نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مكالمة هاتفية جمعته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته في عقد محادثات مع الرئيس الروسي بشكل مباشر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أنقرة تبذل قصارى جهدها للعب دور الوسيط في المفاوضات بين موسكو وكييف، رافضة في ذات الوقت الانضمام إلى العقوبات المفروضة ضد روسيا مصرة على مبدأ الحوار.
وأضافت الصحيفة أن أردوغان اقترح - في وقت سابق - على الجانب الروسي احتضان أنقرة المفاوضات التي سوف تجمع بين الوفدين الروسي والأوكراني بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة. وعقب المحادثات مع زيلينسكي؛ أكد الرئيس التركي أن بلاده مستعدة لمواصلة تقديم الدعم، بما في ذلك لعب دور الوسيط لاستئناف المفاوضات بين موسكو وكييف.
وبينت الصحيفة أنه في محادثة هاتفية جمعته مع نظيره الروسي في نفس اليوم، اقترح الرئيس التركي تنظيم اجتماع في إسطنبول يجمع بين ممثلين عن روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، كما كشف عن مخاوفه بشأن سلامة الملاحة في البحر الأسود وبحر آزوف، داعيًا إلى التسريع في حل الخلافات.
اقرأ أيضا: MEE: كيف غيّرت حرب أوكرانيا علاقة تركيا مع روسيا؟
والجدير بالذكر - بحسب الصحيفة - أن أنقرة حاولت في العديد من المرات دفع المفاوضات بين موسكو وكييف قدمًا. فمن جانبه؛ أعرب أردوغان عن أمله في تصالح روسيا وأوكرانيا بشكل سريع، مما يضع حدًّا للوضع القائم، لا سيما أن توقف المفاوضات عمق الأزمة أكثر.
وذكرت الصحيفة أن زيلينسكي عبّر في العديد من المناسبات عن استعداده للقاء بوتين طالبًا من رؤساء الدول المهتمة المساعدة في تنظيم المفاوضات. ردًّا على ذلك؛ اقترح أردوغان عقد اجتماع في تركيا.
وفي 28 أيار/ مايو، دعا كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولز؛ بوتين إلى عقد محادثات مباشرة مع زيلينسكي وسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
تركيا لا تدعم العقوبات
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو نفى وجود نية لدى أنقرة في الانضمام إلى العقوبات ضد موسكو، قائلًا: "أثرت العقوبات المفروضة ضد روسيا على تركيا. لذلك ينبغي تفهم موقفنا وسعينا إلى لعب دور الوسيط".
وبحسب وزير الخارجية التركي؛ تؤيد تركيا استئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما أن استخدام القوة لا يحقق النصر دائمًا.
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: تركيا ستدفع ثمنا باهظا لموقفها الحيادي من أوكرانيا
وتابع تشاووش أوغلو: "الحرب كلفت أوكرانيا ثمنًا باهظًا، لعل ذلك ما دفع تركيا إلى بذل جهد لاستئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك على مستوى رؤساء الدول". ومع ذلك؛ صرح تشاووش أوغلو أن أنقرة ستضطر للانضمام إلى العقوبات المناهضة لروسيا في حال موافقة الأمم المتحدة عليها، وبشكل عام، كما تقول الصحيفة، يفسر امتناع السلطات التركية عن اتخاذ مثل هذه الإجراءات باقتناعها بأن فرض العقوبات لن يحل المشكل ولن يأتي بالنتائج المرجوة.
اللقاء مع لافروف
وترى الصحيفة أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا تعكس الجهد الذي تبذله أنقرة مقابل استئناف المفاوضات، وفي هذا الشأن قال وزير الخارجية التركي: "من المقرر وصول لافروف إلى تركيا في الثامن من حزيران/ يونيو من أجل النظر في مسألة فتح ممر أمني في البحر الأسود، ومرور السفن المحملة بالحبوب"؛ وبحسب ما كشفت عنه الخارجية التركية، سوف يرافق لافروف وفد عسكري مكلَّف بإجراء مباحثات مع الجانب التركي.
وفي الختام نوهت الصحيفة إلى أن موقف تركيا فيما يتعلق بإمكانية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، يعتمد على مدى قدرة هذه البلدان على تنفيذ مطالب تركيا.
MEE: كيف غيّرت حرب أوكرانيا علاقة تركيا مع روسيا؟
نيويوركر: مسيرات "بيرقدار" أصبحت أداة للدبلوماسية التركية
بايدن يشيد بصواريخ "جافلين".. "أنهكت جيش بوتين" بأوكرانيا