تدخل اليوم الأربعاء، الحرب في أوكرانيا، يومها الـ49، وسط تطورات سياسية، أبرزها زيادة في زيارات الزعماء الأوروبيين إلى كييف، لتقديم الدعم لها أمام الغزو الروسي.
وفي مقدمة التطورات وصف الرئيس الأمريكي ما يحصل لأول مرة بـ"الإبادة الجماعية"، وتحدث كييف عن القبض على مقرب من بوتين، ومعلومات عن مئات عمليات الاغتصاب في أوكرانيا جراء الحرب.
رؤساء بولندا ودول البلطيق
وقال مستشار للرئيس البولندي، أندريه دودا، الأربعاء، إن الرئيس في طريقه إلى كييف بصحبة رؤساء ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكتب المستشار ياكوب كوموخ على "تويتر": "تبدي بلداننا دعمها لأوكرانيا والرئيس زيلينسكي بهذه الطريقة".
زيلينسكي يسخر من بوتين
في حين سخر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، من تأكيد موسكو على أن الحرب ضد بلاده تمضي على ما يرام، متسائلا كيف يمكن للرئيس فلاديمير بوتين أن يكون قد أقر خطة تنطوي على عدد كبير من الوفيات من الروس.
وكان بوتين قد قال أمس الثلاثاء، إن روسيا ستحقق كل أهدافها "النبيلة" وستواصل "في تناغم وهدوء" ما تسميها عملية خاصة.
وقالت موسكو في أحدث إفاداتها في 25 آذار/ مارس، إن 1351 جنديا قتلوا منذ بدء الحملة. وتقول أوكرانيا إن العدد الحقيقي يقارب الـ20 ألفا.
وقال زيلينسكي في كلمة مصورة: "قيل في روسيا مرة أخرى إن ما تسمى 'عمليتهم الخاصة' يبدو أنها تسير وفقا للخطة. لكن لأكون صريحا لا أحد في العالم يستوعب كيف يمكن لمثل هذه الخطة أن توضع من الأساس".
وأضاف: "كيف يمكن أن توضع خطة تنطوي على مقتل عشرات الآلاف من جنودهم في ما يزيد قليلا على شهر من الحرب؟ من عساه أن يوافق على مثل هذه الخطة؟".
اقرأ أيضا: بوتين: المفاوضات مع أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود
وسأل زيلينسكي: كم عدد القتلى من الجنود الروس سيكون مقبولا لدى بوتين؟ وأعطى نطاقا يتراوح بين عشرات الآلاف ومئات الآلاف.
وقال إن موسكو فقدت في 48 يوما منذ بدء الحرب عددا من الرجال يفوق ما فقدته على مدى عشر سنوات من الحرب في أفغانستان بين 1979 و1989.
ولا يمكن التأكد من صحة الأرقام التي تعلنها كل من روسيا وأوكرانيا بشأن أعداد القتلى من مصادر مستقلة بسبب الحرب.
وقال زيلينسكي إنه في الوقت الذي يسخر فيه البعض من الروس وإخفاقاتهم الميدانية وتقنيتهم المتواضعة، فإنهم ليسوا متعثرين على طول الخط.
وقال: "يجب أن نفهم أنه ليست كل الدبابات الروسية عالقة في الساحات.. وليس كل جنود العدو يفرون ببساطة من ساحة المعركة.. وليسوا جميعهم من المجندين الذين لا يعرفون كيف يمسكون بالأسلحة بشكل صحيح.
وتابع: "هذا لا يعني أن علينا الخوف منهم. إنه يعني أنه يجب ألا نقلل من شأن إنجازات مقاتلينا وجيشنا".
القبض على صديق مقرب لبوتين
كذلك أعلن الرئيس الأوكراني، الثلاثاء، أن بلاده ألقت القبض في عملية خاصة على فيكتور ميدفيدشوك، الأوليغارشي الأوكراني الهارب، الصديق المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وشارك الرئيس الأوكراني، عبر حسابه على تليغرام صورة لميدفيدشوك ويداه مكبلتان.
وقال زيلينسكي إنه "تم تنفيذ عملية خاصة من جهاز الأمن الأوكراني. أحسنتم!"، لافتا إلى أنه سيتم الكشف عن تفاصيل العملية لاحقا.
وفي وقت لاحق، أكد جهاز الأمن الأوكراني توقيف ميدفيدشوك الذي كان قيد الإقامة الجبرية إلى أن فُقد أثره بعد أيام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، بحسب إعلام أمريكي.
وفي رسالة مصورة، قال زيلينسكي: "أقترح على روسيا مبادلة ميدفيدشوك بالأسرى الأوكرانيين لدى الروس".
والعام الماضي، هدد بوتين كييف بالرد على ملاحقات ضد صديقه ميدفيدشوك الموضوع قيد الإقامة الجبرية.
ووضِع ميدفيدشوك رئيس "منصة المعارضة من أجل الحياة"، وهي قوة المعارضة الرئيسة الموالية لروسيا في أوكرانيا ولها نحو 40 مقعدا برلمانيا، رهن الإقامة الجبرية العام الماضي.
ويأتي ميدفيدشوك في المرتبة الـ 12 بين أثرياء أوكرانيا، وفقا لتصنيف مجلة "فوربس"، مع ثروة تقدر بـ 620 مليون دولار، وهو متهم بـ"الخيانة العظمى" و"محاولة نهب الموارد الطبيعية في شبه جزيرة القرم" الأوكرانية التي ضمتها روسيا عام 2014.
كما أنه يواجه عقوبة بالسجن قد تصل إلى 15 عاما.
النفط الروسي
على صعيد اقتصادي مرتبط بالحرب، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء الروسية، الثلاثاء، عن وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف قوله، لصحيفة "إزفيستيا"، إن موسكو مستعدة لبيع النفط والمنتجات النفطية "في أي نطاق سعري للدول الصديقة".
وذكرت "إنترفاكس" أن شولجينوف قال إن أسعار الخام في نطاق بين 80 و150 دولارا للبرميل ممكنة من حيث المبدأ.
لكنه قال إن موسكو تركز بشكل أكبر على ضمان استمرار الدور الذي يؤديه قطاع النفط.
قتلى كييف
وأعلنت السلطات الأوكرانية، أن عدد المدنيين الذين قتلوا في منطقة كييف جراء الهجمات الروسية تجاوز الـ720 قتيلا.
وذكر مدير شرطة منطقة كييف الأوكرانية، أندريه نبيتوف، في بيان، أن عدد القتلى المدنيين الذين تم التعرف على جثثهم في منطقة كييف تجاوز الـ720 شخصا، منذ بدء الهجوم الروسي.
وأوضح أن أكثر من 200 مدني في عداد المفقودين.
والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة، مقتل ما لا يقل عن 1892 مدنيا وإصابة 2558 آخرين في أوكرانيا، منذ شن روسيا عمليتها العسكرية أواخر فبراير/ شباط الماضي.
قتلى ماريوبول.. والشرق الأوكراني
وأوقعت المعارك في ماريوبول والقصف الروسي للمدينة 20 ألف قتيل على الأقلّ منذ نهاية شباط/ فبراير، وفق ما أكّدت السلطات المحلية الثلاثاء، في حين تضيّق موسكو الخناق على المدينة الساحلية الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا حيث تتّهم كييف والدول الغربية القوات الروسية باستخدام "مواد كيميائية" لإخراج الجنود الأوكرانيين منها.
وفي الولايات المتّحدة، اتّهم الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، وذلك بعيد استخدامه هذا المصطلح للمرة الأولى في إطار توصيفه لعمليات الجيش الروسي في أوكرانيا في كلمة ألقاها في آيوا خصّصها لجهود التصدي للتضخم المتسارع في بلاده.
وفي مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأمريكية، أكّد بافلو كيريلنكو حاكم منطقة دونيتسك "مقتل ما بين 20 ألفا و22 ألف شخص في ماريوبول"، علما بأنّه كان قد أشار سابقا إلى مقتل عشرة آلاف شخص في المدينة المحاصرة والمعزولة عن العالم والتي تتتعرض للقصف منذ 40 يوما.
وأقرّ الحاكم بـ"صعوبة تحديد عدد الضحايا"، نظرا للحصار المفروض على المدينة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن خشيته من "سقوط عشرات آلاف الضحايا"، علما بأنه يتعذّر التثبّت على الفور من صحة الأرقام من مصدر مستقل.
من جهته، أعلن كيريلنكو على تطبيق "تليغرام"، أن المدينة تشهد "قتالا مستمرا ليلا نهارا" وأن التواصل أصبح شبه معدوم مع ماريوبول.
وعلى "تويتر"، أشار مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك إلى أن "الجنود الأوكرانيين أصبحوا محاصرين وعالقين" في المدينة التي "دمّر "90 بالمئة من منازلها".
ومن شأن سيطرة الروس على ماريوبول تعزيز مكاسبهم الميدانية على الشريط الساحلي المحاذي لبحر آزوف من خلال ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا العام 2014.
وأكّد الجيش الروسي من جهته أنّه أفشل الاثنين محاولة تقدّم نفّذها نحو مئة عسكري أوكراني مع مدرّعات موجودين في مصنع في شمال المدينة كانوا يحاولون الفرار، وفقا له.
"مواد كيميائية"
وهذا المصنع الذي تحوّل إلى معقل للقوات الأوكرانية في ماريوبول والذي يضم مساحات تحت الأرض تمتد لكيلومترات، يعطي مؤشرا إلى أن معركة السيطرة على ماريوبول ستكون ضارية، بما في ذلك لجوء الانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس إلى أسلحة كيميائية.
وتطرّقت الولايات المتحدة الثلاثاء إلى "معلومات موثوقة" حول احتمال استخدام روسيا "مواد كيميائية" في هجومها للسيطرة على مدينة ماريوبول الأوكرانية.
وصرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للصحافيين: "نشارك هذه المعلومات مع أوكرانيا... ونحن في اتصال مباشر مع الشركاء لمحاولة تحديد ماذا يحدث فعليا، إن ذلك مصدر قلق حقيقي" مضيفا أنه غير قادر على تأكيد الاتهامات بأن موسكو استخدمت بالفعل أسلحة كيميائية في ماريوبول.
وأعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الثلاثاء، عن قلقها بشأن مزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، وهو ما سبق أن حذّرت منه المملكة المتحدة الاثنين.
بايدن: الحرب ضد أوكرانيا "إبادة جماعية"
ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الحرب الروسية ضد أوكرانيا بأنها "إبادة جماعية"، لأول مرة، كما أنه اعتبر نظيره الروسي فلاديمير بوتين "ديكتاتورا".
وجاء ذلك في كلمة موجهة لشعبه، من مدينة مينلو، بولاية آيوا، مساء الثلاثاء، تحدث فيها عن جهود إدارته لخفض أسعار الغاز التي تصاعدت بسبب الحرب ومعالجة التضخم المتزايد.
وقال بايدن إنه كان يفعل كل ما في وسعه من خلال أوامر تنفيذية لخفض "الأسعار ومعالجة ارتفاع أسعار بوتين"، في إشارة إلى حرب روسيا في أوكرانيا وآثارها فيما بعد.
وأضاف مخاطبا الأمريكيين: "إن ميزانيات عائلاتكم وقدرتكم على ملء خزانات الوقود الخاصة بكم، يجب ألا يتوقف أي منها على ما إذا كان الديكتاتور يعلن الحرب ويرتكب إبادة جماعية في النصف الآخر من العالم".
وتابع بأن غزو بوتين أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز والمواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، مضيفا أن "70 بالمئة من الزيادة في الأسعار في آذار/ مارس جاءت بسبب بوتين".
"مئات عمليات الاغتصاب"
وندد الرئيس الأوكراني الثلاثاء، بـ"المئات من عمليات الاغتصاب" التي سجلت في مناطق احتلها الجيش الروسي منذ بدء غزوه في 24 فبراير/ شباط، وشملت "فتيات قاصرات، وأطفالا يافعين".
وأضاف زيلينسكي: "في المناطق المحررة من المحتلين، يستمر تسجيل جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا والتحقيق فيها. ويتم العثور بشكل شبه يومي على مقابر جماعية جديدة".
وتابع: "آلاف وآلاف الضحايا. مئات حالات التعذيب. ما زلنا نعثر على جثث في المجاري والأقبية".
اقرأ أيضا: زيلينسكي: الروس اغتصبوا المئات.. وبوتين يعلّق على التفاوض
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن المجزرة المفترضة في حق مدنيين في بوتشا قرب كييف "أخبار مضللة". وقد انسحب الجنود الروس من بوتشا في ضاحية كييف الشمالية الغربية في نهاية آذار/ مارس بعدما حاصروها مدة أسابيع عدة.
وكانت جثة أحدهم فوق دراجته الهوائية، فيما كان بجانب جثث أخرى أكياس بداخلها بضائع تموينية.
وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي أوكرانيا عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".
بايدن: لا يمكن لبوتين البقاء بالسلطة.. والبيت الأبيض يستدرك
انفجارات عنيفة في لفيف الأوكرانية.. بايدن يصف بوتين بـ"الجزّار"
أبرز الشخصيات الأمريكية التي طالتها عقوبات روسية (إنفوغراف)