كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مصدر في دمشق، أن المسؤولين السوريين طلبوا من إيران ووكلائها عدم شن هجمات ضد إسرائيل من أراضيها.
وأضافت مصادر الصحيفة، أن هذا الأمر دفع المليشيات التي تقودها إيران في سوريا، إلى الرد على الضربات الإسرائيلية بضرب القواعد الأمريكية بدلا من ذلك.
وأفادت بأن الطلب السوري جاء خلال اجتماع افتراضي جمع كلا من إيران والأحزاب المدعومة منها في سوريا والعراق وحزب الله في لبنان واليمن وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي.
وكشفت الصحيفة أن الاجتماع حدث قبل حوالي عام، حيث التقت الأطراف المذكورة بشكل افتراضي على الإنترنت، لمناقشة كيفية الرد على الهجمات الإسرائيلية المتزايدة داخل سوريا، وفق "لغيس قريشي"، المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية، والمطلع على استراتيجية الحرس الثوري في المنطقة.
اقرأ أيضا: إعلام عبري: واشنطن تعد خيارا عسكريا ضد طهران
وقرر المشاركون في الاجتماع أنه مقابل كل ضربة إسرائيلية على هدف إيراني في سوريا، ستكون هناك ضربة انتقامية ضد قاعدة أمريكية هناك، وخاصة "التنف".
وذكر المصدر في دمشق للصحيفة، أن السوريين لا يريدون شن هجوم على إسرائيل من أراضيهم؛ لأن ذلك من شأنه أن يخاطر بحرب شاملة في الدولة المضطربة بالفعل.
وهاجمت المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني قاعدة عسكرية أمريكية في جنوب سوريا، بطائرات مسيرة، مؤخرا، وفي اليوم ذاته تعرضت قاعدة أخرى يستخدمها التحالف بقيادة الولايات المتحدة بالقرب من الحدود الشرقية لسوريا مع العراق لإطلاق صواريخ.
ورأى المسؤولون الأمريكيون أن الضربات المتتالية في 15 آب/ أغسطس أكثر تعقيدا من الهجمات السابقة، وهم يخشون من أن المزيد قادم.
وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الأمريكيين أوضحوا لإيران، من خلال القنوات الخاصة، وكذلك علنا، أنهم لا يحاولون تصعيد الأعمال العدائية، ولكنهم سعوا فقط لحماية المصالح الأمريكية.
وأكد مسؤولون أمريكيون كبار، أن هجمات 15 آب/ أغسطس على القاعدتين الأمريكيتين في سوريا، ربما كانت محاولة إيرانية للانتقام من هجوم إسرائيلي سابق، باستهداف حلفاء إسرائيل للولايات المتحدة.
لكن إيران نفت أي صلة لها بالجماعات المستهدفة في سوريا.
وجاء هجوم الطائرات المسيرة على القاعدة الأمريكية في التنف قرب الحدود في جنوب سوريا، بعد يوم من قصف إسرائيل لأهداف عسكرية في محافظتي دمشق وطرطوس السوريتين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود سوريين.
واستهدفت تلك الضربات قاعدة دفاع جوي للجيش السوري، حيث تتمركز في الغالب مقاتلات مدعومة من إيران.
اقرأ أيضا: حكومة الاحتلال تشرح توجهها الجديد تجاه إيران ووكلائها
وقال بعض المحللين الإيرانيين إنهم ينظرون إلى الهجمات الأمريكية على أنها محاولة من إدارة بايدن لإرضاء منتقدي الاتفاق النووي، وإثبات أنها ستحتفظ بموقف متشدد ضد إيران حتى لو تم التوصل إلى اتفاق نووي.
تسارعت بالفعل وتيرة هجمات الطائرات دون طيار والصواريخ على القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا مؤخرًا.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، أطلقت القوات الموالية لإيران خمس طائرات مسيرة مفخخة على قاعدة التنف.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، في ذلك الوقت، إن هجوم الطائرات دون طيار هو المرة الأولى التي توجه فيها إيران ضربة ضد الولايات المتحدة ردا على هجوم من جانب إسرائيل.
ولم تعلن إيران مسؤوليتها عن الضربة، لكن قناة على "تلغرام" يديرها أعضاء تابعون للحرس الثوري، قالت إنها جاءت ردا على سماح الولايات المتحدة بشن هجمات إسرائيلية على القوات المتحالفة مع إيران في شرق سوريا.
وقال المسؤولون الأمريكيون، إن هناك عددا صغيرا نسبيا من قادة الحرس الثوري المتبقين في سوريا، ويديرون المليشيات المتحالفة المكونة من مقاتلين سوريين أو عراقيين أو أفغان.
WSJ: إيران متخوفة من اقتتال شيعي بالعراق.. ونفوذها تراجع
AXIOS: إسرائيل غير راضية عن تطمينات أمريكا بشأن اتفاق النووي
انتقاد إسرائيلي لموقف لابيد من اتفاق النووي.. مزاعمه غريبة