سياسة دولية

أوكرانيا ضيفة شرف على "دافوس".. ومخاوف أمنية بأوروبا

رئيس أركان الجيش الأوكراني: يجب أن تنتهي الحرب باستعادة كاملة لسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها- جيتي

بعد ثلاثة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تقع الحرب والمخاطر التي تطرحها على انتعاش الاقتصاد العالمي في صلب اجتماع لنخب العالم اعتبارا من الاثنين في دافوس.

ويعود المنتدى الاقتصادي العالمي إلى منتجع التزلج في الجبال السويسرية بعد عامين من تعليقه في ظل تفشي وباء كوفيد-19، بعدما عقد لقاءه العام الماضي عبر الإنترنت، ومع تأخيره هذه السنة من كانون الثاني/ يناير إلى أيار/ مايو بسبب الأوضاع الصحية.

وأعلن مؤسس المنتدى كلاوس شفاب أن "أفكارنا الأولى تتوجه إلى الحرب في أوكرانيا"، لدى عرضه برنامج اجتماعات هذه السنة التي تنعقد في ظل "ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية.. غير مسبوقة".

وسيكون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أول رئيس يلقي كلمة، ومن المتوقع أن يغتنم هذا المنبر لحض العالم على تقديم المزيد من المساعدات المالية والعسكرية لبلاده، وربما تجديد طلب كييف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ويلقي زيلينسكي خطابه عبر الفيديو في الساعة الـ9:15 ت غ، غير أن عددا من المسؤولين السياسيين الأوكرانيين يشاركون في المنتدى حضوريا، وبينهم وزير الخارجية دميترو كوليبا ورئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو.

وقالت إيفانا كليمبوش وهي من البرلمانيين الأوكرانيين الذين حضروا إلى دافوس، متوجهة مساء الأحد إلى الصحفيين: "طلبنا الرئيسي إلى العالم هنا هو الآتي: لا تتوقفوا عن دعم أوكرانيا"، داعية إلى التثبت من أن روسيا "لن يكون بإمكانها شن حرب جديدة ضد أي كان في المنطقة".

من جهتها قالت البرلمانية أناستاسيا رادينا: "نحن بحاجة إلى أسلحة أكثر من أي شيء آخر.. أسلحة كأسلحة الحلف الأطلسي، هذا ما يساعدنا على الانتصار في الحرب.. وضمان إنقاذ أرواح المدنيين من أجل الأجيال القادمة".

وفي سياق العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، فقد استبعد المنتدى هذه السنة مشاركة موسكو التي ترسل عادة أكبر وفد إلى دافوس.

وعوضا عن "البيت الروسي" الذي كانت النسخ السابقة من المنتدى تتضمنه، فإنه يُقام هذه السنة "بيت جرائم الحرب الروسية" حيث ستنظم عدة أنشطة بمشاركة شخصيات أوكرانية دعما لهذا البلد.

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا تمدد تطبيق الأحكام العرفية.. وروسيا تتقدم شرقا

قلق أوروبي

 

قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأحد، إن "الغزو الروسي لأوكرانيا بمثابة جرس إنذار لأمن أوروبا ودفاعها".


جاء ذلك في بيان صادر عن بوريل ونشره موقع الاتحاد الأوروبي الإلكتروني.


وأضاف المسؤول الأوروبي أن "القدرات الدفاعية التي نمتلكها لا تتطابق مع القدرات التي نحتاجها لمواجهة التهديدات التي نواجهها".


وأوضح بوريل أن "تقارير وكالة الدفاع الأوروبية (EDA) حذرت بالفعل من هذا الأمر، ولكن قبل بدء الحرب".


وتابع قائلا: "قبل بدء الأزمة الأوكرانية الروسية، لم يكن هناك حافز جماعي لزيادة الإنفاق الدفاعي، إلا أن المشكلة الآن ليست فقط زيادة الإنفاق، وإنما الإنفاق بشكل جماعي باعتبارها الطريقة الأمثل لتعزيز الأمن الدفاعي لدول التكتل".

 

لا تنازلات

ميدانيا استبعدت أوكرانيا وقف إطلاق النار أو تقديم أي تنازلات إقليمية لموسكو مع تصعيد روسيا هجومها في الأجزاء الشرقية والجنوبية من البلاد وقصف منطقتي دونباس وميكولاييف بضربات جوية ونيران مدفعية.

وأصبح موقف كييف متشددا بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة حيث شهدت روسيا انتكاسات عسكرية بينما أصبح المسؤولون الأوكرانيون قلقين من احتمال تعرضهم لضغوط للتضحية بالأرض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال أندريه يرماك، رئيس أركان الرئاسة الأوكرانية في تغريدة على "تويتر"، الأحد: "يجب أن تنتهي الحرب باستعادة كاملة لسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها".

وعرض الرئيس البولندي أندريه دودا دعم بلاده، وقال للمشرعين في كييف، الأحد، إن على المجتمع الدولي أن يطالب بانسحاب روسيا الكامل وإن التضحية بأي إقليم ستكون "ضربة قوية" للغرب بأسره.
وقال دودا: "ظهرت أصوات مقلقة تقول إن أوكرانيا يجب أن تستسلم لمطالب بوتين".

وقال إن "أوكرانيا وحدها لها الحق في اتخاذ قرار بشأن مستقبلها".

وتشن روسيا هجوما كبيرا في لوهانسك، وهي واحدة من مقاطعتين في دونباس، بعد أن أنهت أسابيع من المقاومة من قبل آخر المقاتلين الأوكرانيين في ميناء ماريوبول الاستراتيجي في جنوب شرق البلاد.

واستبعد، ميخايلو بودولياك، كبير المفاوضين الأوكرانيين ومستشار زيلينسكي تقديم أي تنازلات إقليمية ورفض دعوات لوقف فوري لإطلاق النار قائلا إن ذلك يعني بقاء القوات الروسية في الأراضي المحتلة وهو ما لا يمكن أن تقبله كييف.

وقال بودولياك في مقابلة مع رويترز: "يجب على القوات (الروسية) مغادرة البلاد وبعد ذلك سيكون استئناف عملية السلام ممكنا"، مشيرا إلى الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار بأنها "غريبة للغاية".

وقال إن التنازلات ستأتي بنتائج عكسية لأن روسيا ستستغل التوقف في القتال للعودة أقوى.

وجاءت الدعوات الأخيرة لوقف فوري لإطلاق النار من وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، ورئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي.

ومنحت نهاية القتال في ماريوبول، أكبر مدينة سيطرت عليها روسيا، بوتين انتصارا نادرا بعد سلسلة من الانتكاسات في ما يقرب من ثلاثة أشهر من القتال.