يستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الدوحة، اليوم الثلاثاء، رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة رسمية تستغرق يومين، يرافقه وفد وزاري رفيع المستوى، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وفي وقت سابق، أكدت مصادر متطابقة لـ"عربي21" أن السيسي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى دولة قطر، هي الأولى له منذ توليه السلطة عام 2014، عقب انقلاب عسكري قاده في 3 تموز/ يوليو 2013، ضد أول رئيس مدني منتخب في مصر، الرئيس الراحل محمد مرسي.
وفي 25 أيار/ مايو 2021 تلقى السيسي دعوة من أمير قطر لزيارة الدوحة، سلمه إياها وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال استقباله له في قصر الاتحادية بالقاهرة.
وكشفت مواقع محلية نقلا عن مصادرها أن الزيارة سوف تشهد مباحثات رفيعة المستوى بين السيسي وتميم، خاصةً في ما يتعلق بالأوضاع السياسية الإقليمية وتطورات الأوضاع في الإقليم وعالميًا، فضلًا عن توقيع اتفاقيات اقتصادية بين البلدين.
وأنهت قمة العلا التي عقدت مطلع عام 2021، في المملكة السعودية خلافا واسعا اندلع صيف 2017 بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب وبين قطر من جانب آخر.
اقرأ أيضا: السيسي يزور قطر الثلاثاء برفقة وفد وزاري رفيع المستوى
السيسي والبحث عن مخرج
وبشأن رؤيته لتلك الزيارة التي سبقتها زيارات متبادلة بين البلدين، قال السياسي المصري، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري السابق محمد عماد صابر، إنها "تأتي في إطار صراع المحاور؛ قطر مستمرة في استمالة السيسي لمحور السعودية وتضييق الخناق على النفوذ الإماراتي في مصر".
وأضاف لـ"عربي 21": "السيسي يعاني من عجز مالي معروف ويحتاج إلى وسطاء يشفعون له عند المؤسسات المالية، ويعاني من إذلال إماراتي وتعامل بعقلية المحتل من قبل ابن زايد، وظني أنه يناور الإمارات ويضغط عليها بالتقارب مع قطر".
واستبعد صابر، أن هذه زيارة مفاجئة بهدف إبرام مصالحة مع المعارضة الإسلامية، بحسب بعض المحللين، قائلا: "السيسي مأزوم نفسيا واقتصاديا ويدرك أن فرصه في البقاء تقلصت، ويبحث عن استمرارية له في الحكم".
استكمال التطبيع
وفي تقديره، يرى أستاذ العلوم السياسية، خيري عمر، أن الزيارة تأتي في سياق استكمال تطبيع العلاقات بين القاهرة والدوحة، قائلا: "كان هناك اتجاه لدى صانع القرار في مصر ما بعد عام 2019 أن تكون العلاقات المصرية الخليجية على مسافة واحدة ومتساوية، وإذ اعتبرنا أن قمة العلا هي نقطة البداية في تطور العلاقات بين البلدين فإنها مستمرة حتى الآن".
وأضاف لـ"عربي 21": "يمكن رؤية ذلك في اللقاء الذي جمع الطرفين على هامش انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في مقر رئاسة الوزراء بالجمهورية العراقية في آب/ أغسطس 2021، ثم تبادل الزيارات بين وزراء خارجية البلدين، وقيام أمير قطر أخيرا بزيارة رسمية إلى القاهرة في حزيران/ يونيو الماضي.. وبالتالي فإن وصول العلاقات إلى مستوى القيادات لهو مؤشر على أنها ستكون مختلفة وبشكل وثيق".
وبشأن الملفات التي يمكن أن يتم التوافق حولها ومناقشتها في ظل تطور العلاقات على أعلى مستوى، أوضح عمر أن "هناك ملفين مشتركين، الأول يتعلق بالنظرة المشتركة للأمن الإقليمي وهو ملف مشترك مع باقي دول الخليج.. أما الملف الثاني، فهو يتعلق بالملف الاقتصادي وهو الأكثر إلحاحا إذ تفرضه الأوضاع الحالية، ويبدو أن القاهرة تسعى إلى تنويع الاستثمار الخليجي بحيث يصبح هناك توازن وعدم أفضلية، وتم تدعيم هذا التوجه مع الدوحة من خلال السفير المصري بدرجة وزير مفوض، أي إن له صلاحيات توقيع عقود الاتفاقيات بشكل مباشر".
اقرأ أيضا: السيسي: قطر تلعب دورا هاما ضد التحديات التي تواجه الأمة
مساعدات نقدية عاجلة
على المستوى الاقتصادي، أوضح الخبير الاقتصادي، إبراهيم نوار، أنه "سيكون حاضرا بقوة في زيارة السيسي، الأولى لدولة قطر، التي تمتلك فوائض مالية ضخمة تمكنها من مساعدة مصر بشكل سريع".
وقال في تصريحات لـ"عربي21": "مصر في حاجة لمساعدة مالية.. وقطر لديها فائض مالي.. المهم شروط الصفقة.. مصر في حاجة ماسة لموارد بالعملات الأجنبية حالا وليس غدا".
وأكد الخبير الاقتصادي، أن أهم شيء الآن "هو دخول أموال كاش (نقدا) بالدولار إلى خزينة البنك المركزي"، معتبرا أن "إدارة الدين العام هي محور كل السياسة المصرية، وهم الحكومة الأكبر حاليا".
في خضم الأزمة الاقتصادية، تعهدت الدوحة في نهاية آذار/ مارس الماضي بضخ استثمارات قدرها 5 مليارات دولار بمصر في الوقت الذي تعاني فيه من ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.
وعقب محادثات بين رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اتفق الجانبان على التشاور فيما بينهما من خلال لجنة مشتركة جديدة، حسبما جاء حينها في بيان لرئاسة الوزراء.
السيسي يزور قطر الثلاثاء برفقة وفد وزاري رفيع المستوى
خاص.. إخلاء أماكن عسكرية في مصر لإقامة مشاريع سياحية
السادات يطالب السيسي بمناقشة ديون مصر.. "عبء كبير"