سياسة دولية

نساء نيجيريات يقطعن عشرات الأميال مشيا لإنقاذ حياة أطفالهن

تعد مخيمات النازحين داخليا الملاذ الأخير لملايين النيجيريين الضعفاء- جيتي

تضطر أمهات نيجيريات لقطع عشرات الأميال مشيا على الأقدام رفقة أطفالهن المرضى، على أمل الوصول إلى المستشفيات في مناطق شمال شرق البلاد، حيث الوضع الاقتصادي والصحي المتردي، بفعل النزاع المسلح هناك.


ويكابد ملايين الأشخاص داخل مخيمات اللجوء في شمال شرق نيجيريا أوضاعا مأساوية تشمل أزمة خانقة في الغذاء والرعاية الصحية، بفعل النزاع المسلح الذي تشهده تلك المناطق بين القوات الحكومية، وجماعة بوكو حرام المسلحة.


وتعد مخيمات النازحين داخليا الملاذ الأخير لملايين النيجيريين الضعفاء، ولكن على الرغم من ذلك، فقد قررت ولاية بورنو، التي تضم أكثر المخيمات تضررا، إغلاق جميع هذه المخيمات العام الماضي ووصفتها بأنها أحياء فقيرة ودفعت 200 دولار أمريكي لكل أسرة، وأجبرت تلك الأسر على المغادرة. وفقا لتقرير أوردته "بي بي سي".


ويتوقع عمال الإغاثة أن ما يقدر بنحو 1.74 مليون طفل دون سن الخامسة قد يعانون من سوء التغذية الحاد في شمال شرق نيجيريا في عام 2022، بزيادة قدرها 20 في المئة عن العام السابق وقد يموت 5 آلاف طفل في الشهرين المقبلين.

 

اقرأ أيضا: غرق أكثر من 100 مسلح بنيجيريا أثناء مطاردتهم من قبل الجيش

وتفاقمت حالة سوء التغذية بسبب تفشي الأمراض، بما في ذلك الكوليرا، إضافة إلى تدهور الزراعة، ونظرا لصعوبة المعيشة والأعداد المرتفعة من الأشخاص المحتاجين للطعام، لا توجد إمدادات غذائية كافية لإعالة الأطفال ما يؤدي إلى إصابة الكثير منهم بالمرض.

وقال جافيت أودوكو، منسق أحد المراكز الصحية في ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا: "هذه المنطقة بمثابة البؤرة، لذا فإن معظم الحالات التي تأتي هنا خطيرة".


ومثل العديد من الأطباء والعاملين في المجال الإنساني، يخشى الدكتور أودوكو وقوع كارثة، وهو يعمل على مدار الساعة، ويستقبل ما لا يقل عن 40 طفلا يعانون من سوء التغذية الحاد كل أسبوع.


وبحسب أودوكو، فقد قطعت بعض العائلات مسافة أكثر من 100 كيلومتر (62 ميلا) قادمة من المجتمعات النائية حيث لا تتوفر في مناطقها الرعاية الطبية. 


وكان العديد من هذه العائلات تعيش في مخيمات النازحين في مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، التي أغلقت أبوابها وأصبحت الآن غير قادرة على الحصول على ما يكفي من الطعام لأطفالها، لأنها لم تتمكن من الزراعة خوفا من الهجمات المسلحة، الأمر الذي فاقم الأزمة.