بعد أن تصدرت وسائل الإعلام الأجنبية عناوين الصحف التي قللت من حدة عملية تل أبيب، تحاول وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية إقناع شبكات التلفزيون والصحف الرائدة في العالم، بمنع ما تصفها "التغطية المنحازة للفلسطينيين".
حتى إن نائب وزير خارجية الاحتلال أبلغ محرري كبرى الصحف الأجنبية بأنهم "يشوهون الواقع"، جراء صدمته من تقدم الرواية الفلسطينية منذ الحرب الأخيرة على غزة.
في الوقت ذاته، أطلقت خارجية الاحتلال حملة لتغيير طريقة تغطية وسائل الإعلام الرائدة في العالم للهجمات الفدائية في قلب فلسطين المحتلة، ودعتها إلى التوقف عن استخدام ما تصفه بـ"غسيل الكلمات"، من خلال وصف مطلق النار بأنه "إرهابي"، وحادث إطلاق النار بأنه "هجوم إرهابي".
اقرأ أيضا: كيف كسب الفلسطينيون معركة الرأي العام العالمي؟
وذكر إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "الحملة الدعائية الجديدة يقودها نائب وزير الخارجية عيدان رول من حزب "يوجد مستقبل"، الذي كتب رسالة إلى خمسة من كبار المحررين الإعلاميين في العالم بعد تغطية هجوم تل أبيب الذي قتل فيه ثلاثة إسرائيليين".
وطالبوا بتغيير "التغطية الإعلامية المنحازة للفلسطينيين"، حيث تم إرسال النداء إلى "الغارديان" و"بي بي سي" في المملكة المتحدة، و"واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و"سي أن أن" في الولايات المتحدة.
وأضاف أن "الدوائر الدبلوماسية الإسرائيلية زعمت أنها وجدت نفسها أمام أداء وتغطية لافتة لوسائل الإعلام العالمية المختلفة لتغيير التقارير المتحيزة التي صورت المقاوم الذي قتل الإسرائيليين في حانة في تل أبيب بصفتهم "فلسطينيين" أو "مسلحين" على الأكثر، وبعد الضغط الإسرائيلي، غيرت بعض وسائل الإعلام تقاريرها، لكنها استمرت جميعا في التهرب من وصف العمليتين بـ"الإرهابيتين"، على حد قوله.
أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حايت، فلم تكتف بذلك، وغردت على "تويتر"، بأن "عدم تسمية المسلحين الفلسطينيين الذين يقتلون إسرائيليين بـ"الإرهابيين"، يعني شرعنة هجماتهم".
وخاطبت رئيس تحرير "نيويورك تايمز" دين بيكيت، بأن تغطيتها تحمل "تحريفا وخداعا للقراء"، ودعت إلى عقد اجتماع عبر مكالمة فيديو لمواصلة مناقشة هذه القضايا.
اقرأ أيضا: أدرعي يخشى خسارة الحرب الدعائية أمام الرواية الفلسطينية
أما الرسالة التي وصلت إلى محرر صحيفة "الغارديان" كاثرين وينر، فجاء فيها أن "القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيا بعد هجوم تل أبيب، دون ذكر أن هذا الفلسطيني هو المسؤول عن الهجوم، بل تقديمه بأنه ضحية".
وعبرت عن غضبها جراء الأمر زاعمة بأن ذلك "يعني تشويها للواقع، وتضليلا للقراء".
ودعت إلى التصميم على تغيير الفجوة بين الرواية الإسرائيلية والتغطية الإعلامية العالمية.
وتحدثت مصادر وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن أنها ستعمل مع وسائل الإعلام الرئيسية في جميع أنحاء العالم، لتغيير التغطية الموصوفة بأنها "منحازة" للفلسطينيين، سواء من خلال المكاتبات والرسائل، أو الزيارات السياسية والإعلامية التي سيقوم بها كبار مسؤولي الخارجية وقسم الدعاية فيها حول العالم.
يشار إلى أن الرواية الفلسطينية شهدت تقدما ملحوظا في وسائل الإعلام الغربية، جراء الجرائم والانتهاكات التي قامت بها قوات الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة، وطالت كما العادة المدنيين والأطفال والنساء بشكل عشوائي، إلى جانب تزايد الانتهاكات في القدس والضفة ضد الفلسطينيين، وتزايد التقارير الحقوقية عن حقيقة الفصل العنصري الممنهج ضد الفلسطيني.
تفاصيل عن وحدة "تكيلا" الخاصة التي اغتالت شهداء جنين
استنفار إسرائيلي في الضفة وقلق من انضمام غزة لموجة الهجمات
غضب إسرائيلي من تمسك الفلسطينيين بالمناهج الدراسية