قال الخبير اليمني في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، علي الذهب، إن الحديث عن دور القوات الأمريكية في اليمن ليس بجديد، بل هو امتداد لحقب سابقة.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أقر في الأيام الثلاثة الماضية وجود قوات عسكرية على الأرض اليمنية للقيام بعمليات ضد تنظيمي القاعدة والدولة.
وفي رسالة وجهها إلى الكونغرس، أكد بايدن أن هذا الإقرار يتفق مع قرار سلطات الحرب لإبقاء الكونغرس على علم بعمليات نشر القوات المسلحة الأمريكية المجهزة للقتال.
وبحسب الخبير اليمني، فإن دور القوات الأمريكية في اليمن لم يعد الحديث عنه جديدا، بل يأتي امتدادا لحقب سابقة في عهدي الرئيسين السابقين، علي عبدالله صالح، وعبدربه منصور هادي.
وقال الذهب في تصريح خاص لـ"عربي21": "إن هناك قوات عسكرية أمريكية متواجدة في مناطق نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها، شرق وجنوب البلاد، لكن الوجود الأكبر يتركز في محافظة المهرة (أقصى شرق البلاد) ضمن قوات مشتركة من بريطانيا والسعودية".
وأشار الذهب إلى أن الوجود الأمريكي العسكري يستند على اتفاقيات مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، منذ عهد صالح، والتي على ضوئها، أنشئ جهاز الأمن القومي، والقوات الخاصة التي كان يقودها نجله الأكبر، أحمد صالح، حينها.
وأضاف أن الولايات المتحدة زودت هذه الأجهزة أو القوات بأسلحة نوعية، حظرت استخدامها في مواجهة الإرهاب، ولذلك، احتجت واشنطن بشأن استخدام جزء منها في مواجهة الحوثيين في السنوات الماضية، قبيل سيطرتهم على السلطة في صنعاء.
وأكد أن التعاون الحالي بين الحكومة اليمنية وواشنطن، هو امتداد لما سبق، ولعل الجميع يدرك كم كانت طائرات "الدرونز" الأمريكية تحلق في أجواء اليمن، ومنها أجواء العاصمة صنعاء.
ولم يستبعد الخبير الاستراتيجي اليمني أن يكون هذا التعاون جزء من مشروع الولايات المتحدة في الهيمنة بذريعة مكافحة الارهاب، لافتا إلى أن هناك ضباط ارتباط يمنيين في المنامة وجيبوتي، وكذلك في الأراضي الأمريكية أيضا.
وحول أوجه التعاون بين البلدين، أوضح الخبير اليمني في الشؤون العسكرية أن هناك تعاونا عملياتيا على الأرض، وأخر فيما يخص مواجهة الإرهاب، وكذلك، تعاون استخباراتي وتدريبي للقوات المعنية بهذا الملف.
وقال إنه يغيب أي تعاون بين الولايات المتحدة والحكومة اليمنية في مجالات القتال لقوات الجيش، مستدركا القول: إلا أنه قد يكون هناك إدراج لعناصر من قوات الجيش اليمني في هذا الجانب.
ومضى قائلا: "في الوقت الراهن هناك اتجاه أخر، لتعزيز الدور اليمني في مواجهة الإرهاب من خلال تقوية أداء ودور القوات والشرطة العاملة في البحر الإقليمي اليمني وهي قوات خفر السواحل، مبينا أن هذا الأمر بات مدركا من خلال نشاط البحرية الأمريكية في البحر الأحمر في الأشهر الأخيرة.
وحول توقيت ودلالات تصريح بايدن بشأن وجود بلاده العسكري باليمن، أرجع الخبير اليمني العسكري إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تواجه تحديات داخلية في سياق سوء العلاقة بين واشنطن والرياض.
وتابع: "لكن هناك تحولا، وأراد الرئيس الأمريكي أن يخلق مبررا لهذا التحول، كونه وعد ناخبيه بإيقاف الدعم لحرب السعودية في اليمن، والدعوة لعملية سلام".
ووفق الخبير الذهب، فإن التحول جار، ولذلك، يمكننا فهم سياق تصريحاته، كي يكون هذا التحول أكثر إيجابية نحو السعودية، نتيجة لما يواجه من ضغوط داخلية وكذا، الأزمة الأوكرانية الروسية.
في 20 يناير/ كانون الثاني 2021، تولت إدارة بايدن زمام السلطة مؤكدة، عزمها على إنهاء الحرب في اليمن.
وخلال حملته الانتخابية، وعد بايدن بحظر "بيع مزيد من الأسلحة" للسعودية، موضحا أن الغارات الجوية السعودية في اليمن "تقتل الأطفال والأبرياء".
ووصف بايدن السعودية بالدولة "المنبوذة" قائلًا إن هناك ضرورة لمحاسبتها على ممارستها في اليمن.
مقتل وإصابة 6 جنود يمنيين بنيران الحوثي رغم الهدنة
مقترح يمني لإقناع "الحوثي" بفتح طرقات تعز.. والجماعة ترفض
مصدر عسكري يمني: الحوثي تجر مفاوضات الأردن بعيدا عن هدفها