صحافة إسرائيلية

ضابط إسرائيلي يخشى "كابوس" تشكيل حكومة يمينية قادمة

عبر أوساط إسرائيلية عن شعورها بالقلق من تنامي تيار العنصرية السائد في دولة الاحتلال- جيتي

لا يتوقف القلق من تنامي تيار العنصرية السائد في دولة الاحتلال على الفلسطينيين فقط، بل إن هناك أوساطا إسرائيلية تشعر بذات القلق، وإن كان من زاوية أخرى.


وجاء ذلك على اعتبار أنه سيؤدي بالدولة إلى كارثة حقيقية، في ضوء زيادة معدلات التطرف اليهودي تجاه الفلسطينيين العرب، ومعارضتهم للأفكار العلمانية، وكراهية رئيس الحكومة نفتالي بينيت بصورة شائعة، لكن القلق الإسرائيلي يتضاعف حين يفكرون، ولو للحظة واحدة، بأن يكون هؤلاء المتطرفون جزءًا مهمًا من الحكومة القادمة، وهو أمر مرعب.


يدور الحديث الإسرائيلي تحديدا حول شخصيتي بيتسلئيل سموتريتش، زعيم الصهيونية الدينية، ورفيقه إيتمار بن غفير، الذي يقود اقتحامات المستوطنين تجاه المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وتنظيم مسيرة الأعلام وذبح القرابين، ولم يعودا يمثلان نفسهما فقط، بل إن التقديرات المتوفرة لدى جهاز الأمن الإسرائيلي العام- الشاباك تقدر أنهما يقودان تيارا جارفا في أوساط اليمين، وتزداد شعبيتهما يوما بعد يوم، باعتبار ذلك مؤشرا مقلقا أمام الدولة.


يسرائيل شرينتسل، الضابط السابق في "الشاباك"، والمحاضر في اللغة العربية والإسلام بجامعة تل أبيب، ذكر في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ترجمته "عربي21" أن "مؤشرات هذا التطرف القلق تجلت أكثر من أي وقت مضى خلال استقبال المستوطنين لرئيس الوزراء نفتالي بينيت مؤخرا بشعارات "محتال، خائن، قذر"، ولم تتم دعوته هذا العام لأحداث يوم القدس العبري بالمدرسة الدينية، رغم أن لها تقاليد عريقة بمشاركة رئيس الوزراء، بغض النظر عن انتماءاته السياسية والحزبية".


وأضاف أن "معدل الاتهامات اليمينية الموجهة إلى بينيت تصل إلى حد مسؤوليته عن موجة الهجمات الفدائية الفلسطينية الأخيرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى شراكة تحالفه مع القائمة العربية بزعامة منصور عباس، مما يحد من قدرة الحكومة على مواجهة حركات المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي يحمل الدولة عواقب وخيمة، ولعل من المؤسف جدا عدم سماع صوت حاخامي، يدين هذه الاتهامات بشكل واضح، وإلا فقد يخرج قاتل جديد لرئيس الوزراء من بينهم، كما خرج سابقا يغآل عمير لاغتيال إسحاق رابين".


يستحضر الإسرائيليون معدلات التطرف المتصاعدة بالتزامن مع وصول رسائل التهديد الأخيرة إلى منزل بينيت، وفيها مظروف من الرصاصات، ما دفع أوساطا إسرائيلية إلى مطالبة رئيس جهاز الأمن العام بالخروج مرة أخرى لتهدئة الخطاب السياسي المحرض، مع العلم أنه يصعب فهم طبيعة الاتهامات الموجهة ضد بينيت، فنحن أمام رئيس حكومة متطرف، ويمثل معسكر اليمين كاملا، ويعد من عرّابي مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية، ويحارب الفلسطينيين بكل عدوانية.


في الوقت ذاته، تزداد المخاوف الإسرائيلية من فرضية تشكيل حكومة يمينية كاملة في المستقبل، وفي هذه الحالة قد يكون حزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش وبمشاركة بارزة من إيتمار بن غفير، جزءا من التركيبة السياسية البارزة القادمة، وقد تضع في أجندة الحكومة المقبلة ما تدعمه وتشجعه حالياً من أفكار يمينية وعنصرية ضد الفلسطينيين، بمن فيهم فلسطينيو 48، والخطورة بنظر الإسرائيليين أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن هذه الآراء تحظى بدعم متزايد في أوساط اليمين.

 

اقرأ أيضا: هآرتس: نسير نحو مواجهة جديدة مع غزة بسبب "مسيرة الأعلام"

لا يتردد الإسرائيليون في القول إن احتمال أن يكون هذا الحزب محوراً مركزياً في حكومة مستقبلية هو كابوس، وفي هذه الحالة لن تعيش إسرائيل صراعاً سياسيًا حزبياً داخلياً فحسب، بل صراعا تربويا وقيم قائما على طابع وشخصية الدولة، وأخذها نحو مزيد من الظلامية.