ملفات وتقارير

ما أبعاد اجتماعات المغرب بين أبناء حفتر وعسكريي غرب ليبيا؟

يأتي هذا الاجتماع بعد أيام من اندلاع اشتباكات في العاصمة طرابلس - مكافحة الارهاب بفيسبوك

احتضنت مدينة بوزنيقة المغربية الأسبوع الماضي، اجتماعا غير معلن النتائج بين عسكريين وقادة تشكيلات مسلحة من غرب ليبيا وأبناء اللواء خليفة حفتر مع وزراء بالحكومة المعينة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا ممثلين عن شرق البلاد، ما طرح تساؤلات حول توقيت وأبعاد الاجتماع.

 

والأربعاء الماضي، قالت وكالة نوفا الإيطالية إن المغرب استضاف، اجتماعًا بين قادة سياسيين وعسكريين من برقة إلى جانب قادة من طرابلس والزاوية ومصراتة، مؤكدة أن نجلي خليفة حفتر صدام وبلقاسم حضرا الاجتماع.

  

لكن مصادر ليبية نفت لوكالة سبوتنيك الروسية مشاركة نجل حفتر في اجتماعات بوزنيقة في المغرب.


وأوضحت المصادر لـ"سبوتنيك" أن ممثلين غير عسكريين يشاركون في اللقاء، إلا أن قيادة قوات حفتر غير مهتمة بالاجتماع.

 

من جانبها ذكرت منصة "أبعاد" الليبية أن الاجتماع تم بمشاركة نجلي خليفة حفتر، صدام وبلقاسم حفتر والوزراء بحكومة باشاغا حاتم العريبي وأسامة حماد وفتح الله السعيطي من جهة.

 

ومن الجهة الأخرى حضر الاجتماع كل من رئيس جهاز الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي وقائد كتيبة ثوار طرابلس أيوب بوراس ورئيس جهاز الأمن العام عماد الطرابلسي ومحمود حمزة عن اللواء "444".

 

 

 

ويأتي هذا الاجتماع بعد أيام من اندلاع اشتباكات في العاصمة طرابلس عقب فشل باشاغا في استلامه للسلطة، ما يطرح تساؤلات حول الاجتماع ونتائجه عامة وتأثيره على الوضع الميداني والأمني في البلاد.

 

اقرأ أيضا:  المغرب يحتضن اجتماعا لقيادات ليبية بينهم أبناء حفتر

 

اجتماع.. برعاية دولية

 

وقال المحلل السياسي الليبي بدر شنيبة، في تصريح خاص لـ"عربي21" إن "هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة لقاءات تنظمها منظمة الحوار الإنساني حيث يأتي بعد لقاء سابق في مونترو بسويسرا بين شخصيات سياسية وميدانية ومدنية".

 

وأضاف أن هذه اللقاءات تهدف إلى تعديل المسار السياسي المتدهور في ليبيا حيث سبق وتمكنت المنظمة سابقا من لعب دور هام في إعادة المشاورات السياسية بين الأطراف الليبية عقب هجوم حفتر على العاصمة بالعام 2019، على حد تعبيره.

 

كسر الجليد.. لا نتائج 

 

واعتبر المحلل السياسي أن في هذه اللقاءات محاولة لكسر الجليد بين الأطراف ومعرفة توجهاتهم ورؤيتهم حول الحل في ليبيا ومعرفة النقاط المشتركة من أجل طرح مقترحات وخطط عمل للعمل عليها في المستقبل برعاية دولية وأممية، على حد قوله.

 

وأوضح شنيبة أن هذه الجولة لن يكون لها أي نتائج ملموسة على الأرض حيث لا تزال الأطراف الليبية تحشد التأييد عبر التصلب في مواقفها والتخندق في مواجهة الضغوط الدولية وتحركات الخصوم لكل طرف وهذا ما يصعب الوصول إلى أي حلول قريبة لكن تؤدي هذه اللقاءات إلى خلق قنوات اتصال بين أطراف كانت تتقاتل في وقت ليس ببعيد وبالتالي تنشئ قاعدة للمبادرات المستقبلية.

 

 

خطة مصرية أممية

 

من جانبه، رأى المحلل السياسي محمد فؤاد، في تصريح خاص لـ "عربي21" بأن "هذه المفاوضات هي تمهيد لتجاوز حكومة باشاغا".

 

واعتبر المحلل السياسي الليبي أن ما يحدث هو تمهيد لفرض أهداف بعثة الأمم المتحدة ومصر عبر اجتماعات القاهرة من خلال فتح مسودة الدستور وإبعاد بعض المواد في الدستور التي لا يرضى عنها حفتر والدخول في انتخابات رئاسية برلمانية بهذه المسودة لافتا إلى أن الطلب يتبناه كل من رئيس البرلمان عقيلة صالح والسلطات المصرية.

 

واستبعد فؤاد التوصل إلى توافق من خلال اجتماعات المغرب مضيفا: "ربما سيكون هناك تهدئة.. لكن الوصول إلى توافق حقيقي أعتقد أن الأمر صعب جدا".

 

وتابع بالقول إن "الهدف الآخر للاجتماعات، هو إبعاد حكومة الدبيبة عن المشهد، وهذا هو الهدف ربما الأهم من الوصول إلى انتخابات وهو صعب جدا في المرحلة الحالية وإن كان ليس مستحيلا لأنه يمكن بتنسيق بين القوة الموجودة بالمنطقة الغربية وحفتر الوصول إلى حكومة أكثر توازنا من حكومة باشاغا.. وهذا هدف أساسي للمصريين وأكثر منه للبعثة أو أي طرف آخر".

 

وختم تصريحه لـ "عربي21" بالقول: "سننتظر ونرى بأنه لن يكون التوافق أبدا بهذه السهولة، الحقيقة في ظل وجود حفتر وإصراره على أن يكون الوحيد في المشهد والزمن كفيل بذلك". 

 

اتفاق دولي على التهدئة

 

وفي رده على سؤال "عربي21" حول نتائج اجتماعات بوزنيقة على حكومة الدبيبة، والمستوى الأمني في البلاد، أكد المحلل السياسي بدر شنيبة في تصريحه لـ "عربي21" أن الدبلوماسية الدولية في ليبيا بقيادة الولايات المتحدة متفقة على ضرورة تجنب الحديث حول تغيير الحكومة في الوقت الحالي، مع التركيز على إجراء انتخابات في وقت قريب عبر كتابة قاعدة دستورية".

 

وأوضح شنيبة أنه طالما استطاعت حكومة الدبيبة المحافظة على تحالفاتها الاجتماعية والعسكرية والسياسية فإن عمرها في السلطة لن يكون قصيرا، على حد تعبيره.

 

مصير الدبيبة بيده

 

ولفت المحلل السياسي الليبي إلى أن "الأوضاع قد تتغير  في حال انزلقت العاصمة إلى صدام مسلح أو تخلخل التوازن العسكري فيها ضد الدبيبة في ظل تلويح آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي بالتحرك العسكري في مواجهة أي هجوم محتمل من قوات الدبيبة".

 

وختم بالقول إن "هذا قد يمنح باشاغا موطئ قدم داخل العاصمة التي تسيطر فيها قوات الزنتان التي ينحدر منها الجويلي على جزئها الغربي".