تتوالى
التصريحات تباعا بشأن
الهدنة الأممية في
اليمن مع اقتراب نهايتها مطلع الشهر المقبل،
وسط مساع أممية لتجديدها أطول فترة ممكنة، وهو ما يثير أسئلة عدة عن فرص نجاح هذه المساعي، والبنود الجديدة التي تضمنها المقترح الأممي في هذا السياق.
وتفيد
مصادر يمنية عدة بأن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قدم مقترحا جديدا لتجديد
الهدنة لمدة 6 أشهر قادمة مع اقتراب انتهاء الهدنة الثالثة في الثاني من تشرين الأول/
أكتوبر المقبل.
ولم
يتلق المبعوث الأممي أي رد على مقترحه الذي تقدم به إلى الحكومة اليمنية المعترف بها،
وجماعة الحوثيين.
"تحفظ
حكومي"
وقال
مصدر حكومي يمني إنه من الواضح أن الهدنة سيتم التجديد لها لفترة إضافية، مؤكدا على
موافقة الحكومة على ذلك من حيث المبدأ.
وأضاف
المصدر في تصريح لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، السبت، أن هناك تحفظا حكوميا
على المدة المقترحة للتمديد "6 أشهر"، مشيرا إلى أن الرغبة الأممية والأمريكية
بتمديدها لستة أشهر، لكن المباحثات مستمرة في هذا السياق، وسط رفض الحكومة لهذه الجزئية.
ورجح
المصدر الحكومي موافقة الحكومة الشرعية على تمديد الهدنة لشهرين إضافيين في حال لم
ترضخ للضغوط التي تمارس عليها إقليميا ودوليا.
وتسعى
الأمم المتحدة للوصول إلى هدنة موسعة توفر آلية لدفع رواتب موظفي القطاع العام، وفتح
الطرق، وتوسيع نطاق الرحلات الجوية من صنعاء، وصولا إلى استئناف المحادثات من أجل حل
سياسي مستدام.
"ننتظر
رد الأطراف"
وقال
غروندبرغ في تصريحات لقناة الجزيرة، السبت: "ننتظر رد الأطراف اليمنية على مقترحنا، ومن الضروري وجود مقاربة بناءة بين الجميع".
وبحسب
المسؤول الأممي، فإن الهدنة كانت إنجازا كبيرا، ونأمل الوصول إلى حل نهائي، ووقف إطلاق
نار دائم ينهي الحرب في اليمن.
وفي
2 آب/ أغسطس الجاري، وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي على تمديد الهدنة المتواصلة
في البلاد منذ 2 نيسان/ أبريل الماضي، شهرين إضافيين.
ومن
أبرز بنود الهدنة: وقف إطلاق النار، وفتح ميناء الحديدة، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية
عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 2015.
"
استهلاك"
وفي
هذا السياق، يستبعد رئيس تحرير صحيفة "الوسط" اليمنية، جمال عامر، نجاح أي
مساع لتمديد الهدنة دون تلبية الشرط الأساسي لسلطة صنعاء، المتمثل بصرف المرتبات من
إيرادات الثروات الوطنية التي يتم نهب جزء منها، وتوريد الجزء الآخر إلى البنك الأهلي
في السعودية، خاصة أنه لم يتم الإيفاء بالاتفاق الذي على ضوئه تم تمديد الهدنتين السابقتين، المتمثل بالرحلات التجارية من مطار صنعاء إلى القاهرة.
وقال
عامر في تصريح لـ"عربي21" إنه يجري الحديث عن توسيع الهدنة بتمديدها 6 أشهر،
كاستهلاك، إذ تم رفض هذا الاقتراح من قبل دول توسطت أثناء مناقشة التمديد السابق عقب
فشل الأمم المتحدة بإمضاء الاتفاقات السابقة.
وأضاف
رئيس تحرير صحيفة الوسط التي تصدر في صنعاء أن ذلك يأتي في ظل استمرار قرصنة السفن
القادمة إلى الحديدة (غربا)، ووقف الرحلات إلى القاهرة، وعدم التوصل إلى حل متواز لفتح
الطرقات في تعز ومأرب وغيرها، بعد رفض الطرف الآخر (الحكومي) مبادرة لجنة صنعاء فتح
عدد من الطرق دون مقابل.
وكان
المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي قال، في الأيام الماضية، إنه سيدرس
أي أفكار ستقدم بشأن الهدنة.
وأشار
إلى أن توسيع مزايا الهدنة وتعزيزها في الجوانب الإنسانية، وفي مقدمة ذلك صرف المرتبات
لكل موظفي الدولة، وفتح المطارات والموانئ، وفتح الطرق، سيساعد على مناقشة أي أفكار جادة.
"آمال
موجودة"
والأربعاء
الماضي، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، وجود آمال وتطلعات
واسعة لإمكانية تمديد الهدنة الأممية في اليمن وتوسيعها، مع قرب انتهاء مدتها مطلع
تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وقال
في تصريحات لقناة الجزيرة: "هناك التزام قوي من المجتمع الدولي بتمديد الهدنة،
مطالبا الأطراف اليمنية بوضع "توقعات واقعية".
وأوضح
المبعوث الأمريكي أن "المسألة الهامة التي نود رؤية تقدم فوري فيها هي قضية دفع
الرواتب"، بالإضافة إلى رفع القيود كليا عن ميناء الحديدة، وتوسيع الرحلات الجوية
عبر مطار صنعاء، وهي الشروط الذي تطالب بتنفيذها جماعة الحوثي للقبول بتمديد الهدنة.
ولم
يشر ليندركينغ إلى فتح الطرقات من وإلى محافظة تعز، الأكثر كثافة سكانية في اليمن،
بعد فشل جهود المبعوث الأممي في إقناع جماعة الحوثي بقبول مقترح قدمه بشأن فتح الطرق
الرئيسة إلى تعز مع المحافظات الأخرى، بينما وافقت عليه الحكومة المعترف بها دوليا.
وتنتهي
الهدنة الإنسانية التي وافق الطرفان على تمديدها، مطلع أغسطس/ آب الماضي، لمدة شهرين
إضافيين، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول القادم، وذلك بعد انتهاء هدنة سابقة بدأت في الثاني
من نيسان/ أبريل الماضي.