صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: توثيق علاقتنا بالصين يمنحنا قوة تأثير عليها

لفتت "معاريف" إلى أن الصين منذ البداية تعاطت بشكل سلبي مع اتفاقات التطبيع- CC0

نبهت صحيفة "معاريف" إلى وجود فرصة سانحة أمام الاحتلال الإسرائيلي من أجل تعزيز علاقته بالصين، ما يتيح لتل أبيب إمكانية التأثير على بكين في العديد من القضايا الهامة. 
 
وزعمت "معاريف" في تقرير لها أعده كل من المديرة العامة لمعهد البحوث "SIGNAL" كاريس فيتي، ومدير الدائرة السياسية في ذات المعهد، تومي شتاينر، أن "حكومة إسرائيل في الأسابيع الأخيرة تجني إنجازات في الساحة السياسية الشرق أوسطية؛ من قمة شرم الشيخ وحتى التوقيع على اتفاق التجارة الحرة مع الإمارات". 
 
خوف صيني عميق 

 

 ونوهت أن "الصين تتابع عن كثب جدا هذه التطورات بتخوف عميق على مصالحها، وعلى هذه الخلفية بالذات، توجد لإسرائيل فرصة لاستخدام مكانتها الإقليمية للتأثير على الصين في مسائل أخرى من مثل؛ القضية الفلسطينية وإيران". 
 
وأشارت إلى أن "الشرق الأوسط في العامين الأخيريين أصبح ساحة دبلوماسية هامة للصين، أكثر بكثير من اعتمادها على مقدرات الطاقة من المنطقة، فالصين ترى في التراجع بالنفوذ الأمريكي في المنطقة فرصة لتطوير صورتها كقوة عظمى عالمية مسؤولة، إضافة لتعميق نفوذها". 
 
وذكرت الصحيفة، أن الصين بحسب بعض الباحثين، "تسعى لعدم دق إسفين بين الولايات المتحدة وشركائها العرب من خلال بيع طائرات غير مأهولة للإمارات ومساعدة السعودية في إنتاج الصواريخ، وهناك محور جهد صيني آخر بنشر "طريق حرير رقمي"؛ بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تحتل مكانا معتبرا في كل أرجاء الشرق الأوسط؛ من مصر، عبر السعودية والخليج وحتى لبنان وسوريا". 
 
وبينت أن الصين رأت في العدوان الأخير على غزة العام الماضي، والدعم الأمريكي لإسرائيل، فرصة لإظهار زعامتها الدولية، ولأجل التشكيك بالموقف التقليدي للولايات المتحدة، أدارت الصين حملة حادة ضدها على دعمها لإسرائيل خلال العدوان، ووصفت ذلك "بموقف مضاد للضمير والأخلاق الإنسانية". 
 
وتابعت: "وفضلا عن خطاب الصين الفظ والمناهض لأمريكا وإسرائيل، استغلت بكين رئاستها الدورية لمجلس الأمن كي تحاول فرض وقف نار في مرحلة مبكرة بين إسرائيل وغزة، والذي كان سيمس بتحقيق الأهداف العملياتية لإسرائيل، في حين كانت تل أبيب وواشنطن بحاجة لجهد دبلوماسي لإحباط خطوات الصين في الأمم المتحدة، وأما تل أبيب من جهتها لم تبق سلبية، حيث انضمت لأول مرة إلى إعلان 44 دولة رفعت لمجلس حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، أعربت فيه عن قلقها من وضع حقوق الإنسان في إقليم "شينغينغ" (الإيغور)". 
 
هندسة إقليمية جديدة 

 

 ولفتت "معاريف" إلى أن "الصين منذ البداية تعاطت بشكل سلبي مع اتفاقات التطبيع، ورأت فيها أداة لتعزيز مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، لكن في الأشهر الأخيرة، وعلى ما يبدو بتأثير شركائها العرب، يلوح تغيير في الموقف الصيني، وكنتيجة لذلك تقدير لمكانة إسرائيل المعززة في المنطقة". 
  
ورأت أن "قمة النقب" التي عقدها مؤخرا المحتل بمشاركة الولايات المتحدة و4 دول عربية مطبعة مع الاحتلال هي؛ الإمارات، مصر، البحرين والمغرب، "تثير قلق الصين، التي ترى كيف تستخدم إسرائيل مكانتها الإقليمية كي تعمق نفوذ الولايات المتحدة وتحقيق المصالح الأمريكية على حساب الصين". 
 
وزعمت أن "قمة النقب" والخطاب حول "هندسة إقليمية جديدة" ليست حالة أخرى من الائتلاف الإقليمي بقيادة أمريكية تسعى للمس بالصين، كما أن مواجهة متكررة بين إسرائيل والصين ليست محتمة؛ فالصين تحترم اللاعبين الأقوياء، وإنجازاتهم السياسية ومصالحهم الاستراتيجية. 
 
وبينت أن "إسرائيل وخلال التنسيق مع شركائها الإقليميين، يتعين عليها أن تستخدم الوضع الجديد مع الصين وتستغل نفوذها في السياق الإيراني والفلسطيني، ومشكوك أن يكون ضاق على الصين استئناف الاتفاق النووي مع إيران، والذي من شأنه أن يضعف التعلق الأمريكي بها، وكنتيجة لذلك رفع السعر المنخفض الذي تشتري به النفط الإيراني، كما ليس لبكين أي مصلحة في التسهيل على الولايات المتحدة، برفع شارة النصر على الاتفاق النووي والسماح لها بتركيز اهتمام أكبر في آسيا وفي الصين". 
 
وفضلا عن ذلك، فإن "لإسرائيل مصلحة واضحة في منع مسرحية صينية متكررة تتمثل بخوض حملة حادة مناهضة لإسرائيل في الأمم المتحدة، وفي أثناء عدوان إسرائيلي مستقبلي ضد الفلسطينيين أو مع حزب الله"، بحسب "معاريف". 
 
وقالت: "كعضو دائم في مجلس الأمن، تتبوأ الصين كل سنة تقريبا منصب الرئيس الدوري، وستكون هذه السنة الرئيس الدوري في شهر آب/أغسطس، الذي أصبح في بعض من السنوات الأخيرة موعدا للمواجهات في الشرق الأوسط"، منوهة أنه "توجد للحكومة الإسرائيلية غير قليل من الأوراق في اليد الآن، فهل ستلعب بها بحكمة؟".