صحافة إسرائيلية

ضابط شاباك سابق: قتل منفذي العمليات يُفقدنا معلومات مهمة

عناصر للاحتلال بشارع ديزنكوف- تويتر

ما زالت العمليات الفلسطينية تثير العديد من التساؤلات حول العجز الذي يحيط بأجهزة أمن الاحتلال، لاسيما كيفية التعامل مع منفذي هذه الهجمات، سواء اعتقالهم للتحقيق معهم، والحصول منهم على معلومات أمنية، أو إعدامهم ميدانيا.

وتتمثل إحدى الصعوبات الرئيسية التي تواجه أجهزة أمن الاحتلال في إحباط العمليات الفدائية في كيفية الحصول على معلومات استخبارية جيدة، وفي الوقت المناسب، من خلال الشروع في التحقيق مع المنفذين، باعتبارها أحد أكثر المصادر فعالية من أجل التصدي لموجة الهجمات الحالية.

أفنير بارنياع المسؤول السابق في جهاز الأمن العام- الشاباك، والباحث في مركز دراسات الأمن القومي بجامعة حيفا، ذكر في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "الإجراء الفوري لقوات الأمن في التعامل مع منفذي الهجمات هو إطلاق النار عليهم وقتلهم فورا، مما يثير تساؤلات حول مدى صحة هذا الإجراء، مما يطرح سؤالا مفاده: أليس من الأفضل في بعض الحالات تحييد المسلح دون قتله، لاستنفاد المعلومات الاستخبارية عند التحقيق معه".

وأضاف أنه "في العديد من الحالات، تستلزم الظروف العملياتية القضاء على التهديد، ومنها مثلا أنه في المواجهة الأمامية للشرطة وحرس الحدود ومنفذي العمليات الأخيرة، يحمل تساؤلا مشروعا حول هل يمكن إيصال رسالة للقوى الأمنية مفادها أن عليها ممارسة مزيد من التكتم، وضبط النفس، خاصة عندما يكون لديها ميزة واضحة في اعتقال المسلح؟ ولعل منفذ عملية شارع ديزنكوف نموذج حي على ذلك؛ لأننا أمام شاب قتل بمسدس واحد 3 أشخاص، وجرح 20 آخرين".

 

 

اقرأ أيضا: إصابات واعتقالات بالأقصى وتحذير من "حرب دينية" (مباشر)


شكلت العمليات الأخيرة نموذجا على فشل لدى الاحتلال، لاسيما بعد نجاح الشهيد رعد حازم بالانسحاب من مكان العملية، وبقائه متخفيا ثماني ساعات قرب مسجد في يافا، بعد تلقي الشاباك والشرطة معلومات عن مكان وجوده، مما طرح أمام أمن الاحتلال أسئلة محرجة حول كيفية نجاح المنفذ في عدم تحديد مكانه بسهولة، بسبب عدم معرفة صورته وهويته، خاصة عندما تقف بجانبه العديد من القوات المحترفة والمسلحة بشكل جيد.

ويسأل الإسرائيليون: ألم يكن من الممكن محاولة إقناع منفذي العمليات الأخيرة بالاستسلام، دون الاضطرار الفوري لإطلاق النار بهدف القتل، وألم يكن بمقدور القناصين أن يصيبوه دون قتله؟ وهذه أسئلة كثيرة مطروحة بهدف معرفة مدى استعدادات المنفذين للهجوم، وكيف عبروا من السياج الفاصل، ومن أين، ومن ساعده في ذلك، ومن كان يعلم على الإطلاق بنواياه لتنفيذ الهجوم، وهل تم إطلاع عائلته أو محيطه المباشر على نواياه، وكيف وصلوا إلى مسرح العملية.

في الوقت ذاته، فإن المعلومات التي لدى منفذي العمليات الأخيرة تثير فضول أجهزة أمن الاحتلال؛ لأن عدم توفير إجابات عنها يعني تنفيذ هجمات أخرى، طالما أنه لم يتم الحصول على تلك الإجابات؛ لأنه في حال اغتيال المنفذ، فسوف يستشهد ويأخذ معه تلك الأسرار، ومنها: من يعرف نواياه، من الذي وجهه أو دربه، أين كان يريد الهروب، وهو محاصر؟ ويبقى السؤال: لماذا تم القضاء عليه مع إمكانية تحييده؟