حذر خبير بازر في شؤون مدينة القدس المحتلة، من الأخطار المترتبة على محاولات جماعات الهيكل الإسرائيلية المتطرفة تقديم "طقس قربان عيد الفصح" داخل المسجد الأقصى.
وتسود حالة من التوتر الكبير في مدينة القدس المحتلة وداخل المسجد الأقصى، مع تخطيط جماعات الهيكل المزعوم اقتحام الأقصى المبارك غدا في أول أيام "عيد الفصح" لتقديم القرابين، ولذلك نشر جيش الاحتلال آلاف الجنود في القدس، ودخل في حالة تأهب قصوى خوفا من انفجار الأوضاع.
وعن المخاطر المترتبة على ما تخطط له الجماعات اليهودية الإسرائيلية المتطرفة حيال المسجد الأقصى في "عيد الفصح" وتقديم "القربان"، أوضح الباحث في شؤون مدينة القدس زياد ابحيص، أن "القربان في عقل اليمين الديني الصهيوني أو ما يسمى بالصهيونية الدينية، هو الطقس اليهودي الذي اندثر باندثار الهيكل وفق الرواية التوراتية المزعومة".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "بالتالي فإن إحياء القربان يشكل إحياء للهيكل المزعوم في العقل الصهيوني، وهذا هو سر حرص تلك الجماعات على القربان؛ أي أن هذا الشكل من الطقوس المندثر، عندما يتم إحياؤه فإنهم يحيون الهيكل، وبالتالي يتضح أن هدفهم هو إحياء الهيكل في الوعي الصهيوني لدى جميع اليهود المتواجدين في فلسطين المحتلة وخارجها".
اقرأ ايضا: تأهب للاحتلال بالقدس والضفة قبيل الجمعة و"الفصح"
ونبه ابحيص، إلى أن "الهدف أن يجري التعامل مع المسجد الأقصى المبارك من الآن باعتباره هيكلا، وهذه المسيرة التاريخية التي بدأت منذ 2008 بفرض طقوس القربان في المسجد الأقصى المبارك، حيث توجهت جماعات الهيكل لمحاكم الاحتلال في هذه السنة، وطالبت بالسماح لها بتقديم القربان في المسجد الأقصى".
ونوه إلى أن "محكمة الاحتلال العليا ردت في عام 2012 بعدما طلب رأي المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، وحينها ردت حكومة الاحتلال بأنها لا تستطيع حماية مثل هذه الطقوس، ومن ثم ردت القضية، وبعد ذلك أدركت هذه الجماعات المتطرفة، أنه لا بد من أن تسلك نهجا مختلفا، وبدأت تحاول منذ 2014 أن تحيي هذه المحاكاة وطقس القربان، من خلال محاكاة مستمرة كانت تتم في كل عام".
وذكر الباحث، أنه "في عام 2014 جرى تدريب طبقة الكهنة التي يقوم على إعدادها ما يسمى بمعهد الهيكل، على كيفية تقديم القربان وفق النصوص التوراتية بشكل تجريبي، وبعد ذلك ذهبوا في 2015 إلى مستوطنة "شيلو" وقاموا بعمل محاكاة مستمرة دون انقطاع لطقوس تقديم القربان، وبعدها انتقلوا به في عام 2016 إلى جيل الزيتون، مقابل المسجد الأقصى في مستوطنة "بيت أورت"، وبعدها أخذ القربان يدور حول المسجد الأقصى في عشية "عيد الفصح" من كل سنة".
ونبه بأن "الهدف النهائي لهذه المسيرة والجولة حول الأقصى، هو أن يصلوا إلى تقديم القربان داخل المسجد الأقصى المبارك، وفي هذا العام يوجد شعور لدى قيادة جماعات الهيكل والصهيونية الدينية عموما، أنه حان الوقت للقطاف، وترجمة كل هذه المسيرة إلى فعل ونتيجة بتقديم القربان في داخل المسجد الأقصى، بعد 14 عاما من البدء في هذا المسار".
وأضاف: "لذلك قام الحاخامات بقمتهم داخل الأقصى، شارك فيها نحو 50 حاخاما، ولم يناقشوا فيها إلا كيفية نقل القربان إلى داخل المسجد الأقصى، وهذه هي قضيتهم المركزية".
ولفت ابحيص، إلى أن "قادة جماعات الهيكل يتوعدون بأنهم سيأتون غدا الجمعة وسيحاولون تقديم القربان، ويقدمون لهذه التعبئة الدينية مكافآت مادية على المحاولات والتجربة"، منوها إلى أن "هذه الجماعات كانت تعمل وفق المبادرة الفردية قبل أن تعمل حاليا تحت رعاية حكومة الاحتلال، وهي تعود لذلك حينما تضطر، واليوم تعود لمطالبة جمهورها عبر التحفيز الديني والمادي، بأن يبادر رغم محاولات شرطة الاحتلال منع ذلك خوفا من انفجار الأوضاع".
لماذا تشكل العمليات الفردية مشكلة كبرى للاحتلال الإسرائيلي؟
الداخل الفلسطيني يتجه نحو الانفجار بفعل سياسات الاحتلال
بيوم الأرض.. الفلسطينيون عازمون على إنهاء الاحتلال (شاهد)