في الوقت الذي تزداد فيه انتهاكات جيش الاحتلال في
الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن جرائم المستوطنين لا تقل عنها فداحة وخطورة، فيما
تحظى هذه الانتهاكات بغطاء كامل من قائد الجيش أفيف كوخافي، الذي لا يرى في تنامي
الاستيطان حريقا كفيلا بتفجير الأوضاع، قبل أن ينهي منصبه في غضون أشهر.
مع العلم أن السلوك الذي يصدر عن كوخافي يقدم
استنتاجات مخيبة للآمال، لأنه وجد نفسه مستدرجا للدفاع عن سلوك المستوطنين، وينخرط
في السجال السياسي الحاصل داخل حكومة الائتلاف، وقد تناسى للحظة أنه جزء من
القيادة السياسية والعسكرية لدولة الاحتلال، وما ينبغي له أن "يتغذى"
على خلافات أقطاب الحكومة والمعارضة، فضلا عن شعارات الغوغاء المحرضين الذين
يطالبون باقتحام المسجد الأقصى.
ران أدليست الكاتب في صحيفة معاريف، ذكر في
مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "كوخافي وجد نفسه منخرطا في مهمات
سياسية من صلاحيات الحكومة، ويبتعد رويدا رويدا مع مرور الوقت عن الحديث عن
الترتيبات العسكرية المطلوبة لمنع الاحتكاكات الدموية على الجبهات القتالية الخمس،
ولا يذكر خططه اللازمة لمواجهة المشروع النووي الإيراني، وكل ذلك يحصل في ظل أن
الحكومة مشلولة بسبب مشاريع قوانين من داخل اليمين المعارض، ما يجعل مهمة
الإدارة الاستراتيجية تقع على عاتق رئيس الأركان، لكن ذلك لا يحصل".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: كوخافي فشل في غزة ودمّر الجيش ولم يطوره
وأضاف أن "كوخافي مطالب شخصياً بوقف
الاستفزازات التي يقوم بها المستوطنون في قبر النبي يوسف، ومستوطنة إيفيتار، وحائط
البراق، ومطالب بأن يعرف أن هوس الاستيطان يسبب أضرارا بأمن إسرائيل، ويستدعي
اتخاذ إجراءات تنفيذية ضد مثيري الشغب من المستوطنين الذين يستهدفون الفلسطينيين
عند باب العامود، ويوجه الشرطة وحرس الحدود لوقف المستوطنين الخارجين عن القانون،
وبأي ثمن، لكن ذلك لم يحدث، لأن كوخافي فقد السيطرة داخل الجيش، وبينما كان
منشغلاً في صراعات الميزانية والمشتريات، فقد تسلل الجنود والضباط المنفلتون إلى جميع
وحدات الجيش".
تحذر الأوساط العسكرية الإسرائيلية من أن الجيش
بدأ يشهد ظواهر ذات معتقدات دينية توراتية، تؤمن بالدمار البدائي، والتصرف بوحشية،
بما في ذلك غض الطرف عن المستوطنين المسلحين، وتشكيل المجموعات الخارجة عن
القانون، وبدلا من قيام الجيش بمنع عنف المستوطنين، فإنه يعمل شريكا لهم في جرائمهم
ضد الفلسطينيين، وإذا كان الجنود شركاء مع المستوطنين، فهذا يعني أن رئيس الأركان
كوخافي هو المتعاون الأكبر معهم، وربما يكون هذا أخطر إخفاق في قيادته.
ويتصرف كوخافي على هذه الشاكلة وهو يعلم تماما
أن قائده وزير الحرب بيني غانتس يقف داعما له، لكنه في الوقت ذاته ملزم بالحسابات
الحكومية الداخلية، وقد يكون ذلك على حساب كوخافي، الذي يظهر المتصرف الوحيد
بالجيش، في ظل انشغال غانتس بمستقبل الائتلاف الحكومي، ورغم أنه بقي أمامه بضعة
أشهر فقط كي ينهي ولايته في يناير 2023، فإنه سيترك خلفه إرثا سلبيا من دعم
المستوطنين، وإطلاق يدهم ضد الفلسطينيين، أمام مرأى ومسمع جيشه، بل ودعمه لهم.
تقدير إسرائيلي: توثيق علاقتنا بالصين يمنحنا قوة تأثير عليها
قلق إسرائيلي من تعزيز "المقاومة" بالمناهج الفلسطينية
مخاوف إسرائيلية من نتائج وخيمة لعملية مفترضة ضد جنين