احتشد، الأربعاء، متظاهرون عراقيون أمام المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد؛ رفضا لترشيح النائب محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية.
وأفاد مراسل "عربي21"، بأن المتظاهرين اقتحموا مبنى مجلس النواب بالمنطقة الخضراء ببغداد. فيما اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن ما يحدث رسالة عفوية إصلاحية شعبية. وقال الصدر لأنصاره المتظاهرين: "القوم يتآمرون عليكم وإذا أردتم الانسحاب فسأحترم القرار".
وبعد تغريدة نشرها الصدر لاحقا عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال فيها مخاطبا أنصاره:"عودوا إلى منازلكم سالمين"، بدأ المحتجون الانسحاب من المنطقة الخضراء.
وقال الصدر واصفا احتجاجات الأربعاء بأنها "ثورة إصلاح ورفض للضيم والفساد" ورسالة "أرعبت الفاسدين".
وخلال التظاهرات، كان رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، قد دعا المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من مبنى البرلمان. فرد المتظاهرون بأنهم باقون داخل مبنى البرلمان.
ومن جانبه، اعتبر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أن دخول المتظاهرين للبرلمان العراقي انتهاك سافر لحق التظاهر المشروع، داعيا المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بحق التظاهر.
وأضاف المالكي: " على الحكومة النهوض بمسؤولياتها في حماية الوضع الأمني وتفادي إراقة الدم".
والاثنين، أعلن "الإطار التنسيقي" الشيعي بعد اجتماع قيادته عن اختيار محمد شياع السوداني مرشحا رسميا لرئاسة الوزراء، مشيرا إلى أن ذلك "جرى في أجواء إيجابية اتفق خلالها قادة الإطار التنسيقي وبالإجماع على ترشيحه"، بحسب ما جاء في نص البيان.
اقرأ أيضا: مرشح جديد لرئاسة الحكومة العراقية.. من هو محمد السوداني؟
وقال زعيم مليشيا "العصائب" المنضوية ضمن الإطار التنسيقي، قيس الخزعلي، الاثنين، إنه لا بديل لـ"الإطار" عن السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، حتى لو رفضته بقية القوى السياسية في البرلمان العراقي، نافيا أن تكون إيران قد تدخلت في خيارات "الإطار".
ومن جانبه، رحب تحالف "العزم" (السني) بزعامة مثنى السامرائي و"الاتحاد الوطني الكردستاني" بقيادة بافل الطالباني، بتسمية محمد شياع السوداني مرشحا لمنصب رئيس الوزراء.
وقال تحالف "العزم" في بيان، الاثنين، إنه يعرب عن "دعمه وتأييده لترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء"، مشيرا إلى أنه "يجد في شخصية السوداني المتزنة والوطنية والنزيهة الخيار الأمثل لهذه المرحلة الصعبة والحساسة من تاريخ الوطن".
وفي السياق ذاته، قال "الاتحاد الوطني" إن "ترشيح التنسيقي للسوداني قرار مهم لتفعيل العملية السياسية في البلد"، مؤكدا ضرورة "تعزيز التنسيق والاستمرار بالعلاقات الوطنية، من أجل إنجاح عملية الإصلاح، وتشكيل حكومة وطنية خدمية".
وأعرب الحزب الكردي خلال بيان، الاثنين، عن أمله في أن "يساهم ترشيح السوداني لمنصب رئيس الوزراء في تسريع استكمال الإجراءات الدستورية والقانونية لتشكيل الحكومة الجديدة".
اقرأ أيضا: "رجل المالكي".. ما إمكانية تمرير السوداني بالبرلمان العراقي؟
ولم يصدر موقف صريح من التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدري عقب إعلان ترشيح السوداني، لكن حساب "صالح محمد العراقي"، المعروف بوزير الصدر، نشر تغريدة استخدم فيها صورة رمزية لشخص يصافح ظله، وتهكم عليها، قائلا: "سوداني يصافح ظله"، في إشارة إلى علاقته برئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
وعلى صعيد حلفاء الصدر، وتحديدا تحالف السيادة (السني) بقيادة خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، فإنه لم يصدر منهم أي موقف رسمي -حتى وقت كتابة التقرير- بخصوص ترشيح السوداني لرئاسة الحكومة.
ولم تتمكن القوى السياسية من تشكيل الحكومة، وذلك بعد مضي 9 أشهر على الانتخابات البرلمانية التي جرت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وأظهرت فوز التيار الصدري بـ"73 نائبا" قبل أن يستقيلوا الشهر الماضي بأمر من الصدر، لعدم تمكنه من تشكيل حكومة أغلبية سياسية.
"رجل المالكي".. ما إمكانية تمرير السوداني بالبرلمان العراقي؟
مرشح جديد لرئاسة الحكومة العراقية.. من هو محمد السوداني؟
قبيل قمة جدة.. الكاظمي: العراق ليس ضمن أي محور بالمنطقة