِلَة للأمر بالمنطق..
إنّ رمزية الشّهيد الرئيس محمد مُرْسي الحقيقية هي؛ إمكانية أن يوجد حكُّام نِظاف وأُمَناء وأَكْفاء وذو حَزْم وعلى دراية بحاجات العصر، فلا يكونوا دمًى في يَدِ المُستعمِر الّذي يريد أنْ يُبقي على شعوبناَ خاضعة للتَّبَعِيّة بحرمانها من حُرِّيتها وكرامتها.. فالشّهيد مُرْسي قد خَلَّص وَعْيِ الشباب العربي والإسلامي من أُكْذُوبة تلك القيادات المُزيّفة الّتي عرفناها منذ سايكس بيكو وطِيلَة عُهُود الاستبداد والفساد حتى الآن والَذين زَيَّنَهُم الإعلام.. فجزاه الله عنّا كل خير، وسلام عليه شهيداً رائعاً، وسلام على الأحرار الذين تركهم وراءه في السُّجون.. أمّا القتلة ومن تآمر معهم أو برر وزور لهم، فلهم خِزْي الدنيا والأخره.
التضخم بين الرابحين والخاسرين (1-2)
الإخوان المسلمون.. طريق العودة (3)