أثارت
تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، حول ضرورة مصالحة المعارضة
السورية مع النظام بطريقة ما، الكثير من التساؤلات حول مستقبل اللاجئين السوريين
في تركيا، لكن السؤال الأبرز تعلق بمستقبل المنطقة الآمنة التي تعمل تركيا على
إنشائها شمال سوريا.
وتعتمد
تركيا في إنشاء المنطقة الآمنة في سوريا على شن عمليات عسكرية بمشاركة الجيش الوطني السوري، لإبعاد وحدات حماية الشعب
الكردية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" من الحدود التركية السورية
لمسافة 30 كم.
ويعتبر
"الجيش الوطني السوري" المدعوم بشكل رئيس من الجيش التركي، قوة تركيا في
المعارك البرية، خاصة أن الفصائل السورية هي من تتولى السيطرة على المناطق في شمال
سوريا بعد العمليات التركية.
ويضم
الجيش الوطني مجموعة من فصائل المعارضة السورية المسلحة، وتشكل الجيش قبل العملية
العسكرية الأولى لتركيا في سوريا، التي أطلقت عليها تركيا تسمية "درع الفرات" في آب/أغسطس 2016.
مستقبل
الجيش الوطني
وأكد
المحلل العسكري والاستراتيجي أحمد رحال، في حديث لـ"عربي21"، أن
المعطيات تشير إلى إمكانية تصالح تركيا مع النظام السوري، وهو ما ظهر بتصريحات
المسؤولين الأتراك.
ورأى
أنه من حق تركيا اتباع المسار الذي يلبي مصالحها ويحفظ أمنها القومي، وهذا حق
سيادي تركي لا يمكن للسوريين أو غيرهم التدخل به.. لكن ليس من حق تركيا أن تفرض على
السوريين الوصاية وتأخذهم إلى مواقع تضر بالثورة السورية.
وأضاف:
"كلمة مصالحة تهين 13 مليون سوري بين مهجر ولاجئ ونازح".
وشدد
على أنه لا يمكن التنبؤ بمستقبل الجيش الوطني السوري في حال تصالح تركيا مع النظام،
وهو ما أيده المحلل العسكري، عبد الله الأسعد، الذي أكد أنه لا توجد خيارات أمام
الجيش الوطني سوى خيار واحد وهو الوقوف مع الشعب المهجر في المخيمات، واللجوء إلى
المقاومة وعدم الانصياع لقوات النظام.
اقرأ أيضا: هل حسمت "سوتشي" أمر العملية التركية بشمال سوريا؟
ويعتمد
الجيش الوطني بشكل كامل على تركيا فقط، والجيش التركي هو من يمول فصائل الجيش
الوطني بالغذاء والسلاح، كما أنه يشرف على تدريبات العناصر.
وأشار
رحال إلى أن "بعض فصائل الجيش الوطني لا تزال تملك بعض الاستقلالية، إضافة
إلى بعض القادة المحافظين على الخط الوطني، وهؤلاء يمكن أن يتخذوا موقفا مغايرا..
لكن عددهم قليل جدا".
وأكد
أن السوريين بحاجة إلى قيادة سياسية جديدة تنسج شبكة علاقات وتقاطع مصالح مع جميع
الدول وأولهم تركيا، إضافة إلى التخلص من حالة التبعية لأي دولة.
ويخشى
ناشطون سوريون من تكرار تجربة الجنوب السوري في حال مصالحة تركيا مع النظام
السوري، وتطبيق اتفاقيات التسوية في الشمال السوري، لكن الأسعد أكد أن عناصر الجيش
الوطني يرفضون اتفاقيات التسوية، أو الاندماج مع قوات النظام لأنها أصبحت مليئة
بالمليشيات الشيعية والإيرانية وغير ذلك.
وأوضح
أن عملية دمج بعض عناصر الجيش الحر في درعا ضمن صفوف قوات النظام انتهت بتصفية
العناصر وتنفيذ عمليات اغتيال.
التصالح احتمال مستبعد
واستبعد
أن يتم التصالح بشكل واسع بين تركيا والنظام السوري، مشيرا إلى أن الأردن حاول إعادة
العلاقات مع النظام لكن المحاولة لم تنجح لأن النظام السوري فاشل وتحكمه المليشيات
والفساد.
وشارك
"الجيش الوطني السوري" في 4 عمليات تركية نفذت في سوريا بدأت في عملية
"درع الفرات" بتاريخ 24 آب/ أغسطس 2016، وتمكن خلالها الجيش التركي من
الدخول إلى جرابلس والباب ودابق، بعد معارك مع تنظيم الدولة.
وفي
20 كانون الثاني/ يناير 2018، بدأ الجيش التركي عملية "غصن الزيتون"،
التي استهدفت وحدات حماية الشعب التركية وحزب العمال الكردستاني، وتم خلالها
السيطرة على عدد من المناطق السكنية أبرزها مدينة عفرين بريف حلب.
وبتاريخ
9 تشرين أول/ أكتوبر 2019، استهدفت القوات التركية وحدات حماية الشعب وحزب العمال
الكردستاني في منطقتي تل أبيض ورأس العين شرق الفرات، وتوقفت العملية بعد توقيع
تركيا اتفاقية أنقرة مع الولايات المتحدة الأمريكية واتفاقية سوتشي مع روسيا.
ونفذت
القوات التركية في 27 شباط/ فبراير 2020، عملية استهدفت قوات النظام السوري، على
خلفية مقتل أكثر من 30 عسكريا تركيا بقصف لقوات النظام في إدلب شمال سوريا.
ناشطون يذكرون بجرائم "الجيش السوري" في ذكرى تأسيسه
مقتل طفلين بحلب بهجوم للنظام السوري.. ووداع مؤثر (شاهد)
النظام يطالب السوريين المجنسين في تركيا بمراجعة المخابرات