يسود الترقب بشأن عملية عسكرية تركية محتملة في شمال غرب سوريا، وسط اعتراض أمريكي وروسي، واستعدادات متواصلة من الجيش التركي بشأنها.
وتوالت التصريحات التركية بشأن العملية العسكرية المحتملة، فيما يؤكد مراقبون أن الاستعدادات العسكرية اكتملت بانتظار الضوء الأخضر من أنقرة.
وبشأن توفر الظروف للبدء بالعملية العسكرية في شمال سوريا، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في مقابلة مع صحيفة "يني شفق"، إن "العملية حسابية ولوجستية، ويتم إجراء كافة الحسابات، وعندما يحين الزمان والمكان المناسبين سيتم التحرك، هدفنا القضاء على الإرهابيين، سوف يستمر كفاحنا حتى القضاء على آخر إرهابي".
صحيفة "صباح" ذكرت في تقرير أن القوات التركية و"الجيش الوطني السوري" اتخذا الوضعية القتالية للبدء بالعملية المحتملة في تل رفعت ومنبج.
وأضافت أن القوات التركية و"الجيش الوطني السوري" انتشرا على طول الخط الشمالي لمنطقتي تل رفعت ومنبج، وقاما بـ"توجيه المدافع باتجاه مواقع الارهابيين" على حد وصف الصحيفة.
اقرأ أيضا: خطط تركية لتل رفعت ومنبج.. روسيا عارضت عملية بعين عيسى
وذكرت أنه ما بين الوقت والآخر تحدث اشتباكات متقطعة بين عناصر "الجيش الوطني السوري" ووحدات حماية الشعب الكردية في تلك المناطق، مشيرة إلى أن "قسد" التي تتحصن بقرية البوغاز غربي منبج قامت بحفر الخنادق.
ونقلت عن مصادر محلية، أن ما يقارب الثلاثة آلاف مسلح من "قسد" يتواجدون في تل رفعت، فيما تشير التقديرات إلى وجود نحو خمسة آلاف مسلح في منبج.
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في تقرير على صحيفة "حرييت" ذكر أن أنقرة تتوقع عدم إعاقة موسكو للعملية المحتملة في شمال غرب سوريا رغم التصريحات الروسية.
وأضاف أن سوريا ليست أولوية أولى بالنسبة لروسيا بسبب الحرب الأوكرانية، كما أن الموقف التركي المحايد تجاه ما يجري في أوكرانيا وضع أنقرة في مكانة خاصة لدى موسكو التي تعتبر تركيا الدولة الرائدة التي لا ينبغي خسرانها.
وأشار الكاتب التركي إلى استقبال أنقرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي لم يتمكن من السفر إلى صربيا بسبب إغلاق المجال الجوي، وأصبحت تركيا البوابة الوحيدة لروسيا في ظل العقوبات الغربية.
ونوه إلى أن إحدى الفرص التي توفرها الظروف لتركيا هي تزامن العملية مع الحديث عن "توسيع الناتو"، وبسبب التحفظات التي وضعتها بشأن انضمام فنلندا والسويد للحلف، يرى الناتو أن أنقرة دولة يجب كسبها، ولذلك فإن من غير المتوقع وجود اعتراض كبير من الغرب على العملية المحتملة في سوريا.
اقرأ أيضا: خبراء: عملية تركيا في سوريا تسير على خط سياسي وآخر عسكري
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اجتماع، تصميم بلاده على تنفيذ العملية العسكرية في شمال سوريا، قائلا: "سنقوم بإزالة العناصر الإرهابية من هناك، وبدأت الهجمات تتزايد مؤخرا ولن نسمح للعناصر الإرهابية بإزعاجنا"، وذكر الكاتب التركي أن تصريحات أردوغان تشير إلى أنه حتى وإن كانت الظروف ليست لصالح تركيا فإن العملية ستنفذ.
وحول توقيت العملية العسكرية المحتملة في شمال سوريا، أشار الكاتب التركي إلى أن تاريخ انتهاء عملية "مخلب القفل" شمال العراق مهم بالنسبة للعملية في سوريا.
وفي 18 نيسان/ أبريل الماضي، أطلقت تركيا عملية "المخلب-القفل" ضد معاقل منظمة العمال الكردستاني في مناطق متينا والزاب وأفشين-باسيان شمال العراق.
وكشف سيلفي، أن التعزيزات العسكرية المخطط لها لعملية في تل رفعت ومنبج لم تتحقق بالكامل، ومن المتوقع القيام بزيادة التعزيزات العسكرية اعتبارا من الأسبوع المقبل.
ونقل الكاتب التركي عن مصادر، أن عملية محتملة ستبدأ بشكل متزامن في منبج وتل رفعت، ولكن وقبل كل شيء يجب الانتظار لاستكمال عملية "المخلب-القفل" في شمال العراق.
وأشار إلى أن العملية العسكرية التركية في سوريا قد تبدأ بعد عيد الأضحى مباشرة.
روسيا تأمل أن تحجم تركيا عن شن هجوم في شمال سوريا
أين ستتركز العملية العسكرية التركية في الشمال السوري؟
نظام الأسد يرفض إنشاء تركيا "منطقة آمنة" شمال سوريا