قالت تركيا إنها سترد بخطوة ملموسة على قرار واشنطن رفع توريد الأسلحة إلى قبرص اليونانية، وسط تساؤلات حول طبيعة الرد التركي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن مجلس الأمن القومي التركي في اجتماعه الأربعاء الماضي تناول مسألة القرار الأمريكي.
وأضاف: "كيف وصلنا لهذه النقطة، إننا دولة ضامنة، ولهذا السبب نحن مضطرون للدفاع عن حقوق قبرص التركية وأشقائنا القبارصة الأتراك"، بحسب وكالة الأناضول.
وأشار إلى أن أبرز أسباب قرار حظر توريد السلاح إلى قبرص اليونانية، هو أن هذا البلد يعد من أهم البلدان المعروفة بغسيل الأموال، وقد بدأت الولايات المتحدة تعاونا معها في هذا المجال.
وأوضح أنه "بغض النظر عن حصول قبرص الرومية على السلاح (تطبيق القرار)، اتخذت تركيا على الدوام التدابير اللازمة لحماية قبرص التركية، وستقوم باتخاذ المزيد من التدابير بعد القرار الأمريكي الأخير، من حيث الأسلحة".
وأضاف: "سنرد بخطوة ملموسة على قرار واشنطن، وبما أنكم تريدون التصعيد، سنقوم بكل ما يجب في مواجهة ذلك، وسنتخذ كل الخطوات اللازمة من أجل حماية قبرص التركية والقبارصة الأتراك"، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع التركية تقوم بتقييم الوضع الآن.
والأربعاء، دعا مجلس الأمن القومي التركي جميع البلدان للاعتراف باستقلال قبرص الشمالية في دعوة هي الأولى من نوعها.
اقرأ أيضا: أنقرة ترسل قوات لقبرص التركية وتتهم واشنطن بالانحياز لليونان
وشدد المجلس في بيان، على أن تركيا ستواصل بحزم أنشطتها متعددة الأبعاد التي تنفذها للدفاع عن حقوق القبارصة الأتراك.
وحول الخطوة التي قد تتخذها تركيا، ضد القرار الأمريكي، قالت صحيفة "ملييت"، إن أنقرة قد تتجه لنقل قضية رفع الولايات المتحدة حظر الأسلحة عن قبرص اليونانية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقلت عن السفير المتقاعد أولوتش أوزولكار، قوله إن تركيا نجحت في مواجهة وتصدير بعض القضايا في الأمم المتحدة، وهي قادرة الآن على نقل قضية قبرص إليها.
وأحدثت تركيا تغييرا جوهريا في سياستها تجاه القضية القبرصية في السنوات الأخيرة، وقالت الصحيفة إنه تم تحديد إطار استراتيجية الاعتراف بجمهورية قبرص الشمالية من المجتمع الدولي في اجتماع مجلس الأمن القومي في تموز/ يوليو الماضي.
وقال مجلس الأمن القومي في ذلك الوقت إن "تركيا تدعم بقوة رؤية حل الدولتين على أساس المساواة السيادية والوضع الدولي المتساوي لجمهورية شمال قبرص التركية"، لكنه في اجتماعه في أيلول/ سبتمبر دعا الدول للاعتراف الرسمي بقبرص الشمالية كدولة.
السفير التركي المتقاعد، قال إنه "وفقا لميثاق الأمم المتحدة، فإن سلطة اتخاذ القرار تعود لمجلس الأمن الذي تتمتع فيه الدول الخمس باستخدام حق النقض، وعليه حتى إذا اتخذ القرار بشأن قبرص التركية في الجمعية العامة فإن القرارات التي تتطلب اتخاذ إجراء تتطلب أيضا موافقة مجلس الأمن".
وتابع بأن "قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى لو لم يتم تمريرها من خلال مجلس الأمن، لكنها تخلق ضغوطا، وقرار القدس عام 2017 هو واحد من القرارات السابقة بهذا الصدد".
وأضاف أن من أكبر المشاكل التي تواجه تركيا بشأن الاعتراف بقبرص الشمالية، هو قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة عام 1964، والذي يتعلق بإنشاء قوة أممية لحفظ السلام في قبرص والوساطة للتوصل إلى تسوية متفق عليها للمشكلة.
اقرأ أيضا: تركيا تندد بقرار أمريكي متعلق برفع حظر الأسلحة عن قبرص
وتساءل الدبلوماسي التركي: "نحن بحاجة إلى تغيير قرار الأمم المتحدة، ولكن هل تسمح بريطانيا التي كتبت القرار بذلك، وهل تقبل الولايات المتحدة؟.. بالتأكيد لا".
وقال: "يمكن اتخاذ قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أن أوضحت تركيا للعالم أن جمهورية شمال قبرص تعاني من الظلم بسبب وضعها الحالي، القرار سيكون غير ملزم ولكن له تأثير نفسي".
وأضاف، أن العديد من الدول قد تبدأ بالتفكير الفعلي بالاعتراف بقبرص التركية، مما يخلق ضغطا أخلاقيا.
وفي الوقت الذي أكد فيه أردوغان أن الخطوة الأمريكية برفع حظر الأسلحة عن قبرص اليونانية "لن تبقى دون رد، وستتخذ تركيا كل التدابير لأمن القبارصة الأتراك"، أعلن وزير الخارجية تشاووش أوغلو أن بلاده بصدد إرسال المزيد من القوات إلى قبرص التركية، و"سنمدهم بالأسلحة اللازمة".
صحيفة "Türkiye Gazetesi" نقلت عن الخبير العسكري والمحاضر في جامعة آيدن نعيم بابور أوغلو، قوله إنه لأول مرة في التاريخ يدعو مجلس الأمن القومي التركي للاعتراف بقبرص التركية.
ورأى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيعارضان الاعتراف باستقلال قبرص التركية، أما روسيا قد تقبل ذلك في مرحلة معينة.
وتتهم تركيا، الولايات المتحدة بالتخلي عن سياسة الحياد والتوازن في قضيتي قبرص وبحر إيجه لصالح اليونان.
أنقرة ترسل قوات لقبرص التركية وتتهم واشنطن بالانحياز لليونان
تركيا تستدعي سفير اليونان.. وتوجه مذكرة احتجاج لواشنطن
هل فشل التقارب بين تركيا والنظام السوري بعد نفي الطرفين؟