تواصلت الاحتجاجات في إيران، الخميس، للأسبوع الرابع على التوالي، إثر وفاة الفتاة مهسا أميني، رغم تزايد عدد القتلى، وشهدت المدن الإيرانية هجوم المتظاهرين على مقار أمنية وإشعال النار فيها، وإضرابات بمدن عدة، في حين علق المرشد الإيراني علي خامنئي برفض كل ذلك واعتباره "أعمال شغب متفرقة".
واتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس الولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، بالعمل على زعزعة استقرارها.
وقال رئيسي في تصريحات له الخميس: "الآن بعد فشل الولايات المتحدة في العسكرة (ضد إيران) والعقوبات، لجأت واشنطن وحلفاؤها الى السياسة الفاشلة لزعزعة الاستقرار"، وذلك خلال قمة "مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا" ("سيكا") في كازاخستان.
ورأى أن "الأمة الإيرانية أفشلت الخيار العسكري الأمريكي، وبحسب ما أقروا بأنفسهم، ألحقت هزيمة نكراء بسياسة العقوبات والضغوط القصوى".
وتفرض واشنطن منذ أعوام طويلة عقوبات على الجمهورية الإسلامية تحت مسميّات شتى، من أبرزها الملف النووي الإيراني. وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات قاسية اعتبارا من العام 2018، في أعقاب قرار رئيسها السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا من الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى الذي أبرم عام 2015.
"أحكام قاسية"
وقال غلام حسين محسني إجئي رئيس السلطة القضائية في إيران، الخميس، إنه أمر القضاة بإصدار أحكام قاسية على "العناصر الرئيسية في أعمال الشغب"، التي اندلعت بعد وفاة شابة في حجز للشرطة الشهر الماضي.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن محسني إجئي قوله "لقد أصدرت تعليمات لقضاتنا بتجنب إظهار التعاطف غير الضروري مع العناصر الرئيسية التي تقف وراء أعمال الشغب وإصدار أحكام قاسية عليهم".
وتحولت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية في 16 أيلول/سبتمبر، إلى واحدة من أكبر التحديات التي تواجه القيادة الدينية لإيران منذ ثورة 1979.
حرق مقار أمنية
ففي مدينة بوكان، قام متظاهرون بحرق مقر للشرطة، ونشروا فيديو يوثق ذلك ليل الأربعاء.
كذلك هجم متظاهرون على دراجات الشرطة الخاصة وقاموا بحرقها، مع فرار عناصر أمنية من المحتجين.
اقرأ أيضا: حرق صور رموز للنظام في إيران.. وتوجيه اتهامات لابنة رفسنجاني
وفي مدينة بوكان بشمال غرب البلاد، أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة 11 شخصا، بحسب منظمة "هنجاو" لحقوق الإنسان، التي أفادت أيضا بوقوع إطلاق نار في مدينة كرمانشاه.
ومنذ بدء الاحتجاجات، تشهد مقار أمنية عمليات حرق من المحتجين الغاضبين، بسبب مقتل العديد منهم على أيدي الأمن الذي يواجه المتظاهرين بالرصاص الحي ووسائل القمع المختلفة.
وأظهرت مقاطع مصورة إغلاق طرق في طهران وبوكان، وهتاف المشاركين: "يجب أن يسقط الملالي"، و"الموت للديكتاتور".
ارتفاع أعداد القتلى
وقالت منظمة هنجاو لحقوق الإنسان، ومقرها النرويج، إن عدد القتلى ارتفع إلى 201 على الأقل من المدنيين خلال الاضطرابات، بينهم 23 قاصرا.
وقدر التقرير السابق للمنظمة الصادر في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر عدد القتلى بنحو 185 شخصا.
وقالت السلطات، إن نحو 20 فردا من قوات الأمن قتلوا. وتقول إيران إن خصومها، ومن بينهم الولايات المتحدة، يقفون وراء إثارة الاضطرابات.
خامنئي عن المتظاهرين: "أعداء إيران"
وذكرت وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري، أن خامنئي، الذي يعد محور غضب المحتجين، قال إن "أعداء إيران" وراء الاحتجاجات.
وأضاف: "أعمال الشغب المتفرقة هذه هي المقصد السلبي والأخرق للعدو ضد التطورات والتحركات الرائعة والمبتكرة للأمة الإيرانية".
وقال: "العلاج ضد الأعداء هو التصدي لهم".
اقرأ أيضا: ناشيونال إنترست: إلى أي مدى ستذهب احتجاجات إيران؟
إضرابات بمدن إيرانية
وأفادت منظمة "هنجاو"، بحدوث إضرابات في مناطق كردية، بما في ذلك مسقط رأس أميني "سقز"، ومدينة بوكان، ونشرت مقاطع مصورة تظهر على ما يبدو متاجر مغلقة في المدينتين.
يشار إلى أن الاحتجاجات مستمرة منذ 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد وفاة أميني (22 عاما) إثر توقيفها ثلاثة أيام من "شرطة الأخلاق" بدعوى "لباسها غير المحتشم"، الأمر الذي أثار احتجاجات واسعة في البلاد، قوبلت بقمع أمني أدى إلى مقتل الكثير من المتظاهرين.
حرق صور رموز للنظام في إيران.. وتوجيه اتهامات لابنة رفسنجاني
هتافات في برلمان إيران بالولاء لخامنئي.. وانتقاد لشرطة الأخلاق
ارتفاع حصيلة احتجاجات إيران.. والحرس الثوري يتوعد