أعلن
رئيس سلطة الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، عن تكليف إدارة المؤتمر الوطني للشباب بإدارة حوار سياسي مع كل القوى بدون استثناء ولا تمييز، ورفع مخرجات هذا الحوار له
شخصيا مع وعده بحضور المراحل النهائية منه.
وكشف
السيسي خلال إفطار الأسرة المصرية، عن إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تم
تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمر الوطني للشباب، وتعطيلها لسنوات، على أن توسع قاعدة عملها
بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية.
وأعرب
السيسي في كلمته إلى الحضور الذين كان من بينهم بعض رموز تحالف "30 يونيو"
مثل السياسي حمدين صباحي، وخالد داوود، عن سعادته بالإفراج عن دفعات من أبناء مصر خلال
الأيام الماضية، وزعم أن الوطن يتسع للجميع وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية.
وكان
السيسي قد ألمح قبل أيام عن اعتزامه إطلاق ما أسماه الحوار السياسي الشامل بين كافة
أطياف المجتمع المصري، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، وسط شكوك حول طبيعة هذا الحوار
بالتزامن مع اعتقال إعلاميات وصحفيات وصانعي محتوى كوميدي من الصعيد، واستمرار اعتقال
عشرات الآلاف من المعارضين.
حوار
الطرشان
في سياق
تعليقه، قلل البرلماني والسياسي المصري، الدكتور محمد عماد صابر، من هذا المسعى وقال إنها "تأتي
في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، والمخاطر المحيطة بالنظام من حدوث
اضطرابات شعبية تنذر بوقوع الأسوأ، وتأتي في إطار استراتيجية الخداع التي دأب عليها
منذ توليه منصبه كوزير للدفاع قبل أن ينقلب على الحكم ويصبح رئيسا".
لا تعدو
الدعوة الباهتة، بحسب حديثه لـ"عربي21": "سوى مناورة سياسية جديدة تم
الاتفاق عليها لمغازلة الخارج من جهة، وإلهاء الداخل من جهة أخرى وإطالة حبل الأمل،
ويعزز هذا الكلام استمرار قوات الأمن في اعتقال الأصوات المعارضة، كان آخرها الإعلامية
هالة فهمي والصحفية صفاء الكوربجي، وأعضاء فريق ظرفاء الغلابة الكوميدي قبل أيام".
وأكد
أن "دعوة السيسي للحوار هي دعوة كاذبة بعد أن أغلق كل أبواب الحوار سابقا، كما
أن العسكر لا يقبلون بمشاركة المدنيين لهم في السلطة بأي شكل من الأشكال، والعقيدة
العسكرية ترتكز على تنفيذ الأوامر وليس مناقشتها"، مشيرا إلى أنها "محاولة
من السيسي لاحتواء الأوضاع وتفادي المخاطر التي قد تطيح بنظامه".
وتساءل
صابر: "مع من سيكون هذا الحوار المزعوم؟ مما لا شك فيه أنه إن حدث هذا العبث وتم،
فسيكون حواراً يحاور فيه النظام نفسه؛ لأن المدعوين المحتملين له سيكونون من الموالين
للنظام وأذرعه من النخب والكتاب والإعلاميين، وغيرهم من الراقصين على موائد النظام،
وتحت إشراف الأجهزة الأمنية والمخابراتية، لذلك فدعوة السيسي للحوار إن تمت فستكون
أشبه بدعوة الطرش والعميان ولتضليل الشعب وحمل الناس على الرؤية السيساوية وما يريده
السيسي ونظامه فقط من أجل تأسيس جمهورية الخراب".
اقرأ أيضا: السيسي يترحم على مرسي.. ويقول: التآمر عليه تآمر على مصر
"دعوة
تمثيلية للحوار"
من جهته؛
اعتبر رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، الدكتور عمرو عادل، دعوة السيسي محاولة
لكسب الوقت، قائلا: "طبيعة النظام السياسي العسكري المصري وكيفية نشأته تعطينا
معلومات شديدة الوضوح عن الطريقة التي يفكر بها ويتعامل بها النظام مع القوى المجتمعية؛
سواء السياسية أو القوى الاجتماعية المختلفة من نقابات وجمعيات أهلية وغيرها، والنظام
المصري من الواضح جدا أنه في عداء مع المجتمع بل وعداء ممزوج بالاحتقار".
مضيفا
لـ"عربي21": "لذلك فإنها تبدو دعوات الحوار السياسي أقرب إلى الكوميديا السوداء،
فما معنى حوار في ظل حكم عسكري واستبداد مطلق وسيطرة مطلقة على المجتمع وغياب لأي عملية
انتخابية حقيقية، ربما التعبير الأدق هو "دعنا نمثل سويا أننا نتحاور"، والحقيقة
أنها محاولة لاستكمال مشهد البناء السياسي المنهار بمجموعة ماريونت سياسية تحاول تقليل
الضغوط الدولية والاقتصادية على النظام".
تفاعل
واسع بين النشطاء
ولاقت
تفاصيل الدعوة "المخيبة للآمال" تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي
من قبل سياسيين ونشطاء وحقوقيين ومعنيين بالشأن المصري.
ماذا تمثل إفراجات السيسي من حجم الأعداد الحقيقية للمعتقلين؟
صحيفة فرنسية: السيسي يتصرف كمتسول بشهية فرعونية
الاختيار 3.. هل حاول السيسي البحث عن البطولة في الدراما؟