مع الإعلان الوشيك عن
جولة انتخابية مبكرة خامسة خلال ثلاثة أعوام، يتداول الإسرائيليون تخوفات بدأت
تنتشر بصورة متزايدة بينهم حول طبيعة الحملة الانتخابية التي ستشهدها دولة
الاحتلال، وسط تنامي حالة التحريض والاستقطاب وتوزيع الاتهامات، إلى الدرجة التي
قد يصل الأمر فيها إلى حد الاغتيال السياسي، كما حصل مع إسحاق رابين في 1995، خاصة أن حجم التوتر الداخلي بين الإسرائيليين بلغ ذروته في الآونة الأخيرة.
مع العلم أن حملة
التحريض التي انتهت باغتيال رابين، قادها في حينه بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة
الحالي الذي يتطلع للعودة إلى منصب رئيس الوزراء، وبأي ثمن، حتى من خلال ما يشنه
اليوم من حملة تحريض عنيفة ضد الحكومة التي سيقودها يائير لابيد بعد أيام عقب إعلان رئيسها نفتالي بينيت عن تنحيه من ترؤسها.
إيتاي لاندسبيرغ نيفو
ذكر في مقاله بموقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "التاريخ يعيد
نفسه أمام الإسرائيليين اليوم، وكأن متظاهري اليمين والمستوطنين الذين أحرقوا صور
رابين في ميدان صهيون، ووصفوه بالخائن، ونشروا صوره مع ياسر عرفات، والكوفية على
رأسه، والدماء ملطخة بيديه، ما زالوا بين ظهرانينا اليوم، بالتزامن مع صدور فتاوى
من الحاخامات، حتى وصلنا أخيرا إلى أن يحمل يغئال أمير وشقيقه السلاح، ويطلقا
النار على رابين، ويقتلاه على الفور".
وأضاف أن
"نتنياهو اليوم يقود حملة تحريض مماثلة، صحيح أنها لم تنته بقتل بينيت، حتى
الآن، لكن مدخل منزله يشهد تظاهرت تقودها العصابات البلطجية العنيفة، وكسر بواباته،
وهم يتهمونه بأوصاف محرجة ومهينة حول روح الشعب وقيم اليهودية، ومطلبهم الوحيد هو
الإطاحة بالحكومة، والاستيلاء على السلطة أمام أعين الإسرائيليين، كل ذلك تحت
قيادة نتنياهو، المحرض الرئيسي الذي استمر في تسمية أعضاء الكنيست العرب بأنصار
الإرهاب، وكل عمل للحكومة يصفه بالسيئ والخطير وغيرها من الأسماء المستعارة
المهينة، التي قد تنتهي بالقتل".
من خلال إجراء مقارنة بين
ما شهده عام 1995 من اغتيال رابين، وتولي نتنياهو السلطة، وما يحصل اليوم في 2022،
من إسقاط بينيت، ورغبة نتنياهو ذاته بالعودة للسلطة أيضا، من خلال جرّ إسرائيل إلى
الانتخابات، فلعلنا لا نجد فرقا حقيقيا، الطريقة واحدة، والأيدي واحدة، والعقول
التي تقف وراء الحملة العنصرية واحدة، والنتيجة أن الحلبة السياسية الإسرائيلية
تتداعى بسبب البلطجة والتهديدات بالعنف، وغسيل الأدمغة الذي يجريه نتنياهو وفريقه
للجمهور الإسرائيلي بواسطة ذات آلة التحريض التي استخدمت عشية اغتيال رابين.
ولم يعد سراً أن
انطلاق العملية الانتخابية بعد أسابيع سيرافقه دعاية حزبية حادة، ولعل اليمين
الإسرائيلي لن يسمح هذه المرة بأن يفقد السلطة كما حصل في 2021، وبأي ثمن، حتى لو
كان ذلك لتنفيذ اغتيال سياسي يعيق تحقيق هذا الهدف، ولعل إرسال تهديدات بالقتل
لعائلة بينيت مؤخرا شكل نموذجا على تردي الحالة السياسية التي تشهدها دولة
الاحتلال، وسيزداد ترديها وتدهورها كلما اقتربنا من الاستحقاق الانتخابي في أكتوبر
القادم.
تشاؤم إسرائيلي من جدوى لقاء بايدن مع ابن سلمان تجاه "التطبيع"
بينيت يسعى لإنقاذ ائتلاف حكومة الاحتلال الهش من السقوط
رئيس سابق للموساد: إسرائيل دولة بلا استراتيجية