يشهد اليوم الأحد، مرور شهر كامل على بدء الاحتجاجات في إيران، وسط دعوات مستمرة للنزول إلى الشارع رغم قمع قوات الأمن الإيرانية للمتظاهرين الغاضبين من مقتل الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها في مركز للأمن.
ويدعم الغرب صراحة الاحتجاجات الإيرانية، ووعدت الولايات المتحدة المحتجين بمساعدتهم عبر تسهيل وصولهم إلى الإنترنت الذي حجبته السلطات.
ورفضت إيران الأحد دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتجاجات التي
خرجت في شتى أنحاء البلاد، وذلك حسبما أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
وقال بايدن السبت، معلقا على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي
تشهدها إيران منذ أسابيع إنه فوجئ بشجاعة الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني
قوله "تدخل بايدن في شؤون الدولة الإيرانية من خلال دعم الشغب... في الأيام
الماضية، حاولت الإدارة الأمريكية باستماتة تأجيج الاضطرابات في إيران تحت ذرائع
مختلفة".
وأغلق بعض التجار أبوابهم احتجاجا في عدد من المدن
والأسواق، مثل: مريوان، وسقز، وسنندج، وسقز.
وبحسب موقع "إيران إنترناشونال" المعارض، فقد أغلق أصحاب المحلات أبوابهم تضامنا مع المحتجين الذين دعوا لاستمرار التظاهرات في مختلف المدن تحت شعار "بداية النهاية".
وتزامنا مع الاحتجاجات على الأرض، اندلعت اضطرابات وحرائق ليل السبت في سجن
إوين في طهران.
ويضم السجن الواقع
في شمال طهران السجناء السياسيين، كما أنه يضم سجناء أجانب، وقد أفادت تقارير بأن
المئات ممن اعتقلوا خلال التظاهرات أودعوا فيه.
وأظهر مقطع
فيديو نشرته "منظمة حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقرا، بعض
النيران والدخان المتصاعد من مبنى السجن، وسُمعت أيضا أصوات في التسجيل بدا أنها
لطلقات نارية.
وقال موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطات القضائية، إنّ "أربعة سجناء لقوا حتفهم بسبب تنشق الدخان الناجم عن الحريق وأصيب 61"، مضيفاً أنّ أربعة من المصابين في "حالة خطرة".
وذكرت قناة "1500 تاسفير" التي ترصد الاحتجاجات وانتهاكات الشرطة في حسابها على "تويتر" أن "حريقا ينتشر في سجن إوين" و"أمكن سماع صوت انفجار" وهتافات "الموت للديكتاتور"، وهو أحد الشعارات الرئيسية للحركة الاحتجاجية المستمرة منذ شهر.
ويضم سجن إوين
سجناء أجانب بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه والمواطن
الأمريكي سياماك نمازي الذي قالت عائلته إنه أعيد إلى إوين هذا الأسبوع بعد فترة
إفراج مؤقت.
وأعلن المتحدث
باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في تغريدة، أن واشنطن تراقب الوضع عن كثب، محملا
"إيران المسؤولية الكاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين بدون وجه حق والذين
يجب إطلاق سراحهم فورا".
وتأتي
الاحتجاجات في ظلّ استياء شعبي من المصاعب الاقتصادية واتهامات بالفساد سببت
تظاهرات منفصلة في الأشهر الماضية.
ووصلت
الاحتجاجات إلى العاصمة طهران، وإلى تبريز، ومدينتي أصفهان وشيراز التاريخيتين، ومدينة
مشهد المقدسة لدى الشيعة والتي يتحدر منها خامنئي، ومحافظات بحر قزوين.
وأزالت بعض النساء
الحجاب وحرقته بعضهنّ، وتم تشويه وإحراق صور لخامنئي ورموز للنظام مثل قائد
الحرس الثوري الراحل قاسم سليماني.
وأظهرت مقاطع
فيديو متظاهرين يتصدون لقوات الأمن ويقاومون الاعتقال ويحرقون سيارات الشرطة، ويقيمون حواجز على الطرق في بعض الأحيان.
وبحسب
"منظمة العفو الدولية"، فإن الاحتجاجات تتعرض لـ"قمع وحشي"
باستهداف المتظاهرين بالذخيرة الحية والخرطوش من مسافة قريبة.
واعتُقل عشرات
المتظاهرين والمعارضين والنشطاء البارزين والصحافيين والمحامين وحتى الرياضيين
خلال الأسابيع الماضية ومعظمهم ما زالوا موقوفين.
على جانب آخر، اجتمع رؤساء السلطات الثلاث إيران، السبت، مشددين على ضرورة "البت السريع والدقيق في ملفات أعمال الشغب الأخيرة".
واجتمع رئيس
الجمهورية، إبراهيم رئيسي، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة
القضائية، غلام حسين محسني آجئي، لبحث "خطة التنمية السابعة".
وبحسب وكالة الأنباء
الرسمية، فإن من أهم نقاط جدول أعمال الاجتماع كانت "بحث تطوير التعاطي بين
السلطات الثلاث وتآزر جميع أركان الدولة من أجل التغلب على المشاكل القائمة وتقدم
البلاد".
استمرار التظاهرات في إيران مع دعوات لأسبوع "بداية النهاية"
بلومبيرغ: طالبات المدارس خصم جديد لخامنئي في الاحتجاجات
مخاوف من القمع بعد تعليق خامنئي.. ورئيسي يرحب بتوجيهاته