نشر موقع "
نوفي فاستوتشني آبازريني"
الروسي تقريرًا، تحدث فيه عن توقيع
روسيا وأذربيجان وإيران على إعلان في باكو يقتضي
بتسريع العمل على تطوير ممر
النقل الدولي بين الشمال والجنوب، لا سيما في مجال
السكك الحديدية عبر الخط الغربي، الأمر الذي يعكس جاهزية هذه البلدان لتكثيف
التعاون في مجال تقييم وتحليل البنية التحتية وفرص النقل لاستخدام الممر على أكمل
وجه.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن الأطراف الثلاثة أعلنت عزمها النظر في المشاريع المقترحة، والتي تضمن نقل 30 مليون طن من البضائع عبر أراضي البلدان الثلاثة بحلول عام 2030.
وينقل الموقع عن نائب رئيس وزراء روسيا، ألكسندر
نوفاك، أن الخط الغربي للطريق سيكون نقطة تلاقي السكك الحديدية، لكنه غير قادر على
زيادة السعة في حال عدم تفعيل سكة حديد "رشت آستارا" في شمال ايران بطول
165 كيلومترًا. ووفقا لنوفاك، فإن بناء خط سكة الحديد يستغرق عدة سنوات، ويتطلب في
البداية تسوية القضايا المتعلقة بحقوق ملكية الأراضي، وكذلك ضمان حماية استثمارات
الأطراف.
ويشير نوفاك إلى أن مسار السكك الحديدية
المستقبلي ينبغي أن يشمل مراكز وخدمات لوجستية لإعادة الشحن في موانئ
"أنزلي" و"بندر عباس" للبضائع القادمة من وإلى دول الخليج
العربي وجنوب آسيا.
من جانبه؛ صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية
الإيرانية، ناصر الكناني، في الثاني عشر من الشهر الجاري، أن طهران وباكو وموسكو اتفقت على المضي قدمًا في
بناء خط سكة حديد رشت أستارا في إطار مشروع ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب؛
حيث يؤدي حل هذه المسألة إلى تسريع تنفيذ مشروع النقل عن طريق السكك الحديدية عبر
المعابر الحدودية "سامور" في روسيا، و"يلاما" في أذربيجان، مع
الوصول إلى شبكة السكك الحديدية الإيرانية عبر حدود أستارا الأذربيجانية وأستارا الإيرانية. ومن أجل تسريع عملية تشغيل الممر، ينبغي إعطاء مهمة بناء خط سكة حديد رشت آستارا الأولوية القصوى.
وفي وقت سابق، صرح ممثل شركة بناء وتطوير البنى
التحتية للشحن والنقل الإيرانية، عباس خطيبي، أن إيران تجري مفاوضات نشطة لتأمين
الموارد اللازمة لتمويل مشروع سكة حديد رشت أستارا، الذي تتعدى تكاليفه حدود الـ20 مليار دولار. مع العلم أن مصادر التمويل تأتي من التمويل المحلي والاستثمار
الأجنبي والمقايضة. ومن أجل تنفيذ المشروع، منحت باكو في وقت سابق طهران قرضا
تناهز قيمته 500 مليون دولار. بعد ذلك، في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير
الماضي، وعلى الحدود بين أذربيجان وإيران، تم وضع الحجر الأساس لتشييد جسر جديد
عبر نهر أسترا تشاي يبلغ طوله 89 مترًا وعرضه 30 مترًا، ومن المقرر إنهاء أشغاله
بحلول نهاية العام الجاري.
ويرجع الموقع تقاعس إيران في إنشاء خط سكة حديد
رشت أستارا ليس فقط إلى نقص الموارد المالية في البلاد الخاضعة للعقوبات، ولكن
أيضًا إلى آمال طهران في استعادة اتصالات السكك الحديدية المعروفة من الحقبة
السوفيتية عبر جلفا، التي تعبر منطقة ميغري في أرمينيا وأذربيجان وصولا إلى روسيا.
ووفقا لاتفاقية موقعة بين روسيا وإيران والهند، تم إنشاء ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب في 12 أيلول/ سبتمبر من عام 2000. وفي السنوات الأخيرة، انضمت عشرة دول أخرى
إلى هذا المشروع، من بينها أذربيجان. وكان من المخطط امتداد الممر بين الشمال
والجنوب بطول 7200 كيلومتر من ميناء نافا شيفا الهندي الواقع في جنوب مومباي إلى
سانت بطرسبرغ مرورا بإيران.
ووفق الموقع، يقوم المشروع على استخدام وسائل
النقل البحري والنهري والسكك الحديدية. وبناء على ذلك سوف تصبح روسيا نقطة عبور
موثوقة في ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب وستربط دول أوروبا والهند عبر بحر
قزوين. وعليه سيخفض مشروع ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب وقت تسليم البضائع
من منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى أوروبا إلى النصف، والعكس صحيح. ومن المرجح ضم
ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت
وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
وذكر أنه بعد انضمام تركمانستان إلى هذا
المشروع في تموز/ يوليو من العام الجاري، وصل عبر أراضيها أول قطار شحن من روسيا
إلى إيران، قاطعا مسافة 1600 كم على طول الخط الشرقي من الممر النقل الدولي بين
الشمال والجنوب متجها نحو ميناء بندر عباس الإيراني، محملًا بـ39 حاوية.
وجنبًا إلى جنب مع الخط الشرقي من ممر النقل
الدولي بين الشمال والجنوب الذي يربط روسيا بالهند عبر بلدان آسيا الوسطى،
كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان، والخط الغربي للممر النقل الدولي بين الشمال
والجنوب عبر أذربيجان، من المتوقع استخدام الخط المركزي بنشاط، الذي يبدأ من ميناء
جواهر لال نهرو، وهو أكبر ميناء حاويات في الهند ويقع في نافي مومباي، الذي تجمعه
نقطة لقاء مع ميناء بندر عباس في مضيق هرمز الإيراني.
وفي ظل التوترات الجيوساسية الحالية، ومع إغلاق
أوروبا أبوابها أمام البضائع الروسية، أصبح ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب
أحد الطرق الرئيسية لتسليم البضائع من آسيا إلى روسيا، وكذلك إلى شمال وغرب
أوروبا. وعليه، سوف يصبح هذا المشروع بديلًا ليس فقط لمشروع "حزام واحد..
طريق واحد" الصيني بل للطرق التقليدية على غرار الذي يربط بين
قناة السويس
ومضيق البحر الأسود في تركيا، وبين قناة السويس وموانئ يوغوسلافيا السابقة وبين
قناة السويس ومضيق جبل طارق وموانئ بلجيكا.
ونوه الموقع بأن ممر النقل الدولي بين الشمال
والجنوب لا يعود بمكاسب اقتصادية فقط، بل يضمن مزايا جيوسياسية لكل من روسيا
وإيران والهند، لا سيما في ظل إمكانية تحول روسيا وإيران إلى ممر بري وبحري رئيسي
من آسيا إلى أوروبا في وقت قريب.