سياسة تركية

هل يشكل حزب السعادة تحالفا ثالثا مع باباجان وداود أوغلو؟

كليتشدار أوغلو لا يرى أن التحالف الثالث صائب- خبر ترك

يبرز الصدع داخل طاولة الأحزاب الستة المعارضة في تركيا، وكان لافتا في الآونة الأخيرة تصريحات زعيم حزب السعادة تمل كاراموللا أوغلو بشأن إمكانية تشكيل تحالف ثالث لخوض الانتخابات في حزيران/ يونيو الماضي.

 

وتواجه الطاولة السداسية للمعارضة مشاكل عدة، أبرزها عدم التوافق على المرشح الرئاسي، وما أحدثه قانون الانتخابات الجديد بشأن المحاصصة البرلمانية والعتبة الانتخابية.

 

وقبل أيام، قال كاراموللا أوغلو، إن الظروف قد تغيرت الآن بعد قانون الانتخابات، والطاولة السداسية تخلق بيئة حوار بين أحزاب المعارضة، ولكن ليس هناك أي التزام بالعمل معا في كل الأوقات.

 

وأضاف: "قد ينشأ تحالف ثالث بسبب قانون الانتخابات الجديد، والأحزاب الصغيرة قد تفكر بأن دخولها مجتمعة في تحالف سيكون أفضل فيما لو دخلت فرادى على حدة. وفي هذه الحالة ستزيد احتمالية دخولهم البرلمان وتعيين نواب برلمانيين باسمهم".

 

وبعد جدل سياسي داخل المعارضة، خرج كاراموللا أوغلو مجددا ليوضح أن ما يقصده هو "تحالف داخل تحالف"، موضحا على سبيل المثال، أن الحزب الديمقراطي في تحالف مع حزب الجيد داخل تحالف المعارضة، ومن الممكن اتخاذ خطوات بهذا الإطار، "ولا أجد أنه من الصواب مناقشة القضايا المتعلقة بالانتخابات قبل الدخول إلى التقويم الانتخابي".

 

بدوره قال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، إن كاراموللا أوغلو لا ينوي ترك "تحالف الأمة" بل تشكيل تحالف معين داخل التحالف، وسيتم مناقشة ذلك في الاجتماع المقبل لقادة الطاولة السداسية في 24 نيسان/ أبريل الجاري.

 

الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في تقرير على صحيفة "حرييت"، أشار إلى أن طرح كاراموللا أوغلو أثار قلق كليتشدار أوغلو الراغب في أن يكون مرشحا رئاسيا.

 

اقرأ أيضا: هل يفكك خلاف "مرشح الرئاسة" طاولة المعارضة في تركيا؟
 

وأوضح أن كليتشدار أوغلو، لا يرى أن التحالف الثالث صائب، لأنه يدرك أن من ينضمون إليه لن يصوتوا له في انتخابات الرئاسة.

 

وأضاف أن كليتشدار أوغلو، في الاجتماع المقبل قد يقدم مقترحين بديلين عن التحالف الثالث، أحدهما دخول الأحزاب الأخرى في الانتخابات ضمن قوائم حزبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد".

 

وأشار إلى أن المقترح الأول قد لا يتقبله حزب الجيد، ولذلك فإنه قد يطرح دخول الأحزاب الأخرى لتكون ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري.

 

وقد يتمثل طرح كليتشدار أوغلو، بوضع أسماء قادة الأحزاب الصغيرة كاراموللا أوغلو، وأحمد دواد أوغلو، وعلي باباجان، على رأس قوائم حزب الشعب الجمهوري في المناطق التي لدى أحزابهم فيها حضور قوي، ومنح عدد معين من مرشحي تلك الأحزاب داخل القوائم.

 

ورأى الكاتب التركي، أن قانون الانتخابات الجديد قد عزز يد كليتشدار أوغلو على الطاولة، فالأحزاب الصغيرة التي كانت لديها قدرة تفاوضية قبل القانون فقدت ذلك بعد المصادقة عليه.

 

وأوضح أن كاراموللا أوغلو وباباجان وداود أوغلو، قد تخلوا عن موقفهم القائل بأن كليتشدار أوغلو لا يمكنه الفوز، ومن أجل دخول البرلمان يتعين عليهم دعمه.

 

الكاتبة كوبرا بار في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، قالت إن زعيم حزب الشعب الجمهوري يتحدث عن ثمانية خيارات مختلفة، ويجري البحث عن إجابة لمسألة إمكانية إدراج الأحزاب الصغيرة في قوائم "الشعب الجمهوري" و"الجيد" أو إنشاء مجموعات مختلفة.

 

ولفتت إلى أن حزب المستقبل يفضل خيار التوجه إلى تحالف ثالث، مشيرة إلى تصريحات لأحد مسؤولي الحزب بقوله: "نحن وحزب الديمقراطية والتقدم برامجنا متشابهة لدرجة أننا لا نستطيع أن نشرح لقواعدنا سبب انفصالنا عن بعض.. إذا كنا معا فقد نتجاوز نسبة الـ10 بالمئة".

 

وأضافت أن حزب الديمقراطية والتقدم "ديفا" لديه رأيان، الموقف الأول يتمثل في أن جمهوره الرئيسي الذي يسعى لاستقطابه هو ضمن قواعد حزب العدالة والتنمية، وأنه لا يجب استبعاد المحافظين، وسياسة الحزب تتداخل مع "المستقبل" والسعادة"، وعليه فإن من الممكن الاندماج مع حزب المستقبل قريبا.

 

اقرأ أيضا: هل ترشح المعارضة التركية منصور يافاش لمنافسة أردوغان؟
 

أما الرأي الآخر داخل "ديفا"، فهو الذهاب إلى الانتخابات منفردا، والسياسات المحافظة لا يمكن أن تكون حلا لمشاكل تركيا.

 

ورأت الكاتبة بار، أن حزب الجيد الذي يريد جمع أصوات يمين الوسط، لا يتطلع بحرارة إلى التحالف الثالث الذي سيتألف من أحزاب يمينية صغيرة.

 

وتابعت بأن هناك شكوكا حول ما إذا كانت المعارضة ستتمكن من تشكيل إدارة مستقرة والحفاظ عليها لو فازت في الانتخابات.

 

الكاتب محمد أجاد في تقرير على صحيفة "يني شفق"، أشار إلى أن كاراموللا أوغلو، كان يعبر عن أفكاره حول التحالف داخل اجتماعات مع أحزاب المعارضة منذ عام، ولذلك فإن القضية ليست جديدة.

 

وأضاف بحسب دوائر داخل حزب السعادة، أن كاراموللا أوغلو ما يريد أن يفعله هو تكوين تحالفات أخرى داخل تحالف المعارضة السداسي.. تحالفات على أساس مناطقي، لا سيما في الدوائر الانتخابية للرؤساء العامين. هو يعتقد أنه سيدخل البرلمان بسهولة أكبر من خلال هذه الطريقة.

 

ونوه الكاتب إلى أن صيغة التحالف الجديدة من شأنها أن تجمع حزبَي "المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم" تحت جناح حزب السعادة. بشرط أن يكون "السعادة" هو السقف وإلا فلا.

 

وأضاف أن كاراموللا أوغلو يعتقد أن حزبه لو دخل منفردا الانتخابات ضمن مناطقه الخاصة فلن يستطيع الفوز، لكنه لو دخل في شكل تحالف ثلاثي فإن فرص فوزه ستكون أكبر.

 

وتابع بأنه مع ذلك فلا يبدو أن الأمر سهل الآن، لكن ليس من المعلوم ما الذي سيظهر عليه الوضع حسب الظروف والمسار في الفترة المقبلة.

 

ورأى الكاتب أجاد أن الوضع الحالي في الطاولة السداسية يشير إلى أن هناك مشكلة جدية من حيث توافق الأحزاب على طاولة واحدة، وأن الأمور ليست على ما يرام، أو كما تحاول بعض دوائر المعارضة تصويره، أن زعماء الأحزاب متفقون فيما بينهم وسيتغلبون على كافة العقبات وما شابه.