بعد
أكثر من أسبوعين من تصريحات إثيوبية أكدت مضي أديس أبابا بالملء الثالث لسد
النهضة، تناول رئيس الانقلاب في مصر ذلك، الاثنين، في معرض رده على سؤال أثناء
افتتاحه بعض المشاريع.
والجمعة،
27 أيار/ مايو أعلنت إثيوبيا أن عملية الملء الثالث لسد "النهضة" ستكون في
آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمر المقبلين، مؤكدة أنه
"يستحيل وقف الملء فنيا"، مقرة، لأول مرة، بأن ذلك يمكن أن يسبب الضرر
لكل من مصر والسودان.
وقال السيسي إنه "لن يقترب أحد" من مياه
مصر.
وأضاف
في تصريحات عامة، دون تحديد موقف واضح: "أنا عملت كلّ ما يمكن عمله، صبرت وأعطيت
الفرصة (للإثيوبيين).. وفي الوقت ذاته ننفذ مشروعات للاستفادة القصوى من المياه وإعادة
تدويرها مرة واثنتين وثلاثة".
الموقف
الإثيوبي الحازم تجاه ملء السد عبر عنه مدير مشروع السد، كيفلي هورو، في تصريحات لقناة
"العربية" السعودية، والتي أشار فيها إلى أن إثيوبيا "لن تسمح بوقف
تشييد هذا المشروع، ولن تفعل ذلك ولن تسمح بتعطيله".
وكشف هورو في تصريحاته "احتمال تضرر مصر
والسودان من عملية الملء".
اقرأ أيضا: برلماني إثيوبي يتحدث لـ"عربي21" عن سد النهضة والملء الثالث
وكانت
الخارجية السودانية أدانت تصريحات المسؤول الإثيوبي بعد يوم واحد من إطلاقها، وقالت
إنها "تابعت بقلق التصريحات غير المسؤولة لمدير سد النهضة في إثيوبيا".
وأضافت
أن المسؤول الإثيوبي، "تجاهل موقف السودان الثابت من عملية ملء وتشغيل السد إلّا
بعد التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يحقق مصالح شعوب الدول الثلاث إثيوبيا والسودان
ومصر".
وتابعت:
"لعل من المدهش عدم اكتراث المسؤول الإثيوبي للأضرار المحتملة على الجانب السوداني
رغم اعترافه باحتمال تأثر كل من السودان ومصر بعملية الملء الثالث، ما يشير إلى أن
إثيوبيا تريد المضي قدما في مواقفها الأحادية السابقة".
وكان
عضو مجلس النواب الفيدرالي الإثيوبي محمد العروسي، قد قال في حوار مع "عربي21"
إن "مراحل الملء الثالث لسد النهضة تتم بشكل آلي، بمعنى أن كميات التخزين تزيد
بزيادة هطول الأمطار، وتقل بقلتها".
وفيما أبدى أنصار السيسي ارتياحهم لتلك التصريحات، معتبرين أنها تمثل تحذيرا قويا لإثيوبيا، وجه العديد من الناشطين انتقادات لاذعة لتصريحات السيسي، معتبرين أنها ليست جديدة، وأنها لم تفعل شيئا إزاء السد الذي يكتمل بناؤه وملؤه يوما بعد يوم.
وبدأت
إثيوبيا رسميا بإنتاج الكهرباء من سد النهضة في شباط/ فبراير الماضي، بعد أن نفذت الملء
الأول والثاني خلال العامين الماضيين.
والمفاوضات
الثلاثية مجمدة منذ نحو عام، حيث تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي
حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن
إثيوبيا ترفض ذلك وتؤكد أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.
وقامت
إثيوبيا بالملء الثاني في تموز/ يوليو 2021، بعد عام من آخر مماثل، وسط رفض مصري سوداني
باعتبار ذلك "إجراءات أحادية".
اقرأ أيضا: السودان يدين تصريحات إثيوبية عن الملء الثالث لـ"سد النهضة"
هل أعلن السيسي هزيمة مصر أمام إثيوبيا بمعركة سد النهضة؟
علاء الأسواني يلتقي بإذاعة جيش الاحتلال ويتحدث عن "الثورة"
داعية مصري يثير انتقادات بعد حديثه عن ذكر "النت" بالقرآن