أصدرت منظمة الصحة العالمية تطمينات بخصوص جدري القردة، مستبعدة أن يتحول انتشار الفيروس خارج القارة الأفريقية إلى جائحة عالمية.
وردّاً على سؤال خلال إحاطة صحافية حول إمكانية تحوّل هذا المرض الفيروسي إلى وباء عالمي، قالت روزاموند لويس، كبيرة خبراء منظمة الصحّة في مجال جدري القرود، إنه "في الوقت الراهن، لسنا قلقين بشأن حدوث وباء عالمي".
وأوضحت رئيسة أمانة مكافحة الجدري لبرنامج الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية، روزاموند لويس، أن المنظمة تتوقع ألا يصل جدري القرود إلى مستويات وبائية، وذلك عندما سُئلت عن ما إذا كان جدري القرود يمكن أن يتسبب في جائحة عالمية مثل وباء كورونا، فأجابت بالقول: "لا نعرف، لكننا لا نعتقد ذلك".
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية في الوقت الحالي ليست قلقة من "جائحة عالمية. ومع ذلك، فنحن قلقون من أن يصاب الأشخاص بهذه العدوى، بسبب الخطر الكبير إذا لم يكن لديهم المعلومات اللازمة لحماية أنفسهم. نحن قلقون من أن سكان العالم لم يكونوا محصنين ضد فيروسات الأورثوبوكس منذ نهاية الجدري، وأن الفيروس قد يحاول استغلال مكانة معينة والانتشار بسهولة أكبر بين الناس. لكن ليس لدينا إجابات على ذلك حتى الآن"، مؤكدة أنه "لا يزال ممكناً وقف هذا الوباء قبل أن ينتشر".
وفي وقت سابق، أصدرت سيلفي برياند، مديرة إدارة التأهب للأوبئة والجوائح والوقاية منها بمنظمة الصحة العالمية، تحذيرا بشأن جدري القرود، مشيرة إلى أنه قد تكون مئات حالات الإصابة بجدري القردة التي شُخّصت الشهر الماضي في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية ودولة الاحتلال الإسرائيلي والإمارات وأستراليا، مجرد "غيض من فيض".
ومنذ أعلنت بريطانيا في 7 أيار/ مايو تسجيل أول إصابة مؤكّدة بجدري القردة، تمّ إبلاغ منظمة الصحّة العالمية بما يقرب من 400 إصابة في حوالي 20 دولة لا يظهر فيها عادة هذا النوع من الأمراض.
وقالت منظمة الصحة إنّها قلقة بشأن هذا "الوضع غير المعتاد" لكنّها طمأنت بأنّه ليس هناك أيّ سبب للذعر.
وجدري القردة بحسب منظمة الصحة العالمية مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان)، وتماثل أعراض إصابة الإنسان به تلك التي يعاني منها المصابون بالجدري، ولكنّها أقلّ شدّة.
ويشتكي الأفراد المصابون في البداية من أمراض شبيهة بالإنفلونزا مثل الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية قبل ظهور طفح جلدي يشبه جدري الماء على الوجه والجسم. ومع أنه لا يوجد علاج معروف للفيروس، فإنه يتراجع عادة في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
ولا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح حالياً لمكافحة هذا الفيروس، لكنّ التطعيم ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية من جدري القردة.
وتمّ اكتشاف جدري القردة للمرة الأولى في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970، وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة في حوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا.
اقرأ أيضا: هل تسبب لقاحات كورونا الإصابة بجدري القردة؟.. خبراء يجيبون
وعقدت منظمة الصحة اجتماعا طارئا الأسبوع الماضي لمناقشة تفشي المرض، الذي بدأ في وقت سابق من هذا الشهر، على الأرجح في المملكة المتحدة بين الأفراد الذين سافروا إلى نيجيريا. والمرض مستوطن في غرب ووسط أفريقيا على الرغم من ندرة وجوده خارج القارة.
وتم تشخيص أكثر من 200 حالة في 20 دولة حول العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ومعظمها موجود في المملكة المتحدة. وأصبحت بلجيكا الأسبوع الماضي الدولة الوحيدة التي أعلنت الحجر الصحي الإلزامي لمدة 21 يوما للأفراد المصابين.
جدري القرود يواصل الانتشار.. معلومات قد لا تعرفها عن المرض
شركة سويسرية تطور فحوصا لكشف الإصابة بجدري القرود
ولاية جديدة لغيبريسوس على رأس منظمة الصحة العالمية